17/05/2014 - 14:30

عمواس.../ إحسان موسى أبو غوش

جِئناكِ عمواسُ فينا الدّمعُ والنّوحُ في وَسْطِ قلْبِكِ عاثَ السّهمُ والرّمْحُ

عمواس.../ إحسان موسى أبو غوش

جِئناكِ عمواسُ فينا الدّمعُ والنّوحُ
في وَسْطِ قلْبِكِ عاثَ السّهمُ والرّمْحُ
جِئناكِ عمواسُ نُخفي كَأسَ فاجِعَةٍ
أمجادُكِ الهائلة أصابَها جُرْحُ
عمواسُ سَبْعٌ وأربعون ريحًا على
شواهدِ الأمسِ، قد يُسْتَهْجَنُ الذّبْحُ
عمواسُ نَذرِفُ من عيونِنا أَلَمًا
مِنْ هَولِ ما جاءنا لا يَطْلَعُ الصُّبْحُ
عمواسُ هَلْ تُغْلَقُ الجُفونُ ليلًا ولَمْ
يَعُدْ قُصورٌ ولا شَيْخٌ ولا صَرْحُ
قَدْ كانَ بالأمس نَبْضٌ،  لَمْ يَعُدْ فيكِ لا
خُبْزٌ ولا قَمَرٌ يحيا ولا قَمْحُ
مَهْما نُفينا، وإنْ طالَ الزّمانُ على
جُرْحٍ سنبقى، لأنّنا لها مِلْحُ

يا زورقَ الغَدِ، هَلْ يَفيقُ فَجْرٌ على
صِياحِ طِفْلٍ على إنصافِنا يصحو؟
يا زورقَ الغَدِ، هل يعودُ صُبْحٌ لَنا
وعَهْدَ عودَتِنا في شِعْرِنا المَدْحُ
سُكْرُ الزّمانِ، فَحَلَّ الفَتْكُ في عِرْضِكِ
حلَّ الخَرابُ وسيقَ الجَمْعُ والطَّرْحُ

سيقَ الألوفُ وأطلالٌ ستبقى على
عمواسَ شاهِدَةً يطولُها الشَّرْحُ
شَيْخٌ على راحَتَيْهِ يَحمِلُ روحَهُ
مَجبولَةً بِدَمٍ يجتاحُها الرّدْحُ
حِجارَةٌ لو شَكَتْ على الزّمانِ لقا
لَتْ أين أمّتُنا؟ قد جاءَنا الجَوْحُ

شَكا الحفيفُ مآسيه إلى الشَّجَرِ
طوفانُ نوحٍ أتى فلم يَكُنْ نُصْحُ
ناجى خريرُ شَهيدِ أعزَلِ الوَطَنِ
مُدَجَّجًا، كيفَ يا هذا يُرى الصُّلحُ؟!
طاعونُ عمواسَ ولّى هارِبًا حائِرًا
مِنْ بَعْدِ أنْ فاقَ ضَعْفًا خائِرًا رِبْحُ
من كُثرَةِ الذّرفِ جفَّ الدّمعُ حتّى أصا
بَنا الهوى والبِلى، أصابنا الرّشحُ
عمواسُ قد وأدوا شمسَ الظهيرةِ عن
وَجْهِ السّماءِ دَمٌ أريقَ والقَيْحُ
حلَّ الظلامُ فلا يعودُ نورٌ إلى
رُباكِ إلّا إذا تحقّقَ الفَتْحُ.
 

التعليقات