تعرّف معنا على أهمية وجبة السحور للصائم

تعرّف معنا على أهمية وجبة السحور للصائم

يمكن القول إن وجبات الطعام الأساسية في شهر رمضان تنقسم إلى السحور والإفطار فقط، أما المأكولات والمشروبات التي يتناولها الصائم بين هذه الوجبات فليست لها نفس القيمة الغذائية بالنسبة لصحة الجسم وفي الكثير من الأحيان يكون لها تأثيرات سلبية مثل التسبب بانتفاخ البطن أو التخمة.

من هنا نلاحظ أهمية السحور وأهمية اختيار أنواع معينة من الطعام تغذي الجسم وتهيئته للانقطاع عن الطعام والشراب خلال النهار.

فوائد السحور بالنسبة للصائم

السحور يزود الجسم بالسوائل قبل الصيام

السحور يزود الجسم بالسوائل قبل الصيام 

بالرغم من أن الكثير من المشروبات تعتبر من أساسيات وتقاليد شهر رمضان مثل التمر الهندي وقمر الدين والعصائر الصناعية المتنوعة، إلا أن هذه العصائر يتم تناولها قبل وقت السحور بعدة ساعات في معظم الأوقات. بالإضافة إلى ذلك فإن معظم أنواع العصائر تحتوي على السكريات الصناعية أي أن تأثيرها على الجسم يعتبر سلبيا نوعا ما.

يفضل أن يتناول الصائم أطباقا ذات محتوى عالي من السوائل على الفطور بهدف تزويد الجسم بما يحتاج إليه منها خلال اليوم مثل اللبن الزبادي والشوربات وأنواع السلطات الصحية أو العصير المحضر منزليا بالإضافة إلى شرب كأس من الماء. قد يستمتع البعض أيضا بشرب كوب من الشاي الأخضر أو ما يعرف بالزهورات أو كوب من القهوة السوداء وخصوصا إذا كان الصائم ينوي عدم العودة إلى النوم بعد الفجر.

السحور يمد الجسم بالطاقة

تقدّر ساعات الصيام خلال رمضان 2023 في معظم البلدان العربية بأكثر من 12 ساعة، كما أنها وصلت في السابق أثناء مصادفة شهر رمضان في أشهر الصيف الحارة حيث يكون النهار طويلا إلى 16 ساعة. خلال هذه الفترة يعتمد الجسم على مخزون الطاقة فيه بالإضافة إلى الطاقة التي يتم استمدادها من مأكولات وجبة السحور.

قد يظن البعض أن الطاقة تأتي من السكريات فيبالغون بتناول المأكولات التي تحتوي على سكر المائدة. في الحقيقة إن سكر المائدة ليس إلا نوعا من النشويات وهو أبسط أشكالها. لكن السكر هذا يعطي موجة عالية من الطاقة فجأة تنتهي خلال وقت قصير لأن الجسم قادر على امتصاص كمية السكر كله وضخها في مجرى الدم.

لهذا السبب يفضل تناول النشويات المعقدة التي يمتصها الجسم شيئا فشيئا، ما يعطي جرعات مناسبة من الطاقة تتوزع على مدار النهار عوضا عن دفقة واحدة منها تنتهي على الفور.

يشكل السحور مصدر نصف العناصر الغذائية للجسم خلال رمضان

كما ذكرنا سابقا فإن وجبات الصائم خلال رمضان تنقسم بشكل عام إلى السحور والإفطار، علما أن التركيز على وجبة الإفطار يكون على الأطباق الشهية والدسمة والتي تتطلب وقتا وجهدا ومهارة لتحضيرها والاعتناء بنكهتها. إذن فالتركيز في وجبة الإفطار لا ينصبّ على القيمة الغذائية للمأكولات وإنما على الاستمتاع بالطعم.

يعني ذلك أن السحور يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية إمداد الجسم بالعناصر الغذائية التي يتطلبها للقيام بالوظائف الحيوية واليومية مثل الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية والأحماض الدهنية ومضادات الأكسدة.

لذلك يتوجب العناية بنوعية الطعام الذي يتم تناوله على هذه الوجبة والحرص على تضمين مجموعة من الأطعمة المغذية التي تحتوي على عناصر غذائية قيّمة فيها.

بالإضافة إلى ما سبق يعتبر السحور فرصة الصائم لتناول الأدوية المتنوعة التي عادة ما يتناولها الصائم قبل وجبة الفطور أو بعدها صباحا مثل أدوية الضغط والغدة الدرقية.

أطعمة يفضّل تجنبها على وجبة السحور؟

أطعمة يفضّل تجنبها على وجبة السحور؟ 

يمكن القول إن الأطعمة التي يجب تجنبها على السحور بالدرجة الأولى هي الأطعمة التي تسبب العطش بشكل أكبر من غيرها مثل الخضروات واللحوم والأسماك المقلية والزيتون المخلل ومختلف أنواع الجبنة. كما يفضل تجنب الإكثار من التوابل وخصوصا الحارة منها لتجنب الوقوع في فخ العطش الذي تسببه.

أما بالنسبة للمعلبات والوجبات السريعة فهي تحتوي على نسبٍ عالية من الملح وعلى الدهون المتحولة وعلى التوابل التي تسبب العطش دون تقديم أي فائدة غذائية تذكر على هذه الوجبة المهمة لذلك يفضل تجنبها على السحور وغيرها من الوجبات.

كما يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات مثل العصائر الصناعية بما في ذلك المشروبات الغازية والحلويات والمربيات والحلاوة الطحينية لأن هذه الأطعمة تعطي جرعة مضاعفة من الطاقة لفترة قصيرة من الزمن فقط ثم تسبب الخمول.

ماذا يجب أن نتناول على وجبة السحور؟

عامل وجبة السحور كما تعامل الإفطار الصحي مع الأخذ بالاعتبار الأطعمة التي يجب تجنبها مما ذكرناه سابقا. وبشكل عام يمكن القول إن السحور يجب أن يحتوي على البروتين والكربوهيدرات بطيئة الامتصاص والسوائل والأطعمة الطازجة مثل الخضروات النيئة أو الفواكه.

مكونات وجبة السحور الصحية

  • من الممكن أن تتضمن وجبة السحور قطعة من الخبز الأسمر أو خبز الشوفان أو أي نوع صحي من الخبز دون الإكثار منه. يمكن استبدال الخبز الأسمر بطبق صغير من البرغل أو الأرز المطبوخ أو المسلوق أو الشوفان أو الكينوا.
  • بالنسبة للبروتين فمن الممكن تناول ما يعادل فخذ من الدجاج أو قطعة من اللحم المشوي مع مراعاة عدم الإكثار من الملح ويمكن استبدال اللحوم بالبيض أو بكمية من الفاصولياء أو العدس مع الانتباه إلى عدم الإكثار من البقوليات على السحور لأنها تسبب العطش، كما يمكن اللجوء إلى مشتقات الحليب ذات الملح المنخفض مثل اللبنة الشامية أو الجبنة القريش.
  • مأكولات طازجة نيئة مثل الخضروات التي يتم تحضيرها كطبق من السلطة مثل الخس والطماطم والخيار والجزر المبشور والليمون الحامض والأفوكادو والبقدونس، أو كالفواكه مثل تناول تفاحة أو برتقالة أو بضع حبات من الفراولة أو التوت أو الخوخ أو الشمام. ويمكن تحضير الفواكه على شكل سلطة أيضا وإضافة بعض المكسرات والزبيب وملعقة من العسل الطبيعي للتحلية.
  • يمكن تناول الحليب أو اللبن الزبادي لجمع كل الفوائد السابقة خصوصا إذا تم وضع نصف كوب من الشوفان المقشور في كوب من اللبن الزبادي قبل النوم وتناول هذا الطبق على السحور لأنه يتضمن النشويات والبروتين والدهون الصحية والسوائل ويمكن تنكيه هذا الطبق بعدة حبات من التمر أو الزبيب والقرفة أو شرائح جوز الهند.

التعليقات