جرثومة المعدة

جرثومة المعدة

تعد "الملوية البوابية - Helicobacter pylori" والتي يُطلق عليها اسم جرثومة المعدة نوعًا شائعًا من البكتيريا التي تنمو في الجهاز الهضمي وتهاجم بطانة المعدة، وحوالي 44% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم مصابين بعدوى بكتيريا جرثومة المعدة.

عادة ما تكون عدوى جرثومة المعدة غير ضارة، لكنها مسؤولة عن معظم قرح المعدة والأمعاء الدقيقة.

تتكيف هذه الجرثومة لتعيش في بيئة قاسية وحامضية في المعدة. الحرف H في الاسم هو اختصار لكلمة Helicobacter، وتعني كلمة Helico الحلزونية التي تشير إلى شكل البكتيريا.

يمكن لهذه البكتيريا تغيير البيئة المحيطة بها وتقليل الحموضة حتى تتمكن من البقاء على قيد الحياة بسهولة أكبر. يسمح الشكل الحلزوني لجرثومة المعدة باختراق بطانة المعدة، حيث تكون محمية بالمخاط ولا يمكن لخلايا الجسم المناعية الوصول إليها، ما قد يؤدي إلى مشاكل في المعدة.

غالبًا ما تصيب جرثومة المعدة معدة الأشخاص أثناء الطفولة. على الرغم من أن العدوى بهذه السلالة من البكتيريا لا تسبب أعراضًا دائمًا، إلا أنها قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض لدى البعض، بما في ذلك القرحة الهضمية والتهاب المعدة.

أعراض جرثومة المعدة

أعراض جرثومة المعدة

لا تظهر أي أعراض على معظم المصابين بهذه الجرثومة، لكن يمكن لها أن تدمر البطانة الداخلية الواقية للمعدة وتسبب أمراضًا أخرى، مثل القرحة الهضمية. تشمل أعراض القرحة الهضمية الناتجة عن جرثومة المعدة ما يلي:

  • ألم خفيف أو حارق في المعدة (خاصة عندما تكون معدة فارغة)
  • النفخة
  • الغثيان
  • فقدان الوزن غير المبرر
  • التقيؤ
  • التجشؤ
  • ضعف الشهية

في حين أن سرطان المعدة نادر، إلا أنه يمثل خطرًا أكبر على الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة. تشمل أعراض سرطان المعدة:

  • ضعف الشهية
  • فقدان الوزن غير المبرر
  • دم في البراز
  • غثيان
  • الشعور بالشبع في وقت مبكر من الوجبة
  • عدم الراحة أو تورم في البطن
  • آلام في المعدة
  • التعب أو الضعف

ومع ذلك، فإن العديد من أعراض سرطان المعدة والقرحة الهضمية والأمراض الأخرى المرتبطة بجرثومة المعدة يمكن أن تكون ناجمة عن مشكلات أخرى.

يجب مراجعة الطبيب على الفور عند الشعور بالأعراض التالية:

  • صعوبة في البلع
  • فقر دم
  • دم في البراز
  • براز أسود اللون أو قيء

أسباب جرثومة المعدة

لا يزال من غير المعروف كيف تنتشر عدوى جرثومة المعدة بالضبط، حيث أن البكتريا تعايشت مع البشر منذ آلاف السنين. يُعتقد أن العدوى تنتقل من فم شخص إلى آخر مثل التقبيل.

كما يمكن أن تنتقل البكتيريا من خلال ملامسة القيء أو البراز، ويحدث ذلك عند عدم غسل اليدين جيدًا بعد استخدام الحمام، وقد تنتشر بكتيريا جرثومة المعدة من خلال ملامستها للماء أو الطعام الملوث أيضًا.

عوامل الخطر

الأطفال أكثر عرضة للإصابة بعدوى جرثومة المعدة، لأنهم لا يمارسون النظافة الشخصية بشكل صحيح دائمًا.

يمكن أن تؤثر بيئة الفرد وظروفه المعيشية على خطر الإصابة بعدوى جرثومة المعدة، حيث تكون المخاطر أعلى إذا كنت:

  • تعيش في دولة نامية
  • لا يمكنك الوصول إلى المياه النظيفة
  • مشاركتك السكن مع آخرين أصيبوا بجرثومة المعدة
  • عيشك في ظروف مزدحمة

كيفية تشخيص جرثومة المعدة

كيفية تشخيص جرثومة المعدة

إذا كانت لديك أعراض مزعجة تتعلق بالجهاز الهضمي، فقد تحتاج إلى إجراء اختبار للكشف عن جرثومة المعدة. هناك عدة طرق لتشخيص العدوى، بما في ذلك:

  • فحص الدم

قد يقوم الطبيب بسحب عينة من الدم من ذراع الشخص أو يده. ثم يرسل عينة الدم إلى المختبر لفحص الأجسام المضادة لجرثومة المعدة.

  • اختبار البراز

يستخدم الطبيب في هذا الاختبار عبوة لجمع عينة من البراز، ثم يرسلها إلى المختبر لإجراء اختبار فحص البراز.

  • اختبار التنفس

يتحقق فحص الزفير باليوريا من وجود مستويات غير طبيعية من ثاني أكسيد الكربون، والتي يمكن أن تكون علامة على الإصابة بجرثومة المعدة.

يتضمن الاختبار التنفس في كيس تجميع مرتين، وفي الفترات الفاصلة بين تقديم عينات التنفس، تستهلك حبة أو سائلًا يحتوي على مادة مشعة غير ضارة. يمكن للطبيب بعد ذلك مقارنة العينتين لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بجرثومة المعدة.

قد يوصي الطبيب بإجراء التنظير الداخلي إذا كانت نتائج الاختبارات الأخرى غير حاسمة، بما يسمح له بإلقاء نظرة على المريء وبطانة المعدة وجزء من الأمعاء الدقيقة. وفي هذا الإجراء، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب طويل ورفيع يسمى المنظار في الفم نزولا إلى المعدة والاثني عشر.

ثم ترسل الكاميرا المرفقة الصور إلى الشاشة ليراها الطبيب.

قد يشمل الاختبار أخذ عينة صغيرة من الأنسجة (خزعة) لتحليلها بعد الإجراء أيضًا.

مضاعفات عدوى جرثومة المعدة

يمكن أن تؤدي جرثومة المعدة إلى القرحة الهضمية، لكن العدوى أو القرحة نفسها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة، وتشمل المضاعفات التالي:

  • النزيف الداخلي، والذي يمكن أن يحدث عندما تخترق القرحة الهضمية الأوعية الدموية وتترافق مع فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  • الانسداد، والذي يمكن أن يحدث عندما يمنع شيء ما، مثل الورم، الطعام من مغادرة المعدة.
  • الانثقاب، الذي يمكن أن يحدث عندما تخترق القرحة جدار المعدة.
  • التهاب الصفاق، وهو عدوى تصيب الغشاء البريتوني، أو بطانة تجويف البطن.

يمكن أن تزيد هذه البكتريا من خطر الإصابة بسرطان المعدة، وهو نوع من سرطان المعدة. ويكون هذا الخطر أعلى عند المدخنين، وكذلك عند السود/ الأميركيين الأفارقة واللاتينيين والإسبان والآسيويين، وفقًا لدراسة واسعة أُجريت عام 2019.

ولكن مع ذلك، فإن معظم المصابين بهذه البكتيريا لا يصابون أبدًا بسرطان المعدة.

علاج عدوى جرثومة المعدة

إذا كنت مصابًا بعدوى بكتيريا الملوية البوابية أو جرثومة المعدة، التي لا تسبب أي مشاكل ولم تكن معرضًا لخطر الإصابة بسرطان المعدة، فقد لا يقدم العلاج أي فوائد.

يرتبط سرطان المعدة، إلى جانب قرحة الاثني عشر والمعدة، بعدوى جرثومة المعدة. إذا كان لديك أقارب مصابين بسرطان المعدة أو مشكلة مثل قرحة المعدة أو الاثني عشر، فقد يوصي الطبيب بمعالجتها.

يمكن أن يعالج العلاج القرحة وقد يقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة.

كيف يمكن منع عدوى جرثومة المعدة؟

كيف يمكن منع عدوى جرثومة المعدة

لا يوجد لقاح يمكن أن يحميك من بكتيريا جرثومة المعدة، ولكن ممارسة العادات الصحية والنظافة يمكن أن تساعد في ذلك، يمكنك تقليل خطر الإصابة بها عن طريق:

  • غسل اليدين بشكل متكرر، خاصة قبل الطهي أو الأكل، أو بعد استخدام الحمام.
  • شرب الماء من مصدر آمن.
  • تجنب الأطعمة التي لم تُنظف بشكل صحيح أو لم تُطهى بأمان.

ماذا يمكنني أن أتوقع على المدى الطويل؟

لا يعاني معظم المصابين بجرثومة المعدة من أي أعراض أو مشاكل تتعلق بالبكتيريا.

إذا كنت تعاني من أعراض وتتلقى العلاج، فإن حالتك تكون إيجابية على المدى الطويل بشكل عام.

بعد 4 أسابيع على الأقل من الانتهاء من العلاج، يختبر الطبيب فعالية الدواء وإن كان قد قضى على البكتيريا. قد تحتاج إلى أخذ أكثر من جولة واحدة من العلاج لقتل بكتيريا جرثومة المعدة.

يمكن أن تؤدي عدوى الملوية البوابية أو جرثومة المعدة إلى القرحة الهضمية لدى بعض الأشخاص، وعادةً ما يمكن علاجها بالأدوية.

إذا تطورت حالة أخرى مرتبطة بعدوى هذه الجرثومة، فتعتمد توقعاتك على المرض ومدى سرعة تشخيصه وكيفية علاجه. حيث أن قلة قليلة من المصابين بالبكتيريا الحلزونية تصاب بسرطان المعدة.

التعليقات