18/07/2015 - 16:49

في الزنزانة.../ إحسان أبو غوش

أوديبُ سالبٌ روحَ والدِهِ ألا يعدو إلى زنزانتي ليزورَني ويريحَني من سيّدٍ يُدعى زَمَنْ فالوقتُ في زنزانتي يهوى الجمودَ بلا عراكٍ دونَ كرٍّ دونَ فرٍّ كالحصانِ السامريِّ يسيرُ نحوَ جلالِهِ

في الزنزانة.../ إحسان أبو غوش

أوديبُ سالبٌ روحَ والدِهِ
ألا يعدو إلى زنزانتي ليزورَني
ويريحَني من سيّدٍ
يُدعى زَمَنْ
فالوقتُ في زنزانتي
يهوى الجمودَ بلا عراكٍ
دونَ كرٍّ دونَ فرٍّ
كالحصانِ السامريِّ يسيرُ نحوَ جلالِهِ
مُستَوقَفًا من قاهرٍ
يُخفي رَسَنْ
قد لا أرى
ذاتي خلالَ فضائِها
مترٌ إلى مترَينْ على مترٍ ونصفْ
زنزانتي
ليلٌ بلا قمرٍ، سكونٌ مُستفيضٌ
قد يُنفّرُني، ظلامٌ دامسٌ
زنزانتي
وَرَدَ الذبابُ الأسودُ
حتّى إلى 
جسمي سَكَنْ
اِكسِرْ حصارَكَ في يَدِكْ
صُمْ عنْ طعامِكَ لا تهنْ
اُرسُمْ على الجدرانِ نافذةً تُطلُّ
على ضفافِ بَسْماتِ القمر
واعزفْ على الأوتارِ أغنيةً تُعيدُ 
الرّوحَ للأزمانْ
واكتُبْ طلسمًا ينجيكَ منْ
قيدِ الوَهَنْ
اُنفُضْ غُبارَ السّجنِ عن رُمشيْكَ
واصنَعْ بهِ أرجوحةً أبديّةً
تسترجعُ العيشَ الرّغيدَ
تُعيدُ روحًا للبَدَنْ
زنزانتي
حُلمٌ يراودني فيحيي
حبكةً في قصتي
ذكرى تُردّدها
من الماضي
حكايةُ جدّتي
أسطورة الشاطرْ حَسَنْ
أوديبُ، اِدفعْ فُلْكَ نوحٍ
نحوَ يمٍّ للنجاة
أوديبُ، ضَعْ نُصبًا بريقًا
قَدْ يحوّلُ عتمةَ 
السّجنِ المُريبْ
وادي عَدَن

التعليقات