د. بشارة: الشعب الليبي بات قاب قوسين أو أدنى من الحرية

ويضيف أن الثورة أطلعت الأمة العربية على الوجه الحقيقي للشعب الليبي العظيم وعلى نخبه ومثقفيه، ويشيد بالإجماع الليبي على رفض أي تدخل أجنبي

د. بشارة: الشعب الليبي بات قاب قوسين أو أدنى من الحرية
قال المفكر د. عزمي بشارة، اليوم الإثنين، إن الشعب الليبي خاض ثورة ويستجمع شجاعته أكثر وأكثر كلما أدرك أن حريته باتت قاب قوسين أو أدنى، لافتا إلى وحدة الشعب الليبي، وإجماعه على رفض أي تدخل أجنبي.
 
وقال د. بشارة في ظهوره على قناة "الجزيرة" إن أيام النظام الليبي باتت معدودة، ولو لم يتحصن في طرابلس لتحصن في مدينة أخرى، وبالتالي فهو سيسقط لا محالة، ولكن السؤال هو بأي ثمن. وبينما أشار إلى عدم وجود نظام ( لا نظام) ولا مؤسسات دولة قال إنه يتضح أن القذافي لم يحكم ليبيا بموجب أيديولوجية قومية أو إسلامية أو أفريقية، بل من خلال القبلية، حيث تعامل مع زعماء قبائل انقلبوا عليه، ولم يعد بإمكانه التوجه إليهم.
 
في المقابل، أكد على أن "ليبيا" (الكلمة والشعب) تبقى ليبيا من الشرق الغرب أو من الغرب إلى الشرق، لافتا إلى أن أيام الثورة الليبية تطلع الأمة العربية على المدن الليبية والوجه الحقيقي للشعب الليبي العظيم، وعلى نخبه ومثقفيه وقياداته التي عمل النظام على إخفائها مدة 42 عاما.
 
وردا على سؤال بشأن المواقف الدولية، آثر د. بشارة أن يشير إلى رفضه قصر وصف مرتزقة النظام على أنهم أفارقة ( أو من تشاد مثلا، بعد نفي وزير الخارجية التشادي)، حتى لا تساق أية تهم للشعب الليبي، وبالتالي من المفضل توصيفهم على أنهم مرتزقة أجانب.
 
وتابع د. بشارة أنه من الواضح أن النظام الليبي كانت له علاقات متشعبة في الغرب أكثر مما كنا نعتقد، وأن النظام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وبعد العدوان العراق لم يدفع ثمنا ماليا فحسب، وإنما سياسيا أيضا، ولم يكن الثمن مقتصرا على العطاءات والعقود والأموال، وإنما خدمات سياسية أيضا، ومن غير المستبعد أن تكون في أفريقيا.
 
وأضاف أنه بالنسبة لنظام كان يفترض أن يعتبره الغرب معاديا، يتضح أن لديه صداقات مع بريطانيا (ومع MI6) والولايات المتحدة، ولكن عندما تخرج الشعوب إلى الشوارع فإن هامش البراغماتية والمصالح يصبح ضيقا. وقال في هذا السياق "لا يوجد مجتمع دولي، يوجد مصالح، وما دام الغرب ميكيافيليا فلنتعامل معه بموجب ذلك، والتحدث بلغة المصالح، ومصلحة الشعب الليبي هنا تكمن في عزل النظام الليبي والاعتراف بشرعية الشعب".
 
وقال أيضا إنه لا يوجد أسهل من إعطاء الشرعية للشعب الليبي، حيث لا يوحد بنية في النظام الذي بدأ يتفتت بدءا بالسفراء ووحدات الجيش والكتائب والشرطة، في حين أن القذافي يقول إنه لا يوجد له صفة رسمية، وحتى أولاده لا يوجد لهم صفة رسمية.
 
وأشاد د. بشارة بإجماع القوى الشعبية في ليبيا على رفض التدخل الأجنبي. ولفت إلى أنه لم يشاور أحد الشعب الليبي بشأن إعلان الحظر الجوي الذي تجري مناقشته، ولكن من الواضح أن هناك شعبا يقول بشكل مستمر إنه يرفض أي تدخل أجنبي، فهذا الشعب سيقاتل أي مستعمر أجنبي في اليوم التالي.
 
وختم حديثه بالقول إن النظام سيسقط حتما، وأن الشعب الليبي خاض ثورة ويستجمع شجاعته أكثر فأكثر كلما عرف أن حريته باتت قاب قوسين أو أدنى.

التعليقات