28/11/2021 - 16:11

المتحور "أوميكرون" هلع يتجدد، إلى متى؟

حتى الآن لا يوجد خطورة كبيرة من الأوميكرون، ولكن من ناحية ثانية لا نعرف ماذا سيحدث بعد أسبوعين، لذلك بدأت التقييدات الجديدة في البلاد بحيث أن كل شخص من السكان يدخل البلاد يجب أن يُحجَر لمدة 3 أيام

المتحور

هل نحن بصدد متحور جديد خطر يهدد البشرية، إلى أين سيصل بنا هذا المسار الفيروسي؟

يجب ألّا ندخل لهلع "الأوميكرون" الجديد ولا ندخل لطمأنينة زائدة،

الأطفال: من جيل 5 سنوات – 11 يأخذون التطعيمات مخففة من ناحية الكمية.

لا مناص من الكمامات ونعود لنقطة الصفر مع الكمامات 

الدكتور شكري عواودة

أجرينا لقاء مطولا عن موضوع المتحور الجديد أوميكرون مع الدكتور شكري عواودة وكان لنا معه الجوار التالي:

 

 

الدكتور شكري عواودة-أخصائي طب عائلة وأمراض باطنية 

 

 

 

 

"نحن بدأنا بكوفيد 19 في شهر آذار 2019 حين وصل إلينا هذا الفيروس، وللآن مر الفيروس بعدة تحورات جينية،  وكل مدة ممكن أن نشهد تغييرات جينية جديدة له، واليوم هذا النوع الخامس الذي تحور من كوفيد 19، من ناحية تغييرات جينية للفيروس، وهذا النوع الجديد أوميكرون قد يكون أكثرها كماً ونوعا، حيث أن الجدار قد تغيرت به العديد من الطفرات التحورية لكي يلتصق بخلايا الإنسان، ونحن نعلم أنه بعكس الفطريات والجراثيم، فالفيروس بحاجة لخلية لينتقل ويلتصق بها و"يفلت من عقاب جهاز المناعة".

- على جدار الفيروس هنالك 1270 حامض أميني تنتقل وتغير أماكنها كل مرة لمقاومة الجهاز المناعي عند الإنسان، وتأقلم الفيروس يكون بحسب:

1- ظروف الإنسان الذي يدخل إليه.

2- ظروف مرتبطة بالظواهر البيئية والكونية حسب أماكن تواجده كما حدث في جنوب أفريقيا.

والظروف البيئية أقل خطورة من الظواهر المرتبطة بجسم الإنسان. 

- أي تغيير وتحورات للفيروس هي من أجل صراعه على البقاء.

ما هي متغيرات الفيروس التي مر بها للآن؟

متغيرات الفيروس ال 5 لغاية الآن :

 الفا، بيتا، غاما، دلتا وأوميكرون وهو الأخير.

هنالك متغيرات حدثت لكن تأثيرها علينا يكاد لا يُذكر.

والأخير تم اكتشافه في جنوب أفريقيا لدى 82 مصابا جرى بحثهم جينيا وأُقِر النوع الجديد، والانتقال يكون بالتواصل بين الناس :

حين يدخل شخص مصاب إلى البلاد وينتقل بحافلة من مكان لآخر ومن منطقة لأخرى من الطبيعي بأن تحدث العدوى بكل من كان لهم الاتصال بالمصاب كما هو معروف.

كيف تتم العدوى؟

العدوى تتم بأن كل واحد يعدي أكثر من شخص، والخطورة تكمن بأن تلك التحورات تحاول ألّا تتأثر بالتطعيمات،

ولكن كل الحالات التي اكتشفت للآن هي حالات وسطى وخفيفة ولا يؤدي ذلك للمرضى الصعبين في المستشفيات،  ولا للطب الجماهيري أيضا.

هل التطعيبمات الموجودة اليوم تؤثر على المتحور الجديد؟

 يجري الآن في كل شركات الأدوية بالعمل لإعادة صياغة التطعيمات التي استعملت للآن، وذلك كي تستطيع التأثير على المتحورات الجينية للفيروس الجديد، هو نفس الفيروس طبعا ولكن متحور جينيا.

هنالك اختلاف  بين العلماء المختصين بالفيروس بين تأثير التطعيمات على الفيروس ولكن يوجد إقرار أن التطعيمات تؤدي إلى فعالية عالية على الفيروس الجديد وبالتالي يجب الاستمرار بأخذه.

السؤال المطروح هل الفعالية تصل إلى نسبة 92% أو أكثر كما في المتحورات الأخرى، هذا ما لا نعرفه للآن.

الشركات التي انتجت التطعيمات في العالم بدأت بفحص التغييرات الجينية للفيروس، وبدأت بإحداث تغييرات في التطعيم ليتلاءم مع   المتحور الجديد.

هل هنالك خطورة أكبر من المتحور الأوميكرون عن السابق من المتحورات؟

حتى الآن لا يوجد خطورة كبيرة من الأوميكرون، ولكن من ناحية ثانية لا نعرف ماذا سيحدث بعد أسبوعين، لذلك بدأت التقييدات الجديدة في البلاد بحيث أن كل شخص من السكان يدخل البلاد يجب أن يُحجَر لمدة 3 أيام في البيت، يتم فحص "بي سي آر" في المطار وإعادة الفحص بعد 72 من الفحص الأول.

 - منع  دخول سكان البلاد إلى 50 دولة أفريقية، وكذلك كل من يصل من دول حمراء عليه أن يبقى في فندق خاص محجورا لمدة 7 أيام ويجري له فحصين "بي سي آر"، وهذه التقييدات لا نعرف تأثيرها إلا بعد مرور مدة أسبوعين.

 هذه التقييدات تجري على قدم وساق نظرا لاقتراب الأعياد في الفترة القريبة، ومن المهم جدا لبس الكمامات، وتلقي 3 تطعيمات لكي يكون الناس شبه آمنين.

وماذا بالنسبة للأطفال؟

- من جيل 5 سنوات – 11 يأخذون التطعيمات مخففة من ناحية الكمية.

- من 12 وما فوق يأخذون تطعيما عاديا، أي مثل الكبار.

- من جيل 0 –  5 سنوات هم معفيون من التطعيمات.

يجب الحذر من الإصابات والعدوى وخاصة في المناسبات الاجتماعية للكبار والصغار لا فرق، وهذا ممكن أن يجول بلدة من خضراء إلى حمراء، وهذا بمثابة "ناقوس خطر" ويعيدنا إلى الوراء مع الفيروس وتعقيداته.

ماذا مع عدم الإقبال على تطعيم الأطفال؟ وماذا مع هلع الأهل والناس؟

أمر مقلق بأنه للآن مع بدء التطعيمات للأطفال، هنالك نسبة تطعيم منخفضة جدا، وقد وصلت فقط إلى نسبة 2.5%  بالرغم من مرور أسبوع لبدء التطعيمات.

بالنسبة لهلع الناس وعدم الإقبال لدى الأهل،  فمن ناحية العاملين في الجهاز الصجي، فنحن الأطباء المتخصصين بالطب العام أو الإكليني وأخصائيين في علم الفيروسات، نؤيد تطعيمات الأطفال، وبعد أن أجريت أبحاث كثيرة في العالم وأثبت أن التطعيم آمن للأطفال، حيث أن هنالك نسبة 1/30000 قد يصاب في إصابة طفيفة في عضلة القلب لمن أخذ التطعيم، ولكن الإصابات الصعبة نتيجة المرض نفسه أكثر بعشرات الأضعاف.

- هنالك من يحاول إثارة ضجة إعلامية حول أخطار التطعيم، فأقول بكل مسؤولية أننا رأينا وراقبنا عن كثب كل من تلقى التطعيمات من حولنا بأنه آمن وعبر بسلام، ونحن نوصي بشدة بهذا التطعيم، ويجب ألّا ندخل  للنقاش العقيم مع رافضي التطعيم، وهم أنفسهم رافضي كافة التطعيمات الأحرى لكل الفيروسات.

هل نحن نصدد تنافسات اقتصادية بين شركات التطعيمات، وما الفرق بين التطعيمات المختلفة، كيف نعرف من الأفضل؟

كافة التطعيمات تؤدي إلى نفس النتيجة بطرق وأجهزة مختلفة، لإنتاج المضادات للفيروس، ويجري تنافس بين الشركات في العالم وهي جميعها تقينا من الخطورة بنسبة تتراوح من 75% إلى 92% من ناحية تأثيرها،  ولكنها تقينا من المرض الصعب ومن إمكانيات الوصول إلى المستشفيات قد لا تقينا نهائيا.

هل الفحوصات العادية للفيروس الموجودة بمتناول اليد في الصيدليات، هي دقيقة لإظهار الفيروس، وهل يسري مفعولها على المتحور الجديد؟

- الفحص الأساسي والدقيق هو أل "بي سي آر" يعطي الدقة القصوى للنتيجة والفحص سريع أيضا.

- فحوصات الأولاد في المدارس هي اكثر دقة ولكن ال "بي سي آر" هو الأنجع، وبالنسبة لنوع الفيروس لا نستطيع تحديده إلا بفحص وراثي في المستشفيات ويأخذ وقتا عادة.

هل نحن أمام حرب عالمية فيروسية؟

هي حرب عالمية، فنحن نشهد وجود وباء عالمي خطير،  فالتطعيمات التي لم تتاح لدول العالم الفقير، إلا الدول الغنية والمتوسطة، أما الدول الفقيرة فتم إهمالها، ولا يمكن القضاء على الفيروس بدون القضاء عليه في كل العالم والدول.

 وفي البلاد هنا، فالجماهير العربية المستضعَفَة اقتصاديا وموجودة على هامش الحياة، فعلينا أن ندرك بأن معركة بقائنا هي بالمحافظة على صحتنا، وهذا لا يتم إلّا بأخذ التطعيمات والوقاية، فنحن للأسف نرى في العديد من الأماكن عدم التعامل مع المرض بجدية، بلبس الكمامات والتباعد الاجتماعي،  يجب علينا الحذر من ذلك لاننا قد نكون في أسفل البنية الهرمية للتطور الاجتماعي والاقتصادي في البلاد،  وعلينا مسؤولية ذاتية للحفاظ على أنفسنا ومجتمعنا وأولادنا ومستقبلهم.

ماذا مع رافضي التطعيم عقائديا وفكريا؟

هؤلاء عددهم قليل جدا ، ويجب أن يروا أمامهم حالات الوفاة بين الناس نتيجة الفيروس، بدأت بداية لمسنين من ثم الانتقال لوفاة أناس في أجيال بين 40-50 عاما ثم الانتقال لوفيات وتعقيدات لجيل أقل.

كلمة أخيرة:

 

أتوجه للجماهير العربية بأن لا ندخل لهلع "الأوميكرون" الجديد ولا ندخل لطمأنينة زائدة، وأن تكون لنا فرصة لرفع نسبة التطعيم وحث من لم يتطعم للقيام بذلك.

علينا الالتزام والتعاون مع الأجهزة الطبية والسلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني وارتداء الكمامات من أجل مجتمع آمن يريد الوصول إلى بر الأمان.

ما من مناص من الكمامات، ونعود لنقطة الصفر مع الكمامات.

 

أجرت اللقاء: سوسن غطاس- موقع والدية برعاية موقع عرب 48 

التعليقات