التيار القومي العربي في فلسطين: التعاطي مع عزمي بشارة مثال صارخ للعنصرية والعدوانية

-

التيار القومي العربي في فلسطين: التعاطي مع عزمي بشارة مثال صارخ للعنصرية والعدوانية
ما زال التحريض مستمراً ضد المناضل عزمي بشارة في أجهزة الإعلام الصهيوني وفي أجهزة الأمن وكافة المستويات الصهيونية، لا لذنب اقترفه،وإنما لمطالبته بحق المواطنة في الدولة، التي هو عضو برلمان منتخب فيها .

فهو يطالب بحق المواطنة لأبناء قوميته من الجالية العربية، الذين يبلغون خمس سكان هذه الدولة، يردد ما جاء في القانون الدولي بان من حق الشعب المحتل أن يقاوم الاحتلال، وهذا نص في القانون الدولي تناساه المستسلمون، ووصفوا المقاومة بالإرهاب فما سبب هذه الحملة الهستيرية على المناضل عزمي بشارة التي تنكر حقه في المواطنة على أرضه وضمن مجتمعه، وهو المتجذر في هذه الأرض،إن هذا إلا دليل واضح على السياسية الصهيونية في فلسطين، داخل الدولة العبرية وفي مناطق الحكم الذاتي. هذه السياسة التي ترى في الشعب الفلسطيني سكاناً وليسوا مواطنين، أي أغراب على ارض هي أرضهم انتزعت منهم بالتآمر الإمبريالي الصهيوني، وان جذور عزمي بشارة في فلسطين تعود إلى عشرات القرون في حين أن الحركة الصهيونية ودولتها هي الطارئة على ارض فلسطين والوطن العربي .
رغم اتفاقات التسوية التي تمت مع بعض الأقطار العربية، ورغم اتفاق اوسلو مع السلطة الحكم الذاتي ،فلا يزال شعبنا العربي عامة والفلسطيني خاصة يرفض هذه الاتفاقات ويتصدى لها بالمقاومة، يقاوم التطبيع والتعايش مع هذه النبتة الغريبة على الأرض العربية.

إن الموقف الذي يطرحة المناضل عزمي بشارة المطالب بالدولة العصرية،أي دولة لكل مواطنيها بغض النظر عن انتمائهم القومي تفقد الدولة العبرية سمتها الصهيونية وهي القائمة على التعصب للصهيونية . وان أصحاب الديانة اليهودية هم أصحاب الامتيازات والحقوق دون سواهم هذه الدولة القائمة على العدوان والتعصب الديني الغاصبة لأرض فلسطين والتي تمارس سياسة التمييز العنصري بالمعنى القانوني للكلمة الذي أقرته هيئة الأمة المتحدة بمساواة الصهيونية بالعنصرية ومع أن الضغوط الإمبريالية وتردي النظام العربي قد فرضت عليها العودة عن القرار المذكور.

إن امتنا العربية التي ترى في القضية الفلسطينية قضيتها المركزية لا زالت على هذا الفهم رغم فرض سياسات الأقلمة التي وصلت إلى شعب فلسطين ذاته. لكن كل هذه السياسات محكوم عليها بالفشل . الم يتبرع النظام العربي بالمبادرة العربية لحل الصراع العربي الصهيوني وتخفيف الضغوط على أمريكا ؟فأين أصبحت هذه المبادرة ؟ فلا تزال الضغوط الأمريكية على النظام العربي لتقديم المزيد من التنازلات مما يعني بأن التحالف الإمبريالي الصهيوني ليس معنياَ بأي حل، وإنما هو يراهن على كسب الوقت للامعان في تغذية الانقسام العربي وتجذير الأقلمة وخلق أعداء وهميين بدلاً من العدو الحقيقي .

إننا في الوقت الذي نتوجه فيه إلى المناضل عزمي بشارة بالتحية والإكبار على مواقفه التي أعادت مواقفة القضية الفلسطينية إلى عمقها العربي، وكشفت بلا لبس أهداف الصهيونية والإمبريالية. فالمواطنة هي انتماء للأرض والأمة وهي قيمة حضارية أعمق من العنصرية التي لا مكان لها في عالم اليوم .

التيار القومي العربي في فلسطين

التعليقات