20/02/2013 - 13:51

طبع الفراشات / شيخة حليوى

سننظرُ في لون عينيك ونستوي بعدها بشرًا سنهدهد جرحك عسانا من عجزنا نبرى كوني أيّتها الصغيرة لذلّنا كِبرا كوني لعذرنا عذرا.. ونستوي بعدها بشرا!

طبع الفراشات / شيخة حليوى

للفراشة ليليان.

 

الصّغيرة لا تنام...

والصّغار ينامون عادةً

 في اللّيل...

والصّغيرات

في الصبّاح يغدون

سرب عصافير...

حدائق جوريّ

وروح فراشات

يطبعون على جبين السّماء

 شمسًا ورديّة،

يرسمون خريطةً لأقمار السّماوات السّبع

ثمّ ينامون...

كي يحلموا ينامون

كي يكبروا ينامون

هكذا تقول الجدّات للأمّهات الغشيمات

والصّغار "إن جاعوا لاعوا"

والصّغار "إن شبعوا لعبوا"

والصّغيرات...

هكذا تقول الجدّات للأمّهات الغشيمات

والصّغيرة لا تنام

والنّوم جنّة الأطفال

والجراح... والأحلام المؤجّلات،

والصّغيرة على أعتاب الطّفولة

والأحلام المؤجّلات!

لم ترسم خريطة الأقمار بعد..

لم تختر شمسها الورديّة بعد..

لم تسرّح شعر دميتها

لم تكسر رجل دميتها

لم تقرأ قصّتها الأولى

لم تمزّق قصّتها الأولى

لم تغفُ على كتف ترتيلةٍ حزينة

لم ترقص على لحنِ أغنيةٍ رديئة

لم تتلعثم في حروف اسمها:

ما اسمك أيّتها الصغيرة؟ "يااااان"..

ما اسمك أيّتها الأميرة؟  " ياااااان"

آه "ليان"، اسمك "ليان"،

كيف حالك اليوم؟

هل تحبّين الماما؟ أم الشوكولاة؟

هل تحبّين البابا؟ أم الشوكولاة؟

هل تحبّين الحياة؟!

ضلّت أحلامك أيّتها الصّغيرة

تاهت صلاة أمّك أيّتها الصّغيرة

تشابهت عليك دروب الألم والأمل

أيّتها الصغيرة

ملكوت السّماوات تقسو على الصّغار

أحيانًا والصّغيرات..

ونحنُ في شغلٍ عن وجع الصّغار

ولون الفراشات...

لون فستان العيد...

مثلًا..

ورقةٌ صفراءُ في البريد

ساعات النّوم، سهرة الجمعة

وتفسير حلمٍ تافهٍ عنيد...

وأنت هناك بين السّرير والسّرير

تحترفين الطُّهر...

وطبع الفراشات

وهناك هم بعض السّادات

بين السّرير والسّرير

يحترفون العهر...

وأخلاق الفاجرات...

سننظرُ في لون عينيك

ونستوي بعدها بشرًا

سنهدهد جرحك

عسانا من عجزنا نبرى

 كوني أيّتها الصغيرة

لذلّنا كِبرا

كوني لعذرنا عذرا..

ونستوي بعدها بشرا!

التعليقات