إفطار رمضاني في أمسية العودة إلى الغابسية

إفطار رمضاني في أمسية العودة إلى الغابسية

سادت أجواء رمضانية على أرض الغابسية، مساء أول من أمس الجمعة، حيث أقيم إفطارٌ جماعي بجو من المحبة والتآخي والعزيمة والإصرار على حق العودة.

وجرى الحفل الرمضاني برعاية وعناية المجلس المحلي في المزرعة ولجنة الغابسية، وذلك بهدف دبّ الحياة فيها ونقل الرواية، رواية النكبة الفلسطينية من جيل إلى جيل حتى تحقيق الأمل المنشود بالعودة.

وشارك في الأمسية أكثر من 400 شخص من أهل الغابسية والمتضامنين معهم من شخصيات جماهيرية وممثلين عن لجنة المهجرين وعدد من أهالي بلدات الشيخ دنون وعمقا وكويكات والنهر وأم الفرج والتل وعكا وغيرها.

ولوحظ توافد الأسر شيوخًا ونساءً وأطفالًا وكهولًا إلى الغابسية منذ ساعة ما بعد الظهر حتى ساعات ما بعد صلاة التراويح.

وأقيم الإفطار على نفقة كاملة لأبناء المرحوم ابن الغابسية طيب الذكر "الحاج أبو داوود صالح زيني" الذي لطالما حلم وآمن بحق العودة، وذلك ثوابًا لروحه ووفاءً له.

وبعد أن ارتفع آذان المغرب وقبل صلاة التراويح، شكر المنظمون الحضور ودعوهم إلى المثابرة على زيارة الغابسية والمشاركة في كافة الأنشطة. كما شملت الأمسية كلمة للقاضي داوود زيني- نجل الحاج المرحوم وأنشودة مؤثرة للغابسية أنشدها المرحوم "أبو داوود الزيني" يومين قبل وفاته ومقطعًا صوتيًا مسجلًا لابن الغابسية من مخيم عين الحلوة في الشتات عصام الجليل.

وشارك رئيس تحالف الموحدة والتجمع، النائب د. منصور عباس، أهالي قرية الغابسية المهجرة، في الإفطار الجماعي والأمسية الرمضانية على أراضي القرية.

وأدى الحضور صلاة المغرب على أرض الغابسية وبجانب مسجدها، وبعد تناول طعام الإفطار نظمت أمسية تحدث خلالها عدة شخصيات من أهالي القرية المهجرة حول تمسكهم بحق العودة إلى قريتهم، على رأسهم رئيس مجلس المزرعة المحلي فؤاد عوض، والشيخ سعيد بوبو، وممثلو لجنة الغابسية. كما تحدث إلى الحضور عبر الهاتف أحد المهجرين من القرية والذي يسكن مخيم عين الحلوة اليوم.

وفي كلمته خلال الأمسية شكر النائب د. عباس أهالي الغابسية ورئيس المجلس فؤاد عوض على دعوتهم له للمشاركة في هذه الأمسية، وقال إن "نكبتنا الأولى تجسدت في تهجير هذا الشعب من وطنه، ونكبتنا الحقيقية تجسدت في تفكيك أواصر هذا الشعب وتحطيم البنى الاجتماعية والنسيج الوطني لهذا الشعب وتشتيته في كل بقاع الأرض، فلقاؤنا اليوم ليس فقط لقاء العودة إلى الغابسية، بل ينبغي أن يحمل هذا المعنى الإضافي، فإلى جانب العودة إلى المكان نعود إلى المعاني التي تجمعنا وتوحدنا، وما أحوجنا كمجتمع عربي فلسطيني في الداخل إلى هذه المعاني التي نجسّد من خلالها أننا أبناء مجتمع واحد متلاحم ومترابط. إخوتي وأخواتي أهالي الغابسية، أنتم اليوم تقدمون نموذجا ينبغي أن يعمم وأن يصار إليه ليس فقط في ذكرى النكبة، وإنما يجب أن نسيّر مسيرات العودة هذه إلى قرانا المهجرة في كل أيام السنة وأن نستمر في العمل من أجل استعادة أراضينا".

وفي ختام الأمسية أدى الحضور صلاة العشاء والتراويح جماعة على أراضي الغابسية، حيث أمّهم في الصلاة النائب د. عباس.

 













التعليقات