د.عزمي بشـارة فـي البرج الشمالي: الوقت يستدعي الوحدة الفلسطينية

في المحاضرة التي ألقاها في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لم يكن من الصعب قراءة الرضى في عيني بشارة من الحضور الذي غصت به قاعة «نادي الكرامة»

د.عزمي بشـارة فـي البرج الشمالي: الوقت يستدعي الوحدة الفلسطينية
أكد المفكر والمناضل العربي الدكتور عزمي بشارة على أن الظرف الفلسطيني الراهن يستدعي الوحدة الوطنية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى من أجل الصمود والتمسك بحق العودة، متجنبا في الوقت ذاته الغوص في الخلافات بين حركتي فتح وحماس.

في المحاضرة التي ألقاها يوم أمس، الخميس، في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لم يكن من الصعب قراءة الرضى في عيني بشارة من الحضور الذي غصت به قاعة «نادي الكرامة» في المخيم حيث اضطر قسم من الحضور إلى الوقوف خارج القاعة لمتابعة المحاضرة. ولم يكن خافيا ارتباطه الحسي بالمكان والحضور.

استهل اللقاء أمين سر حركة «فتح» في لبنان سلطان ابو العينين، بكلمة تحدث فيها عن دور بشارة النضالي في ظل الاحتلال الإسرائيلي، ومساهمته في تشكيل حالة الوعي والمقاومة في أراضي ٤٨ ودفعه ضريبة هذا الانتماء الوطني.

ثم قدم الزميل صقر ابو فخر مداخلة، متوقفا عند معاناة الفلسطينيين في أرضهم وفي بقاع الشتات. وقال: ان قصة عزمي بشارة هي نفسها قصة الفلسطينيين الذين ظلوا في ديارهم في العام ١٩٤٨ وشهدوا بأم العين كيف تسربت الأرض منهم. لكن لعزمي بشارة قصة إضافية، فقد أرادت الأوساط الإسرائيلية، بما فيها ما يسمى «اليسار»، أن ينفي الفلسطيني ذاته ليؤكد مواطنيته الاسرائيلية وينكر هويته الفلسطينية، إلا أن عزمي بشارة قلب الصورة وطوّر وعياً قومياً جديداً لدى فلسطينيي الداخل.

وتوقف بشارة في كلمته عند المراحل التاريخية لنشوء الكيان الصهيوني واحتلال فلسطين، ومن ثم إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، معيدا الى الذاكرة قرار مجلس الامن ١٩٤ القاضي بحق العودة، وكذلك قرار التقسيم ،١٨١ الذي طرحته الولايات المتحدة الاميركية في حينه لا الاتحاد السوفياتي.

وشدد على أن حق العودة هو جوهر قضية فلسطين. وخاطب الذين يتحدثون عن مخاطر التوطين بالقول لهم: ان المطلب الفلسطيني الرئيسي هو حق العودة، ونحن نرى أن الحقوق المدنية للفلسطينيين أينما كانوا تساهم في عودتهم الى ديارهم، لكن التضييق عليهم وعدم توفير الحقوق المدنية لهم لا يساعد إطلاقا في حق العودة.
مضيفا أن الذين يتحدثون عن التوطين ويغيبون القضايا الانسانية يرضون »التوطين« في السويد والبرازيل على سبيل المثال، وبالتالي من يحب الفلسطينيين يجب ألا يتحدث عن التوطين بل عن حق العودة.

ورأى أن أي مفاوضات يجب أن تجري على أساس مشترك لا خلافا على كل شيء. وكما هو معلوم فإن اسرائيل ترفض حق العودة والتراجع الى حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأكد »اننا نتمسك بالحل العادل ونحتاج الى مقومات الصمود وعدم استنفاد الطاقة النضالية للشعب الفلسطيني، وعدم قبول أي حل غير عادل لا يضمن حقوق الفلسطينين«. مطالبا كل القوى الفلسطينية وخاصة الاساسية والمتصارعة، ضرورة الالتزام بخط واحد وتوحيد الصفوف، لان عدم وجود وحدة وطنية يفسح في المجال أمام »التنافس« بالمقاومة التي تُعدّ إنجازاتها تعداد الشهداء لا الخسائر في صفوف العدو. مؤكدا أن الهدف ليس الاستشهاد بل الانتصار.

وشدد بشارة على إعادة الاعتبار الى الشتات الفلسطيني، عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الفعلي للشعب الفلسطيني، من أجل الصمود. مشيرا الى أن الوقت يكون لمصلحة من يستخدمه، كما فعلت روسيا التي عملت على إعادة بناء قدراتـها المسلحة ووضعها الاقتصادي.

التعليقات