مشددا على منع التدخل الأجنبي؛ د. بشارة: الشعب الليبي يحقق إنجازات عظيمة والنظام يتآكل بسرعة

ويضيف: ** 10 أيام ليست كثيرة في مواجهة نظام أمني امتد على 42 عاما.. ** الشعب العراقي يتمرد على محاولات تقسيمه إلى طوائف.. ** المظاهرات تتواصل في مصر وتونس للحفاظ على مكتسبات الثورة وتحقيق التحول الديمقراطي

مشددا على منع التدخل الأجنبي؛ د. بشارة: الشعب الليبي يحقق إنجازات عظيمة والنظام يتآكل بسرعة
ويضيف:
** 10 أيام ليست كثيرة  في مواجهة نظام امتد على 42 عاما..
** الشعب العراقي يتمرد على محاولات تقسيمه إلى طوائف..
** المظاهرات تتواصل في مصر وتونس للحفاظ على مكتسبات الثورة وتحقيق التحول الديمقراطي
 
شدد المفكر د. عزمي بشارة في حديثه على قناة الجزيرة، الجمعة، على ضرورة منع أي إمكانية للتدخل الخارجي في ليبيا، مذكرا بالتدخل الخارجي في العراق، ومشيرا إلى أن الشعب الليبي في ثورته حقق إنجازات عظيمة قياسية، وأن النظام الليبي بدأ يتفت ويتآكل بشكل سريع.
 
ووصف د. بشارة خطاب القذافي الأخير بأنه "غريب وعجيب وخارج عن الواقع.. يشعل القذافي النار ويطلب من مؤيديه أن يرقصوا ويغنوا.. يتخيل أنه يصنع حربا أهلية في حين أن ليبيا خرجت من قبضته".
 
وأضاف أنه لو ظهر القذافي عدة مرات فلن يغير ذلك من المعطيات شيئا، فالأهم هو أن نظامه يتفتت ويتأكل تدريجيا بأسرع مما تتقدم الثورة.
 
وقال إن نظامه تآكل في أكثر من منطقة بسرعة هائلة وغير متوقعة، وهو منفصم بين الزعامة المطلقة وبين اعتباره لنفسه أحد الناس، وتتأرجح شخصيته بينما لم توضع شجاعته على المحك بعد، ومن هنا فهو لا يزال يتمسك بالسلطة، ولكن الثورة ستستمر، وفي الحد الأقصى يستطيع أن يأخذ طرابلس كرهينة إذا حاصرها الثوار، ولكن حتى هذه الإمكانية ضعيفة، خاصة مع بدء تشكيل هيئات وقوى مسلحة وانتفاضات متكررة في طرابلس.
 
ولفت د. بشارة إلى أن هناك من يريد أن تدار الثورة بإيقاع البث المباشر، مشيرا إلى أن الثورة لم تطل، فعشرة أيام ليست كثيرة خاصة وأنها في مواجهة نظام أمني امتد 42 عاما وجمع حوله بعض المخلصين المنتفعين.
 
وأضاف أن المسألة تحتاج إلى استراتيجية وإلى نفس أطول، مشيرا إلى أن الاستعجال قد يوقع في الخطأ، مثل استعجال التدخل الخارجي، وفي الوقت نفسه فإن الهتاف وحده لم يعد يكفي، فيجب النظر إلى مجمل علاقات ليبيا، وإلى تنظيم الحالة الليبية، وبناء جيش وطني يليق بالشعب الليبي وثورته (وليس قبائل تزحف وفق القذافي).
 
وبينما شدّد على ضرورة منع أي تدخل خارجي، مذكّرا بما يحصل في العراق، قال إن المطلوب من المجتمع الدولي هو عزل النظام، والاعتراف بحكومة شرعية يقيمها الشعب الليبي، وبالتالي فإن القذافي سيكون حالة منشقة تعزل خارجيا وتتم محاصرتها إلى أن تتآكل من الداخل.
 
 
وتابع د. بشارة أن القذافي دعم حركات في صراعها مع الولايات المتحدة، وحافظ على علاقات تقليدية، مع شافيز مثلا، ولكن هذا ليس مؤشرا إلى أي شيء، فأي منهم لا يستطيع أن يقف ضد التحركات الشعبية المنظمة. وقال إن الشعب الليبي سيقاتل الولايات المتحدة لو تدخلت، فهم حاربوا الاستعمار في بلاد أخرى فكم بالحري في بلادهم، وأشار إلى أن الشعب الليبي لم يأخذ فرصته في ليبيا، لكون القذافي تعامل مع الشعب كأداة لمجده الشخصي.
 
وتابع، ردا على سؤال، على المستوى الدولي، أنه لم يظهر على روسيا والصين أية حساسية تجاه حقوق الشعوب الديمقراطية، وأن علاقاتهما الخارج تحولت إلى مصالح اقتصادية. كما أشار إلى أن روسيا تحديدا باتت رأسمالية في علاقاتها الخارجية إلى جانب حساسية غير مفهومة تجاه الحركات الإسلامية.
 
وخلص د. بشارة في الشأن الليبي إلى أنه في السطر الأخير فإن الشعب الليبي هو العامل الرئيسي على الأرض، فالشعب هو الذي يقرر، وعندما تخرج الشعوب إلى الشوارع يضيق هامش التدخال الأجنبي.
 
وعلى المستوى العربي أشار إلى أنه لا يوجد نظام عربي يتعاطف مع الثورة الليبية لكون الأنظمة العربية غير قادرة على إجراء إصلاحات داخلية، وفي الوقت نفسه لا تستطيع هذه الأنظمة  التحدث صراحة ضد الثورة لأن الشعوب العربية متعاطفة مع الشعب الليبي.
 
وقد تطرق د. بشارة إلى مظاهرات العراق اليوم، معتبرا أن تلك قضية ينبغي التوقف عندها مطولا في المستقبل، ومشيرا إلى أن ذلك يعتبر تحولا هاما، فالشعب العراقي يتمرد على محاولات تقسيمه إلى طوائف، ويتحد على قضايا مدنية، شأنه في ذلك شأن شباب وشعب مصر واليمن، وعندما يخرج العراقيون إلى الشوارع يقابلون بالرصاص.
 
وأشار في هذا السياق إلى أن الاحتلال الأمريكي جاء بحكومة لا تختلف عن غيرها، وتطلب من الناس عدم الخروج إلى المظاهرات. كما أشار إلى أن مواقف المراجع الدينية، التي تبني رصيدها على الطائفية، طلبت أيضا عدم الخروج إلى المظاهرات.
 
ولدى سؤاله عن الحديث عن وحدة الأمة العربية، قال د. بشارة إن الوحدة تكمن في وجداننا، ولكن الدكتاتوريات العربية لن تقيم وحدة عربية، فمثل هذه الوحدة تقوم بها الشعوب العربية التي تسعى إلى العدل والإنصاف بدون تخييرها بين الاستبداد أو التدخل الأجنبي. ولفت في هذا السياق إلى أن المظاهرات في تونس ومصر لا تزال تتواصل من أجل الحفاظ على مكتسبات الثورة دون إضاعتها في تفاصيل صغيرة، وتركيز النضال على المطلب السياسي الذي لم يحقق بعد وهو إقامة الحكومة الديمقراطية.

التعليقات