"تحديات الانتقال إلى الديمقراطية" للدكتور عزمي بشارة..

-

تحت عنوان "تحديات الانتقال إلى الديمقراطية"، والذي حمل عنواناً ثانويا هو "مقدمة للبيان الديمقراطي العربي"، أصدر المركز الأردني لأبحاث وحوار السياسات كتيباً يحتوي على نص محاضرة د.عزمي بشارة التي ألقاها في المركز الثقافي الملكي في عمان في أواخر العام 2005.

وقد قدم للكتاب المدير العام للمركز الأردني لأبحاث وحوار السياسات، طاهر حمدي كنعان. وجاء في المقدمة:


[[ يحتوي هذا الكتاب على نص المحاضرة التي ألقاها ارتجالاً الدكتور عزمي بشارة بدعوة من المركز الأردني لأبحاث وحوار السياسات، أمام جمهور غفير في المركز الثقافي الملكي في عمان يوم السبت العاشر من أيلول/سبتمبر 2005. ولقد سجلت المحاضرة بالصوت والصورة وتم تفريغ التسجيل ومراجعته بحيث يحتوي النص الحالي على ما سمعه الجمهور وقتئذ دون زيادة أو نقصان باستثناء تعديل الصياغة بما يتفادى الأخطاء اللغوية ويزيل جوانب الغموض والتكرار في بعض العبارات والجمل.

من الشخصيات التاريخية قمم فكرية عطاؤها في الفكر والعلم والأدب، وفي الغالب يكون تميزها الفكري نخبوياً بعيداً عن فهم الجماهير؛ ومنها قمم قيادية عطاؤها العمل السياسي والنضالي من أجل التغيير الاجتماعي إلى درجة التغيير الثوري أحياناً. وفي الغالب تفتقر هذه القيادات إلى الثقافة العميقة الواسعة الآفاق، والمقدرة العالية على الفكر التجريدي المعقد الذي يمتاز به قادة الفكر وأصحاب البصيرة الثقافية النافذة؛ ومن الشخصيات التاريخية، أخيراً، أفذاذ استثنائيون يجمعون إلى تألق الفكر ورقي الثقافة، القدرة والموهبة على فهم دقائق العمل السياسي، والتعامل بكفاءة ونجاعة مع القوى السياسية والاجتماعية ومع النخب المثقفة والجماهير الواسعة، كلهم على حد سواء حيث التواصل العميق مع جميع الفرقاء جزء من العمل القيادي الدؤوب لاستقطابهم في مهمات النضال والتغيير.

من هؤلاء القادة الاستثنائيين في العصر الحديث نذكر القائد الثوري لينين، ومناضل اللاعنف المهاتما (الروح العظيم) غاندي، ومناضل اللاعنف الآخر الفذ مانديلا؛ وموقع عزمي بشارة يقع لا ريب في المرتبة ذاتها حيث القيادات التاريخية التي تجمع بين الفكر المتألق والثقافة العميقة من جهة، والعمل السياسي الفعال المدفوع بروح النضال الحقيقي والتضحيات التي يقتضيها هذا النضال، من جهة أخرى.

يقول المثل الإنجليزي "الحميمية تدفع إلى الاستخفاف". في حالة عزمي بشارة- معرفة الشخص عن قرب- تدعو إلى التيقن من دقة التصنيف والصفات المشار إليها أعلاه.

ومن يتأمل الأفكار الواردة في هذه المحاضرة، والموقف الفكري والسياسي الذي تعبر عنه، لا بد وأن يخرج بالاستنتاج أنها وثيقة محورية شاملة تصلح لأن تنطلق من مبادئها حركة سياسية شعبية هادفة للتغيير الديمقراطي بكامل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى مستوى الوطن العربي، بل تصلح أفكارها وعباراتها لأن تكون "المقدمة" لـ"البيان الديمقراطي العربي" الذي قد يبرهن في مقبل الأيام على أن تأثيره في قوى التغيير في الوطن العربي وحفزه لها لا يضاهيه سوى قلة نادرة من البيانات المفصلية في التاريخ]].

التعليقات