23/08/2015 - 20:36

تعريف "الشام" القاسي.../المتوكل طه

الشام جنازة الحمامة، ونعش العروس، ورمح الوثني البغيض

تعريف

الشام على بالي، أيام ذرعتُ دروبها، وكان الياسمين يمدّ يده مصافحًا الغريب، لم يكن غريباً تمامًا! كان سلسال جلنار على صدر ابنتها، والفجر خِمار الخجل، والزفّة في أوج الطوفان.

الشام قنديل الدنيا المكسور، وشَعر البنات الممزّع ، والفستق الحلبي المحطّم مثل أسنانها الهامسة،

الشام حريق يندلع ولا ينطفئ من السوق المغلق إلى القلعة المتهاوية، ومن بردى الظمآن حتى النارنج المشروخ، ومن برقوقها المرضوض إلى ساحات البراميل العمياء،

الشام مأتم كامل السواد، ومئذنة مكسورة، وجرسيّة بلا ناقوس،

الشام صلابة الماء، وصليب الحلوى، وخنجر الكابوس،

الشام مناديل الدخان، وسعفة العويل، وفاحشة الصديق،

 الشام بيت العزاء المبعثر في الأوحال،

والشام أخدود الزجاج الكاوي، ولطمة البنت على أبيها،

 الشام تغريبة الضياع والتيه، ورماد الحكاية،

 الشام ورق المصحف، ووجه العذراء، وسقوط السقف على الرضيع..

 الشام جنازة الحمامة، ونعش العروس، ورمح الوثني البغيض،

الشام "رقصة سِتّي" على تلّة المغيب،

 والشام انتظار الطعنة، وأصيص الزهر الأسود،

 والشام ما ستقوله الجدّات للمهد الفارغ،

الشام نحيب الشيخ على أطلال العبث، وشقّ الثوب على أخبار العدم،

والشام لبن الأطفال المسموم، وهجرة البراءة إلى الغابة، وشراب التوت المهروق على جثة السفرجل،

 والشام آخر أبجديات الخراب، وأول عشبة في البعيد وعناد الغروب.

الشام ورشة الشيطان، وأسلاك الظلام العارية، ومطحنة الإخوة الأعداء،

والشام حمّام الدم العالمي، ورغوة الأيدي القذرة،

 والشام فراغ لاستطالة الفولاذ، ومكبّ للموتى والتائهين،

والشام نبض يتمتم تحت أسداف الركام.

والشام خلاف البندق مع اليباب، والعقارب الراجعة إلى الصفر،

والشام قارورة الخلود، وتراجيديا الحنين الضاري، وكوميديا الوعي الزائف،

 والشام دكّة غسل الموتى، ومنصّة الغاصبين، وذبول الخوخ على أمّه النجمة،

والشام كابوس النهار، ووسوسة البهيم، وضربات عِرق الرقبة،

 والشام آه الضباب، ورشقة الوريد، وركوة القهوة المنسية،

 والشام لبن التين، وريق العذراء ليلة دخلتها، ورائحة الشاش المدبّغ بجرح الغشاء،

 والشام نداء العرائش على الراحلين، ونحلة الدالية الشقراء،

والشام جمرة في جيب صدري.

والشام لهجة المتعبين وكتابي المفتوح على احتمالات الشغف.

والشام جليلي ورسولي الشاب ، والجلجلة المتوقعة حتى نضفّر تاجاً آخر من النعناع والمنثور، ونُحيل طريق الآلام ممرّاً للزفاف،

والشام المنادي في دلاله السحري.

***

الانفجار في باب توما أودى بالعشرات في باب العمود.

***

قاسيون للكرمل: متى نبكي فرحاً؟

اقرأ أيضًا | يا اسم النار... إلى الرضيع الشهيد علي دوابشة/ المتوكل طه

التعليقات