أنا أعرف أنَّك سعيدةٌ جدًا برفقة زوجك، وأنّكما تزوَّجتما بعد الكثير من الحبّ، وأنّك أكثر نساء العالم حظًّا لأنّ الله رزقك الحبّ والاستقرار.
لكنّني يا عزيزتي لا يهمّني الزّواج في هذه المرحلة من حياتي، أؤمن جيّدًا أنّه سيأتي يومٌ ما أكون فيه مسؤولةً عن كلّ ما يخصّ عائلتي، عائلتي مع التّشديد على ياء الملكيّة، أي زوجي وأولادي وبيتي وأقاربي ومحيطي وبيئتي. لكني لا أستعجل قدري.
أحبّ شابًّا لا يربطني به عقدٌ رسميّ، وأؤمن أنّ القدر لو ابتسم لنا قليلًا، واحترم تضحياتي وتضحياته سألحقُ بركبِ المتزوّجات، سأكون مثلكِ سعيدة، متفائلة، مرحة، أمسك بيده كما تمسكين بيد زوجك.
لكنّني، إن لم أكن معه، -حاليًا على الأقلّ- لن أكون مع غيره.
أنظري إليَّ قليلًا؛ أنا على وشط الانتهاء من دراسة اللقب الأوّل، وأبحث عن الخيار الأفضل لي في مجال اللقب الثّاني، أعمل في مدرسةٍ في أقصى جنوب البلاد، أسكن وحدي مع صديقتين، أعرف ما معنى أن أبحث عن نفسي بعيدًا عن رجل، أن أكون وحدي دونه، أن أتّكئ على نفسي دون الاعتماد على أحد، ألّا أكون عبئًا، لا ماديًّا ولا معنويًّا على الآخرين، أخطّط لرحلةٍ أقوم بها أنا وأختي وحدنا، كي نعوِّض السّنين الماضية.
عوضًا عن ذلك، أنا لا أؤمن أنّ الحياة عبارة عن رجل. أجل هو مهم جدًّا، وجوده يجعلكِ تشعرين بالأمان، لكنّي لا أؤمن أنّ الحياة لا تسير دونه، صدّقيني ها هي تسير رغم أنّ الكثير من الأشياء تفتقد رونقها دون الرّجل الَّذي أُحبّه.
أنا في الحقيقة أريدكِ فقط أن تتخلّي عن ملاحقتي بسؤالك الدّائم: ' وينتا الخطبة؟ '.
أعتقد أنّني، أنا وحدي من ستقرّر متى تدخل هذا العالم المختلف عن عالمي، العالم الَّذي أفضِّل تأخيره لأعيش بدايةً ما أريده. أريد أن أقرأ كثيرًا، أكتب كثيرًا، أسافر كثيرًا، أكسب الكثير من المعرفة، أستقلّ ماديًا -رغم كوني كذلك-، بعد ذلك حين يأتي وقت اتّخاذ هذا القرار، أنا واثقة من كوني سأختار الرّجل المناسب لي، الرّجل الَّذِي لن أندم على وضع يدي بيده لبقيّة العمر.
التعليقات