25/10/2015 - 15:03

لك يا قدس/ إحسان أبو غوش

صُبْحٌ يلوحُ لَنا والصّبْحُ فضّاحُ وقبّةٌ أصبحتْ للصّبْحِ ايضاحُ وصخرةٌ... صحوةٌ... من زهرِها خرجَتْ كالبَيْلَسانِ.. كأنَّ الصّخْرَ مِفتاحُ

لك يا قدس/ إحسان أبو غوش

صُبْحٌ يلوحُ لَنا والصّبْحُ فضّاحُ         وقبّةٌ أصبحتْ للصّبْحِ ايضاحُ 

وصخرةٌ... صحوةٌ... من زهرِها خرجَتْ         كالبَيْلَسانِ.. كأنَّ الصّخْرَ مِفتاحُ 

تلكَ الحجارةُ... ما لي حينَ ألمِسُها         فالكفُّ زنبقةٌ والعطرُ فوّاحُ 

وسورُها شاهدٌ ما لا نشاهِدُهُ         إنْ كانَ في ظُلْمَةٍ فالسّورُ مصباحُ 

أبوابُها.. سوقُها... باحاتُها سَكَنَتْ         أحلامَنا سَرْمَدًا والليلُ مرتاحُ 

وقِبْلَتي قُبْلَتي الأولى... عَشِقْتُكِ         يا شريانَ أقدارِنا والعشقُ ذبّاحُ 

يا قدسَنا أنتِ حُبْلى بالشّواهدِ من         أمجادِنا... وشراعٌ فيكِ لوّاحُ 

يا قدسَنا، كُسِرَتْ مرآةُ صورتِنا         فمَنْ يُلَمْلِمُها... والحقدُ سفّاحُ 

يا قدسَنا، سيلُ أقدارٍ يُدَثِّرُنا         فمَنْ يُسَكِّنُهُ والقلبُ سيّاحُ 

موسى كليمٌ لذاتِ اللهِ ما بقيَتْ         تلكَ الوصايا وما في الدّربِ ألواحُ 

لِتَلتَقِطْها بقايا... قد تعودُ لَنا         آفاقُنا بَلْسَمًا... آمالُنا... أفراحُ 

يا قُرّةَ العينِ، لا نبكي على وَجَعٍ         يا بَسمةَ الليلِ، فيكِ الجُرْحُ جَرّاحُ

أسيرُ دونَ طريقٍ... ربّما تائهًا

أعاودُ السّيرَ في قاموسِنا المُخمليِّ

ثائرًا أبحثُ المعنى عنِ المفرداتِ...

عن بلادٍ تُسمّى من على متْنِ نصٍّ

أبجديٍّ رفيعْ "بلادَنا حُرّة"

من زَهوَةِ الهُدْبِ حتّى أخمصِ القَدَمينْ

يُفتشونَ عن الأسرارِ في جَسَدي

يُجرّدونَ ذواتِهِم ولا قَدَري

أُنسى كنصٍّ رَكيكٍ في بلادي ولا

أنسى عقالًا لجدّي.. حطّةً.. صورةَ

الفلّاحِ... زيتونةً... وقهوةً مرّة 

قد يُطلقونَ علينا حقدَهم وعلى

هُويّتي... لُغتي... حُلمٍ يُراودني

لا ذنبَ لي لا ولا لبشرتي البنيّة

ألتقطْ بعضَ أنفاسي وأصرخُ عاليًا

فلمْ يبقَ شيْءٌ ربّما بِضْعُها:

"لِتَقتلوني أعيشُ فارِسًا شامخًا

لِتَقْتُلوني فأحيا ألفَ مرّة ومرّة"

التعليقات