29/03/2014 - 14:00

أسئلتنا الحائرة../ زكريا تامر

وسألنا حسين مروة: لماذا ترتجف مع أن الدفء منتشر؟ فأجاب: أرتجف رعباً من أن أقتل ثانية. وسألنا أبا حيان التوحيدي: أما لهذا الليل الطويل من آخر؟ فأجاب: ليس بعد الليل سوى ليل آخر بغير قمر ونجوم

أسئلتنا الحائرة../ زكريا تامر

سألنا المتنبي: ماذا تفعل؟ 
فأجاب: ألطم الخدود وأمزق الثياب لأني عاجز عن الانســـحاب من زمرة الشعراء.
وسألنا أدونيس : ماذا تقرأ؟ 
فأجاب : أقرأ دواوين الشاعر العالمي أدونيس وأشهق إعجاباً وغيرة.
وسألنا جبران خليل جبران: ماذا تكتب؟ 
فأجاب: أكتب كتاباً جديداً عنوانه "المليونير" ليحلّ محلّ كتابي العتيق الفج المعروف باسم "النبي"، وآمل أن أوفق.
وسألنا الجاحظ: ما سبب جحوظ عينيك؟ 
فأجاب : لا تسألوني بل اسألوا المحطات التلفزيونية الفضائية الزاعمة أنها تبشر بالديمقراطية وحرية الرأي.
وسألنا إحسان عبد القدوس: هل الموت صعب؟ 
فأجاب: الموت صـعب، ولكنه أرحم من قراءة بعض الروايات الحديثة التي تظفر بثناء النقاد.
وسألنا كامل الكيلاني: لماذا توقفت عن الكتابة للأطفال؟ 
فأجاب: كلّ كتابة هي عبث إذا كان الأطفال بغير طفولة.
وسألنا طه حسين: لماذا أنت غاضب؟ 
فأجاب: ما هذا؟ حتى الأعمى يطوقه الحساد لأنه لا يرى ما يرون.
وسألنا توفيق الحكيم: لماذا تحمل عصاك فقط متخلياً عن قلمك؟ 
فأجاب : لأنّ الأدعياء تكاثروا في الساحات الثقافية إلى حدّ أن القلم لم يعد وحده قادراً على تأديبهم وطردهم.
وسألنا حسين مروة: لماذا ترتجف مع أن الدفء منتشر؟ 
فأجاب: أرتجف رعباً من أن أقتل ثانية.
وسألنا أبا حيان التوحيدي: أما لهذا الليل الطويل من آخر؟ 
فأجاب: ليس بعد الليل سوى ليل آخر بغير قمر ونجوم.

عن "القدس العربي"

التعليقات