رمضان في قلنسوة: رابطة طبية للتوعية والوقاية من كورونا

رمضان في قلنسوة: رابطة طبية للتوعية والوقاية من كورونا

كثفت الرابطة الطبية في قلنسوة من حملات التوعية والإرشاد للسكان وأصحاب المحلات التجارية في المدينة مع بدء شهر رمضان، إذ أطلقت الرابطة التي تضم مئات الأطباء والممرضين وأصحاب المهن الطبية نشاطها في شهر آذار/ مارس الماضي، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وحث السكان على الالتزام بالتعليمات الطبية والصحية كإجراءات احترازية لاحتواء الفيروس.

الرابطة الطبية بقلنسوة تطلق حملة للتوعية من كورونا برمضان

وتنشط الرابطة التي تضم 160 طبيبا و100 ممرض و50 صيدلانيا والعشرات من أصحاب المهن الطبية المساعدة والاختصاصيين النفسيين، في تعميق الوعي لدى الأهالي بضرورة التقييد بالتعليمات واعتماد إجراءات الوقاية خلال شهر رمضان، علما أن 6 إصابات بالفيروس سجلت في قلنسوة بعد الفحوصات التي شهدتها المدينة من خلال نقطة الفحص المتنقل، إذ أجريت 363 فحصا لاكتشاف كورونا، قبل أيام.

ودأب الأطباء في مختلف صناديق المرضى بالمدينة ممن ينشطون في الرابطة، على الاتصال والتواصل مع أهالي المدينة الذين يعانون من أمراض مزمنة أو من ظهرت عليهم أعراض الفيروس، وتقديم الإرشاد والنصائح الطبية، وحثهم على إجراء الفحوصات ومرافقتهم في اتباع الإجراءات الوقائية وسبل التعامل مع التسهيلات خلال أيام رمضان، في ظل رفع بعض التقييدات في البلاد.

حملة توعية لأصحاب المحلات التجارية لمنع التجمهر والوقاية للزبائن

كما أطلق أطباء الرابطة حملة خاصة مع بدء شهر رمضان، قاموا خلالها بزيارة المحلات التجارية وتوزيع الملصقات والمواد الطبية الإرشادية والكمامات والمعقمات على السكان، وتقديم الشروحات والنصائح للمواطنين ولأصحاب المحلات التجارية، حول كيفية التصرف خلال شراء المستلزمات والتسوق في الساعات التي يسمح بها الخروج، مع ضرورة التقيد بإجراءات الإغلاق الليلي ومنع التجمهر والاختلاط، منعا لتفشي الفيروس.

قنبلة بيئية

ويولي الأمين العام للرابطة الطبية في قلنسوة، د. عصام زميرو، اختصاصي جراحة العظام في مستشفى "الشارون"، أهمية للالتزام بالتقييدات خلال شهر رمضان، على الرغم من التسهيلات المتدرجة التي أقرتها وزارة الصحة في البلاد، محذرا من مغبة أن "تتحول القرى والمدن العربية إلى قنبلة بيئية موقوتة في حال تم التراخي في التعامل وعدم التقيد بالإجراءات الخاصة خلال شهر رمضان"، مبينا أن "ذروة الفيروس في المجتمع العربي لم تصل بعد خصوصا في ظل المعطيات اليومية التي تشير إلى اكتشاف المزيد من الإصابات بالفيروس".

د. عصام زميرو

واستعرض د. زميرو لـ"عرب 48" تجربة الرابطة الطبية في قلنسوة التي انطلقت بشكل مستقل، وتنشط منذ أسابيع بتوعية المواطنين ونشر الإرشادات وتذويت التعليمات الوقاية، مبينا أن "الرابطة تتألف من 5 لجان طبية وأصحاب اختصاص، وتضم المئات من أصحاب المهن الطبية من المدينة الذين لبوا لنداء العمل والتطوع من منطلق المسؤولية الإنسانية والوطنية والدينية، لتحصين المجتمع المحلي من الوباء وتداعياته الصحية والاجتماعية".

وأثنى الأمين العام للرابطة الطبية على "إقبال أصحاب المهن الطبية في المدينة على التطوع، ومرافقة أهالي المدينة في ظل أزمة كورونا، ودورهم بإحضار نقطة الفحص المتنقلة وحث السكان على إجراء الفحوصات، ودورهم في نشر الوعي الذي ساهم بالحد من انتشار الفيروس"، مشيدا بـ"تعامل المواطنين وتفاعلهم مع نشاط وحملات التوعية للرابطة الطبية"، مشددا على "ضرورة أن يواصلوا على ذات النهج خلال أيام شهر رمضان".

حملة توعية

وعن آليات عمل الرابطة ونشاطها، تحدث د. زميرو، أنه "عدا عن الاتصال والتواصل للأطباء مع المواطنين وأعضاء صناديق المرضى خصوصا ممن يعانون أمراضا مزمنة وكبار السن، إذ تم تقديم النصائح والإرشادات ومتابعة أوضاعهم الطبية، ينشط أعضاء الرابطة بين المواطنين من خلال الجولات الميدانية التوعوية التي تتركز أيضا في المحلات التجارية، إلى جانب إطلاق حملات توعوية وإرشادية على شبكات التواصل الاجتماعي وتحديث المواطنين بكل المستجدات".

ويتطلع د. زميرو إلى تعميم تجربة الرابطة الطبية في قلنسوة في كافة أنحاء المجتمع العربي، مبينا أن "الرابطة حصلت على الكثير من الاتصالات من قرى ومدن عربية تستفسر عن جوهر ومضمون عمل الرابطة التي تشمل جميع أصحاب المهن الطبية"، مشددا على "ضرورة إقامة رابطة طبية قطرية في المجتمع العربي تستقطب القدرات العلمية والطبية لمواجهة ومعالجة تداعيات فيروس كورونا حتى بعد شهر رمضان، علما أن أزمة الفيروس ستتواصل، على ما يبدو، لأشهر طويلة، ما يحتم البقاء بجهوزية طبية عليا للوقاية وتحصين المجتمع وتقديم المساعدات والعلاجات للمواطنين".

د. محمد ياسين

وفي خضم الرفع الجزئي للتقييدات في البلاد، ومنح بعض التسهيلات العامة التي أقرتها الحكومة مع تعليمات الإغلاق الليلي في البلدات العربية في الأيام الأولى لرمضان، بدءا من يوم أمس الخميس ولغاية يوم الأحد 3 أيار/ مايو المقبل، يولي رئيس الرابطة الطبية في قلنسوة، د. محمد ياسين، اختصاصي الأمراض الباطنية في مستشفى "الشارون" أهمية قصوى لمواصلة التزام المنازل خلال شهر رمضان، والتقيد بالتعليمات الطبية لمنع تفشي فيروس كورونا.

إجراءات وقائية

وأوضح د. ياسين، لـ"عرب 48"، أن "شهر رمضان يضع البلدات العربية أمام تحديات لمنع انتشار الفيروس"، مبينا أن "أهمية تقليص الولائم الرمضانية على العائلة المصغرة، والامتناع عن التجمهر والتسوق الجماعي وتأدية الصلوات بأعداد كبيرة، لأن ذلك من شأنه أن يساهم في منع اتساع دائرة انتشار الفيروس. غير ذلك من شأنه فقدان السيطرة بمعنى أنه في حال لم يلتزم السكان بتعليمات وإجراءات الوقائية الخاصة التي أقرت خصيصا للبلدات العربية من قبل الحكومة سينتشر الفيروس".

خلال توزيع كمامات وموارد إرشادية للمواطنين

ودعا إلى "الالتزام بالتعليمات والاستماع إلى الإرشادات والنصائح الصحية، علما أن التقديرات الطبية تشير إلى أن الفيروس لم يصل ذروته بعد في المجتمع العربي".

وحذر رئيس الرابطة الطبية في قلنسوة من "اعتماد العادات الرمضانية الاجتماعية وأبرزها الإفطارات الجماعية والزيارات العائلية والإقبال على التسوق الواسع، والتجمهر قبالة البسطات ومحلات بيع الحمص والفلافل والحلويات"، وأكد على "ضرورة الامتناع عن أداء صلاة التراويح في المساجد، واقتصار تأدية الصلاة مع أفراد العائلة وقراءة القرآن في المنازل".

وأوضح أن "كل هذه الأماكن والعادات الاجتماعية والدينية التي تعتبر من مشاهد الحياة اليومية في رمضان، قد تكون عاملا مساعدا لتفشي الفيروس"، وعليه شدد على "أهمية التقيد بتعليمات وزارة الصحة خاصة في ظل ارتفاع عدد الإصابات بالمجتمع العربي، وضرورة التزام الحجر المنزلي الطوعي، واستغلال أيام رمضان بطرق وأساليب مختلفة يكون محورها العائلة المصغرة".

الحملة تشمل توعية وإرشاد أصحاب المحلات التجارية لمنع تجمهر الزبائن

عادات رمضانية

ويرى د. ياسين، ضرورة بالغة لتكثيف حملات التوعية خلال شهر رمضان، مستعرضا النموذج الذي أطلقته الرابط الطبية في قلنسوة من خلال التواجد الميداني لأصحاب المهن الطبية بين الناس، وداخل المحلات التجارية، وتوزيع المنشورات الصحية والملصقات التوعوية والحديث المباشر مع المواطنين بضرورة التقيد بالتعليمات خلال التسوق ومنع التجمهر أو الاكتظاظ، والحفاظ على مسافة مترين عن الآخر.

وكإجراءات وقائية للحد من الفيروس ومنع العدوى، نصح رئيس الرابطة الطبية، بـ"تغيير العادات الرمضانية الدينية والاجتماعية واقتصارها على العائلة المصغرة خلال الحجر المنزلي، مع التشديد على تغيير أنماط التسوق، إذ يتم انتداب شخص واحد من العائلة لشراء المواد التموينية والغذائية والاحتياجات والمستلزمات الرمضانية، على أن يكون التسوق لمرة واحد في الأسبوع، والامتناع عن التسوق والتنقل اليومي خاصة قبل الإفطار".

أعضاء الرابطة الطبية يطلقون حملة للتوعية من كورونا برمضان

وعن إمكانية انتشار الفيروس والعدوى من خلال الاكتظاظ والتسوق الجماعي والصلوات الجماعية في المساجد، قال د. ياسين، إن "عدم التقيد بالتعليمات وإجراءات الوقاية من شأنه أن يساهم بانتشار الفيروس، فيمكن لشخص واحد مصاب بكورونا أن ينقل العدوى لمن خالطه وكان على مقربة منه، كما أن الفيروس يبقى لحوالي 74 ساعة على الأسطح الصلبة، وبالتالي حتى صلاة التراويح مقتصرة على بعض الأشخاص بساحة مفتوحة قبالة المسجد، قد تكون مكانا لانتقال الفيروس، إذ لم يتم تعقيم المكان".

التعليقات