11/12/2014 - 11:17

غُرّتهُ سُنبلة…/ المتوكل طه

إلى الشهيد زياد أبو عين

غُرّتهُ سُنبلة…/ المتوكل طه

إلى الشهيد زياد أبو عين

سيدخلُ عمّا قليلٍ علينا 

ويُلقي السلامَ ،

ويجلس ُ مبتسماً ..

 ثمَ يُشْعِلُ سيجارةً،

أو يُنادي على نادلِ النارِ؛

هَبْ لي ،بلا سُكّرٍ، قهوتي الفاحمة.

يردُّ بإصبعهِ شَعْرَ غُرّتهِ 

فهيَ مُهمَلَةٌ 

مثلَ سنبلةِ الجدولِ الناعمة !

يُطمْئنُنا أنّه سوف يزرعُ ما خلعوا..

بل يغطّي المدى بغاباتِ نظرتهِ 

الحاكمة .

أو يثوبُ إلى رشْدِهِ قائلاً ؛

سترى كيف أجعلها جنّةً ، 

مثلما بدأت في كتابِ الزمانِ ،

 مُعَلّقةً حالمة !

لن يتركوكَ تُتَمِّمُ ما اجترحَ الشهداءُ

وأخشى من العضّةِ النادمة ..

فليقتلوني ، إذاًْ ، دون حقّي ، 

ولا عيْش للأنفسِ الراغمة .

.. وكيف أرى غَرْقَداً في التلالِ

وعوسجَ أشواكهِ قائمة ؟ وأهتفُ

عاش السلام لِعَمّوُرةِ القتْلِ                

                     والحَرْقِ

والدّهْمِ والهَدمِ

والضربةِ القاصمة ..

والسيّدُ العَدلُ أعمى !

يرى  ما يرى القاتلون 

لميزانِ كفّتِهِ الغاشمة  ؟

ثمّ يسأل عمّا جرى في الدهاليز ،

ينصتُ، يقطعُ، ينفي، يُصادقُ ،

يضربُ كفّاً بكفٍ،

وتطفحُ عيناهُ ..

يكوي الذي قد يراهُ ..

وتبقى على حالها غائمة .

كان يجمعُنا مثلما تفعلُ الأُمّهاتُ

بلا موعدٍ ، حولَ قصّتنا الغارمة .

ويدهشهُ أنّنا  في العزاءِ المُقيمِ

وأنّ قيامتَهُ .. قائمة ؟ 

سيضحكُ منّا ويبكي علينا ؛ 

فَهَذي البدايةُ للشجرِ الحُرِّ

 حتى يظلَّ على عَرْشِهِ الأبديِّ .. 

وليس َ كما تهجسُ  الخاتِمة .

وأسألُ ؛

كم مرّةً سوف يأخذكُ النايُ

للسجنِ والجرحِ والغازِ .. 

حتى انتباهةِ عينيكَ في برزخِ

                الظُلمةِ الدّاهمة ؟

وكم مرّةً ستموتُ ، ليعرفَ مَن غابَ،

أنّكَ قلبُ الترابِ 

ونارُ الصفيحِ

ودربُ المسيحِ

وأنكَ ماضٍ

 ولن تستريح ..

لتوقظَ  جمرَتَنا النائمة .

ومَن سنُمازحُ في سهرةِ الأصدقاءِ 

إذا التبسَ الحرفُ،عَمْداً،

ولا مَن يُفارقُ معنى الحكايةِ !

لكنَّه الحُزنِ يغلبُ أفراحنَا القاتمة .

ومَن سيجيءُ ،

 وقمصانُهُ غيمةٌ لا تبالي ، 

فيمطرُ من ظمأٍ للسهولِ

إذا عَزَّ فَيْضُ السيولِ 

وجفَّت ينابيعها الهائمة ؟ 

 تجلّيتَ يا صاحبي مثلَ زيتونةِ الحقلِ ،

أو مثلَ ليمونةٍ طبعوا خدّها للعروس ،

وأكملتَ زينتك َ، اليومَ ، فاخرُجْ علينا

لنعرف أنّ البلادَ لها عشقُها المستحيلُ،

وأنّ لأعراسها الأخْذةَ الحاسمة .

التعليقات