06/09/2013 - 19:36

سبع قصائد / عمر زيادة

أريد أن أستلقي على سريري في عام 2046، بلا أمراض ولا عذابات كثيرة، وأخرج قلبي من صدري كما تفعل بطقم أسنان قديم.. ولزجٍ، وأضعه في زجاجة، وسأختار الثانية والنصف صباحًا ساعة الوحدة المطلقة لأُعتم.. أُعتم.. أُعتم مثل مَسْخٍ حُرّ وخفيفْ إلى الأبد!

سبع قصائد / عمر زيادة

- عمر زيادة -

1

أبي

ناطورٌ وحيدٌ في حقول الخبز والجوعِ،

لا تَحُطُّ الطيورُ على ساعديهِ

ولا تمسحُ الفضّةُ

غبارَ الليلِ عن خاتمِ قلبِه،

مثل حجرٍ قديمٍ

يعرفُ البيتُ رائحتَهُ القادمة،

أبي

الذي كانَ يوضّبُ القشَّ من أجل مبيتِ القَمَر

يغادرُهُ الضوء،

كأنّ كلّ أسيجةَ الأرضِ سُلّمهُ

إلى سنبلة مَنامِه

2

القتلى خلفَ الباب

البرابرةُ في البيتِ

يرتّبونَ الذكرياتِ وِفْقَ تقويمِهم

والملابسَ وفقَ روائحِهم

والضوءَ وفقَ قناديلِهم الجديدة،

النافذةُ تطلُّ على مساحة الهواءِ الغريبْ

لا أرى من ثُقْبِ القلبِ شمسًاً كاملة

ولا عصافيرَ تلوّنُ سورَ الدم!

3

سقطتْ قافيةُ الأزرق

سقطَ عامٌ كاملٌ من النسور 

سقطَ الورقُ من أيدي اللاعبين 

اليقينُ / الفوضى / الدول الجامحة

الحقائبُ / الغابةُ

أحلامُ الصعاليك،

كلّ الأشياء سقطتْ

مهشّمةً

وباردة

كما لو أنها مُعَدّةٌ منذ الأزل

لانتهائها الكبير،

كما لو أنها طُرُقٌ لانهائيةٌ من الخسارات

تحدثُ

في خطوةٍ واحدة!

4

لديّ إمبراطورية من الرمادِ والأقنعةِ

وجثثٌ تتفسّخُ أسفلَ عرشي،

أنا بلا رغبة

تصقلُ نايي 

ولا أحنُّ إلى أيّ ريح،

حواسّي معطّلةٌ

وتيجاني تضرّجُها الرؤوسُ الذابلة!

5

أعلّقُ الإطارَ الفارغَ على جدرانِ غرفتي،

الأحصنةَ في بَهْوِ المتاحفِ

المعاركَ على بزّة الديكتاتور،

وأنجو

من طلقةٍ

في الرأس

أنجو

من فأسٍ في لُحاءِ القصيدةِ

أنجو

من بياضٍ لن أَحْلَجَهُ

ولن يجرحَ عتمتي الشاسعة!

6

أنا لا أحبّ الشامات

ولا أودّ مضاجعة مونيكا بيلوتشي

ولم يحدث أن راسلت أليخاندرا بيزارنيك،

كلّ الذي كتبته وأكتبه محضُ هُراء __

لديّ حلم واضح وبسيط

غرفة واسعة تطلّ على البحر

موسيقى مستمرة

ومواد رسم ...

أظن أني رسام عبقري رغم أني لم أجرب الرسم أبدًاً،

قد أعمل في مخبز كعك أيضاً.......

وأقع في حبّ امرأة جديدة كلّ يوم

امرأة ليوم واحد

بلا ألم

أو ديمومة!

7

أريد أن أستلقي على سريري

في عام 2046،

بلا أمراض

ولا عذابات كثيرة،

وأخرج قلبي من صدري

كما تفعل بطقم أسنان قديم.. ولزجٍ،

وأضعه في زجاجة،

وسأختار الثانية والنصف صباحًا

ساعة الوحدة المطلقة

لأُعتم.. أُعتم.. أُعتم

مثل مَسْخٍ حُرّ

وخفيفْ

إلى الأبد!

التعليقات