06/10/2018 - 00:22

بشرى لمشاكل العقم عند الذكور - لقاء مع بروفيسور محمود حليحل

من ناحية تطور الأبحاث الأمل كبير جدا في العالم وواسع، كنت في دول أوروبية وفي الصين مؤخرا ونؤكد بأن أبحاثنا كانت ريادية في هذا المجال ولم يصله اي مختبر بعد ونشرنا عن ذلك أيضا.

بشرى لمشاكل العقم عند الذكور - لقاء مع بروفيسور محمود حليحل

بروفيسور محمود حليحل

مشاكل العقم عند الرجال متعددة وتشغل حيزا لا بأس به من مشاكل عدم الإنجاب لدى الزوجين، وهي مشكلة يجري البحث حول أسبابها إن كان عند الإناث أو عند الرجال وأصبح الوعي أكثر اليوم أزاء المشاكل المتعلقة بالرجال حيث اقتصرت الأسباب في الماضي ووضع الأصبع في عدم الإنجاب على النساء فقط بينما تشكل المشاكل المرتبطة بالرجال نسبة كبيرة، وتجري الأبحاث اليوم في العالم للبحث عن مشاكل العقم المرتبطة بالرجال، أحد أجدر الباحثين، نستطيع أن نقول، مع باع طويل في هذا المجال البروفيسور محمود حليحل وهو نائب عميد كلية علوم الصحة للأبحاث، ومدير مشارك لمركز أبحاث الخصوبة في جامعة بنغوريون في مدينة بئر السبع، أجرينا معه لقاء مصورا ليحدثنا عن أهم مشاكل العقم وأهم ما وصلت إليه الأبحاث في هذا المجال عالميا وعلى صعيد محلي فقال:

المشكلة الأولى العقم عند الرجال:

العقم عند الرجال يمكن تجزئة أسبابه لنوعين أساسيين:

الجزء الأول:

  • نقص في تركيز عدد وكمية خلايا الحيوانات المنوية..
  • حركتها بطيئة
  • شكل الخلايا فيه إشكالية.

وهذا يؤدي لعدم الإخصاب بشكل طبيعي، وبالتالي للإضطرار لإخصاب خارجي، أي الحل يكون بالتدخل الخارجي لدى الرجال.

الجزء الثاني وهو أصعب:

عدم إنتاج خلايا منويه، على الإطلاق ولو خلية منوية واحدة، وفي هذه الحالة الحل الوحيد يكون في أخذ عينة من الخصية ومحاولة إيجاد خلية منوية واحدة على الأقل، ممكن استعمالها لإخصاب بويضة، ولكن أيضا يمكن عدم إيجاد بالمرة والحل لهؤلاء يكون:

التبني أو أخذ حيوانات منوية من متبرع ولكن هذا لا يلائم كل القيم وبعض الأديان.

 

 

 

المشكلة الثانية العقم عند الأولاد مرضى السرطان:

لدى الأطفال والأولاد الذين يعانون من مرض السرطان أو أمراض أخرى تحتاج إلى زرع نخاع عظمي ويمرون بعلاج كيماوي ثقيل وصعب أو إشعاعي أو الدمج بينهما، هذا يؤدي لقتل ليس فقط الخلايا السرطانية وإنما أيضا الخلايا الجذعية الموجودة في الجسم والخصية أيضا، والتي تكمن وظيفتها مستقبلا في إنتاج الحيوانات المنوية.

لبعض هؤلاء قد تكون لهم مشاكل في الإخصاب مستقبلاويكون لديهم مشاكل إخصاب (هذا يعتمد على تقرير/ توصية الأطباء المعلجين للسرطان)،  في هذه الحالات يفضل أخذ عينة من الخصية وحفظها حتى يتواجد حل ملائم مستقبلا لاستعمال هذه العينة. هذه العينة فيها خلايا جذعية لحيوانات منوية، ممكن مستقبلا تطويرها وتحويلها (الخلايا الجذعية) لحيوانات منوية، بعدة طرق ممكنة في المختبر أو طرق علمية أخرى وإذا تواجدت الخلايا المنوية عندها يحصل الإخصاب في بويضة ملائمة.

الأبحاث اليوم في مجالنا هذا واسع جدا في كل العالم، يحاولون تحويل الخلايا الجذعية إلى حيوانات منوية في المختبر أو إرجاعها لجسم الإنسان وتتطور من تلقاء نفسها، ولدينا مجالات عديدة ولكن نظرا لقلة عدد هذه الخلايا فالطرق التي تستعمل اليوم:

  • الطريقة الأولى دفع الخلايا الجذعية للتكاثر.
  • تحويلها من خلايا جذعية لحيوانات منوية كاملة، بمرحلتين أو ثلاث.
  • تحويل الخلايا منوية غير متطوره لخلايا منوية متطورة راس عنق وذيل وهذا صعب خاصة في المختبر.

في الفترة الاخيرة في المختبر لدي في بير السبع حاولنا تطوير طريقة تحاكي ما يحدث في جسم الإنسان، وهو بناء شكل يشبه بناء أنابيب في داخل الخصية، فيها يتم عمليا تكاثر الخلايا الجذعية وبالتالي تحويلها لحيوانات منوية، هذا الشكل الثلاثي الموجود في داخل هذا الأنبوب تتكاثر به الخلايا الجذعية التي تتحول لحيوانات منوية داخل الخصية، من خلال هذا الجهاز الذي توصلنا إليه منذ حوالي 5 سنوات، فأخذنا من فأر صغير حيوانات جذعية واستطعنا تحويلها لحيوانات منوية كاملة الشكل، ولكن كانت هنالك مشكلة:

  • الكمية كانت قليلة
  • رؤيتها في المجهر كانت صعبة-  ولكنها كانت تبشر أننا استطعنا ان نحولها لحيوانات منوية. بعدها تقدمنا مع القردة أكثر في البحث، واستطعنا تطوير الخلايا الجذعية لحيوانات منوية غير كاملة قبل المرحلة النهائية. وفي السنة الأخيرة نشرنا مقالا عن بحث، حيث أخذنا عينات من خصية أولاد مروا علاجا كيماويا خفيفا، أخذنا الخلايا الجذعية و بعد تطويرها استطعنا بنسبة - 1/8 اولاد (واحد من 8 أولاد) أن نصل إلى مبنى حيوانات منوية كاملة، ومن جهة اخرى 4-5 أولاد من هؤلاء وصلنا معهم لمرحلة متقدمة جدا، وهذا أول بحث في العالم يثبت قضية تطوير الخلايا الجذعية لحيوانات منوية أو مشابهة لها.

أخيرا...

من ناحية تطور الأبحاث الأمل كبير جدا في العالم وواسع، كنت في دول أوروبية وفي الصين مؤخرا ونؤكد بأن أبحاثنا كانت ريادية في هذا المجال ولم يصله اي مختبر بعد ونشرنا عن ذلك أيضا.

الأبحاث تدعو للتفاؤل في السنوات القادمة والنتائج ستكون شبه إيجابية إن كان في المختبر أو في جسم الإنسان.

وللأهل لأولاد مع مرض سرطان أنصحهم بالتوجه للطبيب المعالج من أجل الاستشارة، هل يوصي هو بأخذ  عينة للولد لخلايا جذعية من الخصية من أجل خزنها؟، حيث ُأثبت أنه لا يؤثر هذا على الإطلاق على الخصية.

.

 

التعليقات