دليلك الشامل عن تجنب العطش في أيام الصيام
تقدّر ساعات الصيام في أيام رمضان بأكثر من 12 ساعة في اليوم، علما أنها في بعض السنوات تجاوزت الـ15 ساعة. وبالرغم من أن الجوع يبدو العقبة الأكبر خلال أيام رمضان، إلا أن العقبة الأكبر منه هي حتما تجاوز العطش وخصوصا أن نقص السوائل قد يسبب مشاكل صحية خطيرة.
عادات كفيلة بتخفيف العطش في رمضان
قد يسبب العطش الضيق والانزعاج والخمول والكسل وحتى الغضب غير المبرر ما يجعل حياة الصائم صعبة بعض الشيء. ولكن في الحالات القصوى من نقص السوائل قد يصل الأمر إلى حالات الإغماء والنوبات غير المفسرة وقد يسبب أذى دائم وخصوصا على الكلى.
من المهم أثناء رمضان اتباع عاداتٍ صحية من حيث خيارات الطعام وعدم الإفراط في تناول الأكل على وجبتي السحور والإفطار وما بينهما من وجبات صغيرة. لكن في ما يخص تخفيف الشعور بالعطش وتعويض ما يتم فقدانه من سوائل خلال الصيام فقد تكون العادات والخطوات التالية كفيلة بجعل الصيام أسهل.
عدم تناول الأطعمة الدسمة كثيرا وخصوصا على السحور
عادة ما توصف الخضروات بأنها مأكولات صحية لما تحتويه من معادن وفيتامينات وألياف غذائية ومضادات أكسدة وأيضا من السوائل، ولكن بمجرد أن يتم قلي الخضروات فإن ضررها يصبح أكبر من فائدتها عند المقارنة. إن الزيوت المستخدمة للقلي ليست صحية أو خفيفة كما نظن وإنما تعتبر زيوتا مهدرجة ضارة بالجسم.
يطلق أيضا على هذه الزيوت اسم الدهون المتحولة وهي من أخطر أنواع الدسم الذي يمكن للإنسان أن يتناوله لأنها تعتبر من الأسباب المباشرة لتضيق الشرايين وأمراض القلب.
أما في رمضان فالمأكولات المقلية قد تسبب الانتفاخ والتخمة وهي ثقيلة على المعدة على الإفطار بعد خلوها من الطعام لساعات عديدة، أما على السحور فهي تَعِد بنهار مرير عنوانه العطش الحاد.
اللحوم المعالجة أو المصنعة عدوتك في رمضان
ناهيك عن احتواء اللحوم المصنعة على المواد الحافظة والأصبغة وكميات هائلة من الملح والتوابل وعدم احتوائها على أي قيمة غذائية تذكر، فهي تسبب العطش خصوصا عند تناولها على وجبة السحور.
المشروبات التي تحتوي على الكافايين لا تساعدك بالتغلب على العطش
الكثيرون معتادون على تناول كوب من القهوة أو النس كافيه فور استيقاظهم في الأيام العادية. من الطبيعي أن يلجأ هؤلاء خلال رمضان إلى تناول جرعة الكافايين هذه على السحور لكي يتحضروا لقضاء يومهم. ولكن ما لا يضعه هؤلاء الأشخاص في اعتبارهم هو أن الكافايين مدر للبول وأن تأثيره سلبي على شعورهم بالعطش.
الماء صديق الصائم بعد الإفطار حتى السحور لتجنب العطش
ينصح الاختصاصيون الشخص البالغ بشرب ما يقدر بلترين إلى ثلاثة من الماء بشكل يومي. في الأيام العادية تتوزع كمية الماء هذه على ساعات اليوم كاملة، أما في رمضان فيتحتم على الصائم شرب هذه الكمية ما بين الإفطار والسحور.
لا ينصح الأطباء بالتقيد بشرب الماء فقط على وجبتي الإفطار والسحور بل يفضلون أن تتوزع هذه الكمية بشكل متساوي على ساعات المساء والليل لتعويض الجسم وتحديدا الكليتين وجهاز الدوران عن نقص السوائل خلال النهار.
بالطبع يجب أن تتضمن الوجبات الغذائية على السوائل مثل الشوربات والخضروات المطبوخة أو التي تؤكل نيئة في السلطات ولكن لا يجب الاستغناء عن شرب الماء خلال الساعات التي يسمح خلالها بتناول الطعام وخصوصا أن طريقة توزيع كمية الماء على ساعات الليل من شأنها أن تقي الصائم من الشعور الحاد بالعطش.
الإكثار من تناول الخضروات والفواكه على السحور لتجنب العطش
من المفيد أن ينصب تركيز الصائم بعد وجبة الإفطار وعلى السحور على تناول الفواكه الطبيعية المتنوعة حسب ما يفضله الصائم وما يتوفر لديه، أما بالنسبة للخضروات فهناك عدد هائل من طرق تحضيرها مثل السلطات المتنوعة والفتوش والتبولة والسلطة اليونانية كما يمكن غسل الخضروات وتناولها منفردة.
تتميز الخضروات والفواكه النيئة باحتوائها على المعادن والألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة بالإضافة إلى السوائل وهي من المأكولات المثالية خلال رمضان لأنها تزود الجسم بكل العناصر المهمة لوظائفه الحيوية وللقيام بأعماله اليومية. كما أن تناول هذه الأطعمة الغنية بالألياف كفيل بإعطاء الصائم شعورا بالشبع لساعات لأن الجسم يستغرق وقتا حتى يهضمها.
كما أن وجود الألياف في الفواكه والخضروات يسمح بتزويد الجسم بدفعات متوازنة من الطاقة تستمر إلى ساعات متأخرة من النهار مما يخفف وطأة الصيام والعطش.
الانتباه إلى نوعية الطعام الذي نتناوله على السحور قد يخفف العطش
من المفترض بالسحور المثالي أن يحتوي على الكربوهيدرات بطيئة الامتصاص وعلى الفيتامينات والمعادن والألياف والسوائل والبروتين. تعتبر البقوليات واللحوم واللبن الرائب أو الزبادي وبعض أنواع الجبنة غير المالحة جدا مثل القريشة والفواكه والخضروات والشوربات والسلطات والتمور والعصائر الطبيعية الخالية من سكر المائدة مثالية على السحور.
أما عما يجب تجنبه على هذه الوجبة، فيفضل الابتعاد قدر المستطاع عن الملح والأطعمة المحفوظة التي تعتمد على الملح في حفظها مثل الزيتون والمخلل والجبنة البيضاء (البلدية)، كذلك يجب الابتعاد عن الأطعمة السكرية والحلويات لأنها أيضا تسبب العطش للصائم.
العناية بنوعية المشروبات التي يتم تناولها على السحور
من الشائع أن تقوم سيدة المنزل بتقديم العصير الصناعي المعلب أو العصير المجفف الذي يتم تذويبه بالماء أو حتى المشروبات الغازية إلى جانب الوجبات. كما أن هناك عدة مشروبات تعتبر تقليدية ومن طقوس رمضان مثل قمر الدين والتمر الهندي والعرق سوس.
هذه المشروبات تحتوي على كميات كبيرة من السكر وهي لا تقي الصائم من العطش خلال النهار. يمكن الاستعاضة عن المشروبات الغازية أو العصائر المصنعة وغيرها من المشروبات التي تحتوي على السكر والمواد الحافظة والمنكهات الصناعية والملونات بالعديد من المشروبات الصحية والتي تساعد الصائم على التغلب على العطش.
من أفضل الأمثلة على المشروبات الرمضانية المفيدة نذكر العيران وهو اللبن الزبادي الذي يتم خلطه بالماء والثلج وخضه جيدا. ومع أنه من الشائع إضافة الثوم والملح إلى هذا الشراب فيمكن الاستغناء عن هذه الإضافات والحصول على مشروب منعش ولذيذ وله تأثير إيجابي على نهار الصائم.
نذكر أيضا كبدائل للعصائر الصناعية العصائر المحضرة منزليا والكوكتيلات ومشروب السموذي التي يمكن بسهولة الاستغناء فيها عن السكر.
التعليقات