24/01/2012 - 13:29

قالَتْ لِيَ القُدْسُ / كايد عواملة*

عيناكَ حضورُ القُدسِ، كنايتُها ومجازُ الصّخرَةِ فيها.. كالقُبّةِ مِنْ أجلِ القدسِ جميعُ النّاسِ محدبَةٌ واللهِ مآقيها.. والله يُفضّلُ أَنْ تتذكّرَ قُدْسَكَ حينَ تقيمُ طقوسكَ في المرآةِ صباحًا حينَ تُلمعُ وجهَكَ / خيبَتَهُ في مرآةٍ ما.. علّكَ تكْسِرُها.

قالَتْ لِيَ القُدْسُ / كايد عواملة*

 

أشتاقُكَ، حدَّ شهيقِيَ

تهرقُ في رئتيَّ الدّافئتينِ بملءِ فَضاءٍ مِنْ روحٍ

يتلفّظُ مهدَ القبلةِ مرويًّا..

كُنْ أوّلَ مَنْ يدعو فيُجابُ دُعاهُ لديّ

فجرّبْ ذاكَ استسقِ الآهَ

سأنزلها همْسًا ذَهَبيًّا

يلمسُ فيكَ حدودَ الوجدِ

وتلمسُ شالَ ترانيمٍ فيهِ

أغمِضُ  عينَ يقيني وأُسْلمُ

نفسي إليكَ

فأنتَ سِراطٌ يَهْدِينِي مِنْ دُونِ سِواهُ

لشوقٍ أرحبَ مِنْ رُؤيايَ

وأقربَ مِنْ وحيٍ نَبَويٍّ يصدُقُنِي نجوايَ

فألمسها بلساني صوتًا

اسمكَ يحملُ صوبَ طلوعِ الفجرِ..

 

فيا عربيُّ

سأشهقُ ملءَ قُدومكَ في "نَعَمٍ"

تتجسّدُ في لحمٍ ودَمٍ

فَيُرطبُ صَمْتِي لهجَةَ روحٍ

مِنْ فرطِ الإيقاعِ

يَهُبُّ بقاعِ دمي صبّارٌ..

صبّارٌ يشبههُ شفقٌ ينضو الأشواكَ

ويرسلُ كلَّ نعومته الحمراءَ

خَفاءً فضيًّا

يتسلَّلُ فوقَ فراشِ سماءٍ مِنْ قُدْسٍ

يَتَشهَّدُ في أفُقٍ

فتردُّ عليهِ نواقيسُ

في الطَّرفِ الآخرِ

من بَذَخِ النّجوى..

ما أنعمَ هذا الجلْدَ / الجَلَدَ السّابحَ

تحتَ قميصِ الشّوكْ

يضعُ الشّمسَ بسلَّةِ نورٍ أزرقَ

يغمرُ جلْدَكَ تسبيحًا مِنْ بابِ الذّوقْ..

وأنا من بابِ الشّوقِ أُعانقهُ

بعيوني..

 

عيناكَ حضورُ القُدسِ، كنايتُها

ومجازُ الصّخرَةِ فيها..

كالقُبّةِ مِنْ أجلِ القدسِ جميعُ النّاسِ محدبَةٌ

واللهِ مآقيها..

والله يُفضّلُ أَنْ تتذكّرَ قُدْسَكَ

حينَ تقيمُ طقوسكَ في المرآةِ صباحًا

حينَ تُلمعُ وجهَكَ / خيبَتَهُ

في مرآةٍ ما.. علّكَ تكْسِرُها.

أَوْ حينَ تُحبُّ

وتطلبُ في العينينِ إلهًا

تعبُدهُ، وإذا..

ما مارَسَ سطوتَهُ برجُ الجوزاءِ بعاجِ أنوثتها

جاهدتَ لتبعدَهُ عنها / عَنْ حبّكَ

كيْ يحيا..

فإذا ذبحتكَ كعادتِها..

أقسمتَ بعمقِ جراحكَ منتصبًا أنّكَ قاتلُها

ورجعتَ رميتَ جروحكَ خلفكَ، قلتَ:

سأهملُها..

وكظمتَ الغيظَ

فحسبُكَ مِنْ غفرانِكَ

صكُّ القدسِ على العينينِ شفاعتُها..

وأفضلُ أَنْ أتعلّمَ كيفَ أحبُّ

وكيفَ أثورُ بوجهِ سماءٍ

كيفَ أُلاحِقُ وجهكَ

فوقَ تفاصيلِ الأشياءْ

 

حسبي

أنْ أقهرَ فيكَ سكونَ السّقفِ فيهوي

في همسٍ

فوقَ الأنصابِ فيهدمُها

حجرًا / بشرًا

فأعيشكَ وقعًا منْ أبدٍ كونيٍّ

يمنحني مِنْ صوتكَ وِجدانًا..

وجداني الهادئُ

يوغِلُ صوبَ وجودي الرّاشحِ فوقَ ذراعي نَمْنَمَةً

هي نمنمةٌ تمتدُّ بكفّي

منذُ عُقودٍ

كونَ ثقوبٍ مِنْ لهبٍ لا يحرقُ

لا تقلقْ، هو لهبٌ من بَرْدٍ

وسلامٍ، عنكَ قليلاً يبعدُني..

وقليلٌ عنكَ، أيا عربيّ، سيوجعني..

 

صدّقني حينَ سأسكبُ ماءَ شعوريَ

في حضني مثلَ كُراتِ الصّوفِ

وأسحبُ نهرًا أجدُلهُ حبلاً رطبًا

فأغرغرُ نمنتي فيهِ

وفيهِ أُقشعرها لحدود الشّنقِ

وأقبرها تحتَ الأصنامِ

فأُخرجُ كفّي عاريةً

إلا مِنْ جلدِ الضّوءِ الباهتِ

صدّقني حينَ سأغزلُ لي حلمًا أدعوهُ براقًا

أركبهُ شوقًا عيناكَ تسيره

بسماءٍ تِلْوَ سماءٍ

صوبَ ذراعكَ..

إنّ ذراعكَ حولي أنهارٌ تلزمُني

أنْ أُلقيَ ناموسَ الكهنوتِ عليّ

وعندَ تقاطُعِ وحيٍ مع وبري الوهميّ

سأمسكُ ضوءًا أودعُهُ

في ظُفري

ليصيرَ أُلوهيّ الموجِ

أنانيًّا

ليقيم طقوسًا للياقوتِ بظهرِ الأرضِ

فيخدشهُ لأغيظَ به اللّبؤاتِ

فتزأَرُ آهٌ في شفتيكَ فتسبرُ

روحي أكثرْ

والآهُ أكبرْ

الآهُ أكبرْ

الآهُ أكبرْ..

 

 


* شاعر من الأردن.

التعليقات