10/05/2016 - 21:39

نعيْ.../ بدر طه

ثمة أطفالٌ / في العالم / تموتُ / شأنَ العصافير / في الغابات / الواسعة / كرحمة الله

نعيْ.../ بدر طه

ثمة أطفالٌ

في العالم

تموتُ

شأنَ العصافير

في الغابات

الواسعة

كرحمة الله

تموتُ حذوهم،

بلا مراسم حزنٍ

وجنائز دفنٍ، وهتافٍ يحمل

اهتزاز الغصن وشُسوع الغابة،

هي هكذا تموت

دون سقوط

وبلا دويّ

كأيّ نبيّ

اعتدناهُ.. عَصيناهُ

كسرَ عصاهُ ورَحلْ.

هي هكذا تموت

كما لو أن المدن

لا يضيرها

سقوط حيفا

أو توقّف النهر فجأة

لا ولا يعنيها

تنصّلُ الهدير من دلالته

وفجَعُ الضفافِ

فهي أيضًا

لا يضيرها ولا يعنيها

كل هذا الموت المتأبّط بها

هي هكذا ببساطة

 أخفّ من رهف فراشة

وأرقّ من نُدف الثلج،

 تموتُ

بهدوءٍ بذيء

يكاد لا يوقظ

لا يزعج... لا يثير

أيّ صحو

أيّ سؤالٍ حول "من يدُلّ؟"

تراه حقًا من يدُلّ؟

 مَن يدلّ على المدُن

على الحزن

على الغابة

على الحيّ؟

لو مات هذا الصيف، آخرُ عصفورٍ دوريّ

التعليقات