06/03/2012 - 03:52

أستروا على أمل / مصطفى عاطف قبلاوي

"آه صحّ، كيف بدّي أغيظهن لبنات صفّي وأنا رح أترك المدرسة بس نتجوّز أنا وغسّان؟، يلّلا مش مهمّ، أصلاً أنا مش فاهمة ليش لازم أترك المدرسة من الأساس، بس إمّي بتقولّي إنّه اللّي بدّو السّترة بدّو يترك كل شي...، وأنا جاي عبالي آخد السّترة!"

أستروا على أمل / مصطفى عاطف قبلاوي

- مصطفى عاطف قبلاوي -

"آه والله إيّانا بدنا نجوّزها ونستر عليها..."

هذا ما قالته أمّ أدهم خلال جلستها الصّباحيّة مع جارتها في الحيّ، بينما تشعر بسعادةٍ مغلّفةٍ بفخرٍ واضحٍ لأنّها قرّرت أن تزوّج ابنتها البكر، أمل، لغسّان، الشّابّ الّذي يملك صالونًا للحلاقة مدخل الحيّ...

"والله أمل مكيّفة، من ما عرفت إنّه قبلنا الشّابّ وهي قاعدة بغرفتها وسرحانة..."، تابعت أمّ أدهم حديثها الّذي أسر حواس جارتها الّتي كانت تبارك وتحمد الله على نعمته بين كلّ فقرةٍ وأخرى في حديث أمّ أدهم...

أمل، كانت جالسةً في غرفتها بالفعل، سارحةً بالفعل، تمامًا كما قالت أمّها، فقد كانت هذه الفتاة الّتي لا تزال كتب الصّفّ الثّاني عشر ملقاةً أمامها على مكتبها الصّغير قرب لعبة "الباربي" الّتي شهدت على متعتها الطّفوليّة قبيل سنواتٍ قليلة..

كانت جالسةً تتأمّل، تحلم وتكتب ما يجول بخاطرها على دفترها الصّغير، كتبت أمل بخطٍّ واضحٍ في رأس الصّفحة البيضاء الأولى: "مين هادا غسّان؟ هو نفسه الشّبّ الأسمر اللّي بيكون يبتسملي وأنا مروحة من المدرسة ولا لأ؟"

-"مين هو غسّان..؟ وكيف راح أنام جنبه وأنا بعرفوش؟ يعني هو بشتغل حلاّق كمان للبنات؟؟ يلّلا معناها بس أتجوّزه بصير أقاهر بنات صفّي إنّه دايمًا شعري حلو ومرتّب..."

-"آه آه، ولاو كيف نسيت!! أنا راح ألبس عروس كمان شهر! عروس عنجد! خلص عرفت... بدّي أشتري فستان أبيض بدون اكمامو "نافش" من تحت، هيك أنا قرّرت هديك المرّة بحصّة البيولوجيا لمّا المعلّمة كانت تشرح عن غشاء البكارة وأبصر شو...، وكنت أنا مش قادرة أركّز، فقرّرت بوقتها إنّي أرسم فستان عرسي، وطلع بالضّبط زي ما بحلم فيه من زمان! كنت حلوة بخيالي، وراح أكون حلوة مع أفنان... قصدي غسّان...ههههههه بضلّني أتخربط بإسمه لجوزي...!"

-"مبارح إمّي نادتني عأوضتها، قال شو بدها تفهّمني عن شو بدّو يصير معاي بس أتجوز! أنا مفهمتش عليها كثير، يعني ما أنا صار عمري 17 سنة وبعرف إنّه المرأة لازم تنظّف الدّار وتعمل أكل، وتكوي وتطوي، وتغسل وتُنشُر، وتمسح وتجلي وتنظّف الحمامات، بعدين بس تخلّص شغلها تتحمّم وتزبّط شعرها وتستنا جوزها لمّا يروّح من الشّغل...، وأنا الحمد لله ربنا بعثلي عريس حلاّق، يعني راح أتريّح من مهمّة تزبيط الشّعر، وبضلّ عليّ بسّ شويّة الأشياء الباقية...!"

_"قال إمّي قالتلي مبارح إنّه السّترة أهمّ إشي للبنت... الصّراحة مش كثير فهمت عليها إنّه شو يعني سُترة، وشو لازم أعمل عشان أجيب السّترة وأحصل عليها؟ بس مش مهم شو ما بدها راح أقولها طيّب يمّا حاضر، لأنّه خلص كمان شهر رح ألبس فستان أبيض، وراح أغيظ كلّ بنات صفّي إنّي أوّل وحدة تجوّزت بينهن!!"

-"آه صحّ، كيف بدّي أغيظهن لبنات صفّي وأنا رح أترك المدرسة بس نتجوّز أنا وغسّان؟، يلّلا مش مهمّ، أصلاً أنا مش فاهمة ليش لازم أترك المدرسة من الأساس، بس إمّي بتقولّي إنّه اللّي بدّو السّترة بدّو يترك كل شي...، وأنا جاي عبالي آخد السّترة!"

التعليقات