07/07/2012 - 05:19

نهاوند / أسامة غاوجي

الشّعر أن نلقى بضيقِ الأرضِ والضّوضاءِ والدّمِ والأسى وجه السماءْ الشّعر أن نلقى السّماءْ والآن نبدأ بالغناءْ

نهاوند / أسامة غاوجي

قمرٌ ضريرٌ في السّماءْ

تفاحتان من الخلود.. ولا اشتهاءْ

حوّاءُ يا حوّاءْ ..

 

النّايُ بين أصابع الإسمنتِ ..

والأبوابُ تأخذنا إلى الأبوابِ ..

 والأحزانُ عادتنا القديمه

عيناكِ وحدهما معي ومباهج القلق الكريمة

 

قولي إذًا من أين نبتدئ الغناء؟

نحنُ الّذين تمزَّقَ الوترُ الأخيرُ لفرطِ فتنتنا ..

وأوقفَ وِرْدَهُ الصوفيُّ قبلَ تنهّدين من الفناءْ

لا شيء يشبهنا سوى أسمائنا..

والكوكب المرميُّ مثل النّرد في هذا الفضاءْ

 

نحن الّذين تبسّمت فينا المواجع واصطفتنا الأسئله

قمرين نشبه بعضنا والقنبله

قمرين فوق السّورِ ..

خلفَ البابِ ..

وسْطَ الحزنِ..

في تعب "الغلابى " والزّوايا المهمله

قمرين نشبه "حنظله"!

 

من أين نتبدئ الغناءَ؟..

وليس من وطنٍ لهذا القلبْ؟

أدمنتُ ترحالي إليه..

ألمُّ شعثَ قصائدي ..

وأخيطُ ثقبًا عابرًا في الصّدرِ ..

صدرًا طاعناً في الحبّ

أدمنتُ ترحالي إلى وطنٍ يمدُّ يديه ..

لكن لم أجد إلا الفضاء الرّحبْ !

فإلى متى يا ربْ؟

وإلى متى هذا الحنين إلى موانئَ لا تجيءُ ..

 

إلى متى هذا الشّتاءْ؟

من أين يا الله أبتدئ الغناءْ؟

 

في هذه الظّلماء ذاكرتي الدّليلُ

البحرُ يصرخُ في دمي ..

وتضجّ في شفتي الحقولُ

وفمي يقولُ..  فلا يقولُ !

 

ماذا أغنّي الآن

يا بحرًا من الرّؤيا ..

ومجدافًا من التّأويلِ؟

التّائهونَ عن الصّراطِ ..

أنا

قناديلُ الهداةِ توضّأت بالزّيتِ من قنديلي

 

في المهدِ ..

حيثُ براءةُ الأشياءِ واضحةٌ ..

تنفّسَ صبحُنا والضّوءُ في دَمِنا تكلَّمْ

فيه ابتَدَأنا الخطوَ عشَّـاقَــين..

لم نسألْ.. ونعرف أنّنا يومًا سنفهمْ

سيضيؤنا قوتُ القلوب،

 الشّعر، والقرآن، والفقراء

 والمدن الحزينة

الجائعونَ هناك، يملؤ جوعهم هذا الهواءْ

القبلةُ انطفأتْ، وشاخَ على محاجرنا البكاءْ

يا ما تبقّى من ملامحنا الشّحيحةِ أو من الجسد المحطّمْ

 

لنقل إنّ الأرضَ أرحب من توقّعنا..  وإنّ الله أكرمْ

 

لنقلْ إنّ الأرضَ إن تعبتْ ستوسدُ رأسَها كتفٌ حنونَــــة

لنقل إنّ الصّدر سوف يضمُّ في حبٍّ ظنونَــه

لنقل إنَّ الشّعر يكفي.. كي يكــونَ وكـي نكونَـــه

 

الأقحوانُ على ضفافِ الجرحِ يكفينا  

لنهزم تمتمات الخوف والبارود في هذا الغناءْ

 

والشّعر يكفي كي نؤجلَ موتنا بالكبرياءْ

 

الشّعر أن نلقى

بضيقِ  الأرضِ والضّوضاءِ

والدّمِ والأسى

وجه السماءْ

 

الشّعر أن نلقى السّماءْ

 

والآن نبدأ بالغناءْ

التعليقات