23/03/2016 - 22:24

ولدت إقرث فيك.../ سهيل مخّول

أيها الراحل الدكتور إبراهيم رزق الله عطا الله، لم تُولد في قرية إقرث ولكن إقرث ولدت فيك، لقد رضعت حُبَّها من والديك ومن أقاربك وأصدقائك، نَقلتَ رسالة حُبَكَ إقرث إلى كل أقطار العالم، أحببت الوطن والأرض، رحلت قبل أن يشرق يوم العودة.

ولدت إقرث فيك.../ سهيل مخّول

أيها الراحل الدكتور إبراهيم رزق الله عطا الله، لم تُولد في قرية إقرث ولكن إقرث ولدت فيك،  لقد رضعت حُبَّها من والديك ومن أقاربك وأصدقائك، نَقلتَ رسالة حُبَكَ إقرث إلى كل أقطار العالم، أحببت الوطن والأرض، رحلت قبل أن يشرق يوم العودة، أي عودة أهل إقرث الأحياء لقريتهم، من أجل إِعمارها من جديد.

لماذا لم تنتظر؟ هل أسرعت لكي تنقل الرسالة لمن يسكن في السماء؟ 

عرفتك تلميذًا خلوقًا مجتهدًا، أحببت العلم والمعرفة، ثابرت ووصلت إلى أعلى المراتب، فَرِحتُ جدًا عندما علمت أنك تخصّصت في مواضيع العلوم وأصبحت مربيًا ومدرسًا لهذه المواضيع، فكنت نعم المربي والمدرس، لقد أصبحنا زملاء (المُعلم وتلميذهُ) في المهنة، وبعد ذلك زملاء في إرشاد المعلمين ثم أصدقاء.

أعلم علم اليقين أن البيت مدرسة ومن هذا البيت، قد استقيت تربيتك للتطوع من خدمة الآخرين، لقد تربيت في أسرة مؤمنة متعلمة، لها حضورها الاجتماعي، عَلمتك أسترتك أن تكون شريفًا، محبًا للوطن وعلمتك الكبرياء وعزة النفس، علمتك العطاء والتواضع. وبالفعل لقد كنت متواضعًا كسنابل القمح الممتلئة ببذور القمح، فإنها تكون منحنية ومتواضعة، أما السنابل الفارغة فتكون مرتفعة ومتباهية.

يتم تشبيه المؤمن الحقيقى أمثالك، بسنابل القمح الممتلئة، كُلما امتلأ المؤمن بالبركة والايمان،  ازداد تواضُعًا وحبًا للعطاء وهكذا عرفتك، وبالفعل من اتضع ارتفع.

تجلى لي ذلك أكثر، عندما خدمنا الأبرشية من خلال اللجنة التربوية، عَمِلنا على مَركزة مدارس الأبرشية وتحسين شروطها ولفتح مدارس جديدة، مثل مدرسة مار إلياس الأسقفية في حيفا ببناية مطرانية الحجار، لم تُقصِر في السفر للمدارس وحضور الاجتماعات وإبداء آرائك البناءة.

 كما وأنك خَدمت قضية إقرث بإخلاص، فأوصلتها إلى الإعلام المحلي والعالمي، لقد أثمر نضالكم في فترة رئاستك للجنة إقرث، تجلى ذلك في عدة مجالات، أذكر منها ما يلي: لقد أصبح لكنيسة إقرث كاهن خاص بها يخدم رعيتها المُهجَرة، يُقيم  فيها الصلوات بانتظام، لقد نظمتم المظاهرات والاعتصامات، رمّمتم المقبرة وعبدتم الشارع إليها، وفتحتم شارعًا مرصوفًا بالإسمنت المسلح للكنيسة، كما ربطتم الكنيسة بشبكة الكهرباء، أضف لذلك، قيامكم بخطوة غير مسبوقة وهي، التواجد المستمر لشباب إقرث في قريتهم، قلت لي إن هذا التواجد عبارة عن ممارسة لحق العودة، وإن هذه النواة من شباب إقرث لم يكسرهم الاعتقال بل زادهم صلابة، وإن تواجدهم المستمر ومبيتهم في الكنيسة عبارة عن مرحلة أولى للعودة الشاملة.

أقول اقتلعوكم جسديًا من المكان ولكن قلوبكم بقيت في إقرث.  لذلك لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، بشروق يوم جديد بعودة أبناء إقرث الأحياء لقريتهم إلى موطنهم وإلى أرض الأجداد.

أطالب كل رؤساء الكنائس بالعمل من أجل عودة أهل إقرث وكفر برعم لقريتهما بالضغط على دولة الفاتيكان، من أجل وضع  قضية إقرث وبرعم في سلم أولويات المفاوضات مع دولة إسرائيل، التي لم تُنفذ حتى اليوم قرار محكمتها الذي يقضي بعودة أبناء القريتين.

أقدم تعزيتي القلبية  للعائلة وإلى عموم آل عطا الله وإلى الأقرباء وإلى عموم أهالي قرية إقرث المُهجرة. لكم ولنا الصبر والسلوان وللمرحوم جنة الخلد.

كتبت بمناسبة ذكرى الثالث والتاسع لفقيدنا الغالي المربي الدكتور إبراهيم عطا الله الذي رحل عنا يوم الجمعة 18 آذار 2016.

اقرأ/ي أيضًا | وفاة رئيس لجنة أهالي إقرث إبراهيم عطا الله

التعليقات