"في الحرب كما في الحرب"../ د.باسل غطاس

الحملة الإعلامية المكثفة التي نشهدها في الأيام الأخيرة حول النائب عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي تارة بموضوع احتمال استقالته من الكنيست وتارة بإثارة الشكوك والتساؤلات حول زياراته خارج البلاد إلى درجة تصويره مختفياً أو غائباً قد سترت أكثر مما أفصحت عنه وهي لا تزال مقدمات للعاصفة الكبيرة التي ننتظرها! لقد أدى هذا الأمر بطبيعة الحال وكما هو متوقع لشيء من البلبلة والإرباك لدى أوساط شعبنا التي تكن الحب والتقدير والإعجاب لشخص وشخصية النائب بشارة.

لن نتوقف في هذه الكلمة عند التساؤلات المغرضة التي جرى الترويج لها فقد أبلت قيادة التجمع بلاءاً حسناً في إماطة اللثام ضمن ما يتاح لها قانونياً عن الأهداف الحقيقية لهذه الحملة، وقد استطاعت بنجاح مشهود في لفت الأنظار إلى الحملة المخابراتية والمؤسساتية ضد التجمع الوطني ومشروعه السياسي منذ تأسيسه عام 1996.

مع صدور هذه الكلمات ستكون أيضاً التصريحات المباشرة والمقابلات مع الدكتور عزمي قد صدرت بالإجابات الواضحة والمطعمة بالتلميحات اللازمة لوضع الأمور في نصابها وتوضيح الصورة عن حقيقة ما يجري تبييته من مخططات لضرب الحركة الوطنية عبر ضرب التجمع والنيل من رئيسه وقائده النائب عزمي بشارة.

ونريد هنا أن نؤكد بما لا يقبل أي شك وضمن ما يتيحه لنا القانون بأننا ومنذ اليوم الأول الذي اتضح فيه للنائب بشارة حجم وعمق المخطط المبيت ضده، موجودون في معركة حقيقية وفي مواجهة معقدة مع أجهزة المؤسسة الإسرائيلية. منذ اليوم الأول وقيادة التجمع وعلى رأسها النائب بشارة تعمل في حالة إنعقاد شبه دائم وتعنى بكل تفاصيل المواجهة لضمان أفضل النتائج ولتفويت الفرصة على الأجهزة بتوجيه ضربتهم المبيتة وبالتالي حماية التجمع والحركة الوطنية من براثن الغدر والمؤامرة.

إننا نقول لشعبنا في كل مكان أن قيادة التجمع تعمل ليل نهار وتتحمل مسؤوليتها وبوعي كامل وإلمام بكافة التفاصيل الصغيرة والكبيرة سواء بالإعلام أو الإدلاء بالمعلومات أو بالتنسيق والإتصالات مع الأحزاب والقوى السياسية العربية الأخرى لتوحيد الجهود في التصدي للحملة أو ببدء العمل الجماهيري والاتصال بالناس وخاصة بالكوادر والمناصرين.

إننا على ثقة كاملة بأن شعبنا سيمنحنا تفهمه وثقته وتأييده لخطواتنا ومساعينا التي ستعلن عنها في الأيام والأسابيع القادمة، وسيكون خير عون لنا في إفشال مخطط ضرب المشروع الوطني والثقافي والحضاري الذي يمثله أفضل تمثيل عزمي بشارة، حيث أن المستهدف ليس فقط التجمع الوطني ومشروعه وإنما مجرد الوجود العربي الحُر والكريم في هذه البلاد فهو كما صرح جهاز الشاباك يشكل خطراً إستراتيجياً على الدولة بينما في حقيقة الأمر أنهم هم بعقليتهم العنصرية ونهجهم الإستيطاني العسكري يمثلون الخطر الأكبر على شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإسرائيلي نفسه.

التعليقات