21/06/2018 - 12:38

العطلة الصيفية نصائح وإضاءات

يجب الانتباه بأن يظل عقل الطفل نشطاً من الناحية التعليمية خلال العطلة الصيفية، لأنه إذا سمح الأهل لأطفالهم نسيان أمر الدراسة، فإن ذلك سيؤثرعلى فقدان الطفل لمهارات القراءة والكتابة والحساب.

العطلة الصيفية نصائح وإضاءات

إنها العطلة الصيفية، حان وقت اللعب، الرحلات، السهر، النوم، والأهم التحرر من الروتين واللهاث طيلة أيام السنة للوصول إلى هذه اللحظة، أولاد المدارس في انتظار انتهاء العام الدراسي، فبعد شهور طويلة من الجد والاجتهاد وبذل الجهد في المذاكرة والدراسة، يصلون إلى "الفرصة" وهذا حق من حقوق الطلاب للاستراحة والاسترخاء لبدء عطلتهم الصيفية والاستمتاع بها، وبالانطلاق الذي ربما يبالغ بعض الأولياء في حرمانهم منه أثناء العام الدراسي.

العطلة الصيفية فترة مهمة جداً من عمر اﻷطفال والطلاب بشكل عام، فهي لا تقل أهمية عن فترة الدراسة، ففي العطلة من المفروض أن يحظى الأولاد بأقساط من التعليم والترفيه والتربية والنمو أيضا، لذلك فإن التخطيط لكيفية قضاء العطلة والاستفادة منها، يحتاج لوقفة وتمعن، وإلا هُدِر الوقت هباءً، وكان لها تأثيرا سلبيا عليهم.

غالبًا ما يشعر الأهل، الموظفون منهم، بالذنب خلال العطلة الصيفية، بسبب مكوث الأبناء في المنزل طيلة النهار، وهم في حالة انتظار طيلة اليوم لعودة الأهل للبيت من أجل الخروج والتنزه والترفيه، فيما يتمنى الأهل أخذ قسطٍ من الراحة والمكوث في البيت بعد عناء اليوم، ويتمنون لو يكون مخيماً صيفياً يريحهم من هذه المعضلة، ولكن على الأهل أن يدركوا أهمية العطلة الصيفية بالنسبة لأولادهم ، خصوصًا إذا كانوا في مرحلة الطفولة، فهم لديهم نمط الحياة نفسه الذي لدى البالغين، ويحتاجون إلى الراحة للتخلص من أعباء الحياة.

الطفل بحاجة إلى العطلة الصيفية لعدة أسباب منها :

* الشعور بالاسترخاء: تواجد الطفل لساعات طويلة في الحضانة أو المدرسة مع الأقران والعديد من المحفزات والضوضاء والتعليمات من حوله، يتطلب منه البحث عن الهدوء والاسترخاء.

* الشعور بالإرهاق: يشعر الطفل بالإرهاق والتعب مثل الأهل، فبعد 40 ساعة عمل في الأسبوع، يشعر الأب أو الأم بالتعب بسبب الالتزامات، وما ينتظره المسؤولون منهم، وما عليه إنجازه، كذلك الطفل يعيش التوتر نفسه، سواء كان في المدرسة أوالحضانة.

* الشعور بالتوتر: الضغوطات التي يمر بها الطالب خلال السنة الدراسية مثل مشاكل في العلاقات مع الأصدقاء، توقعات الأهل من أبنائهم من الدروس والامتحانات، الضوضاء من حولهم، كلها تسبب التوتر للطالب.

* التخلّص من الروتين اليومي: العودة الى المنزل يومياً بعد يوم دراسي طويل، تناول وجبة الغذاء، وحل الواجبات المنزلية، النشاطات اللامنهجية، الاستحمام، ثم قراءة قصة والذهاب الى النوم ، كلها تؤدي للشعور بالملل والروتين .

* ألبوم الذكريات: العطلة الصيفية تتيح للطفل تخزين ذكريات في ألبوم حياته، فالطفل مثلاً يتذكر لفترة طويلة، اشتراكه بالمخيمات الصيفية مع الأصدقاء، اللعب في حديقة المنزل والحارة مع أولاد الجيران، يوم بالبيجامات مثلا، وغيرها من الفعاليات الممتعة.

ولكن..

يجب الانتباه بأن يظل عقل الطفل نشطاً من الناحية التعليمية خلال العطلة الصيفية، لأنه إذا سمح الأهل لأطفالهم نسيان أمر الدراسة، فإن ذلك سيؤثرعلى فقدان الطفل لمهارات القراءة والكتابة والحساب، لذلك بإمكان الأهل تحفيز العقل بالعديد من الطرق والأساليب التي لن تكلف كثيراً أو تقابَل برفض عنيد من قبل الطفل، وفي نفس الوقت تساعد على تجنب فقدان المهارة الذهنية للطفل، نذكرمنها :

  • إشراك الطفل بمخيم صيفي يهتم بنشاط معين يتلاءم مع ميوله، وأن يقوم الأهل بزيارة المخيم والتحدث مع الأطفال المشاركين وأولياء أمورهم، والتأكد من أن المخيم بالفعل يثري مهارات الطفل وليس مجرد مكان رعاية، وهل هو مسلٍ أم لا ؟ وكيف يتفاعل الطفل معه؟.
  • التخطيط لرحلة بمشاركة الطفل وجعل هدفها تعليمياً، مثل زيارة مدينة محلية معينة والحدائق والمتاحف القريبة منها، والتعرف على سمات المكان وأصله التاريخي، ومن الممكن التحضير المسبق عن المكان ومعرفة معلومات عنه.
  • القراءة ثم القراءة ثم القراءة، الطفل يتعلم عن طريق التقليد، فاذا كان الوالدان يحبان القراءة والمطالعة، فان الطفل سيحذو حذوهم، وإن كان الطفل لا يستطيع القراءة بنفسه فبإمكان الأهل القراءة له، ويمكن اصطحاب الطفل للمكتبة العامة لاستعارة الكتب والتنزه في نفس الوقت.
  • تحفيزه على ممارسة هواياته المفضلة من خلال تسجيله في نادٍ رياضي، كدورات للسباحة أومعهد للموسيقى والرسم.
  • إشراك الطفل في تحضير الوجبات الغذائية والحلويات، حيث يتم تحويل المطبخ إلى "مصنع" للرياضيات والحساب الذهني من خلال هذا النشاط سيتم تطبيق مفاهيم رياضية مثل تحديد المعايير والكميات المطلوبة لتحضير وجبة الطعام أوالكعك.
  • اصطحاب الطفل في جوله للتسوق كي تساعده على اكتساب المهارات الحسابية والتعرف على الأشكال المختلفة للأشياء.
  • توجيه الابن الأكبر سنًا فرصة أن يعمل بوظيفة هيكلية في مجال من اهتمامه بحيث يعمل فيها مرات محددة خلال الأسبوع بصورة تطوعية، على سبيل المثال: إذا كان ابنك في المرحلة الثانوية ومهتماً بدراسة القانون، فيمكنك أن تعرض على صديق لك يعمل في مجال المحاماة أن يضمه لطاقم المكتب للمساعدة في مكتبه عدة مرات بالأسبوع (بدون أجر).
  • السماح للأبناء بدعوة أصدقائهم إلى المنزل، يمكن للأبناء إذا كانوا في سن المراهقة تنظيم دعوات غذاء وأن يقوموا هم أنفسهم بتحضير الوجبات.

واخيراً للأهل...

في العطلة الصيفية من المهم للأهل توسيع ثقافتهم التربوية العامة كي يطوروا أساليبهم في تعاملهم مع أطفالهم مما ينعكس إيجابا على العائلة، وليدخلوا عاما جديدا مليئا بالطاقات الإيجابية والمعرفة.

السيدة جنان نخلة

 

  

مستشارة تربوية

التعليقات