مسلسلات رمضان: استياء من المحتوى والهيمنة الأمنية المصرية عليها

مسلسلات رمضان: استياء من المحتوى والهيمنة الأمنية المصرية عليها

انتقد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في أولى أيام شهر رمضان المبارك، عدّة مواضيع تُحيط المسلسلات والبرامج الرمضانية في العام الحالي، مسلطين الضوء على "أزمة" إنتاجية تعاني منها معظم الأعمال العربية، بسبب عدم تناولها مضامين مُتسقة مع الواقع المُعاش في العالم العربي، إلى جانب التدخل السياسي المباشر في المحتوى.

وعبر العديد من مستخدمي هذه المواقع عن استيائهم إزاء "رداءة" المسلسلات الحالية، على عدّة مستويات منها التمثيل والتأليف والحوارات وغيرها.

وتناولت الكاتبة ديما مصطفى سكران، في عدّة تغريدات على موقع "تويتر"، المسلسلات الرمضانية من جوانب عدة لفتت فيها إلى استيائها من هذه الأعمال، وقالت في إحدى تغريداتها "والحبكات الساذجة والإخراج غير المقنع لا يقلق صناع العمل كثيرا، لأنهم يعرفون أن جمهورهم المستهدف هم اليافعون قليلو الخبرة والثقافة، فنحن أمة يُشكل الأطفال والشباب جُلها، وهم وقود عملية الإنتاج الفني دوما.
المسلسلات لا ترقى بذوقهم وفكرهم، بل تهبط إليه، ثم تهبط به!"

ونصح النقاد السينمائي صالح ذباح، مُحبطا من الأعمال التلفزيونية الرمضانية، وخصوصا المصرية منها، بمتابعة برنامجين فقط من بين كل ما أُنتج هذا العام، منتقدا القبضة الأمنية المصرية على المحتوى، حيث قال: "مش متشجّع أتابع ولا مسلسل السنة في رمضان، ما في إنتاج جذّاب (مصري على الأقلّ) ولهذا أسباب جديّة متعلّقة بالمناخ العام وسياسات الرقابة والإنتاج في المحروسة، راح أكتفي بمتابعة برنامجين : الموهوبون في الأرض لبلال فضل على التلفزيون العربي وبرنامج باسم يوسف الجديد على اليوتيوب Plant B...رمضان هالسنة بخيل تلفزيونيًّا".

وسخر الناشط المصري، وائل عباس، من الترويج الإعلامي لأن القيود الرسمية تمنع المسلسلات الرمضانية من الحث على الخمور والجنس وغيرها من الأمور "الخارجة عن الأعراف"، مؤكدا أنها ادعاءات غير حقيقية، حيث قال: "قالك مش ها يبقى فيه عنف ولا خمور ولا قمصان نوم ولا سراير في مسلسلات رمضان السنة دي...".

ولفت الإعلامي عثمان آي فرح، إلى أن الناس "غير متحمسين" لمشاهدة المسلسلات بسبب ردائتها، ويفضلون متابعة "المسلسلات الواقع الحقيقية، وأبطالها الشعوب" في إشارة إلى انتفاضتي السودان والجزائر: 

وانتقد محمد الديسطي، من انتشار أبناء الممثلين البارزين في المسلسلات: 

الهيمنة الأمنية المصرية على المسلسلات

في سياق متصل، سخر مصريون كثر من مبادرة "واتش إت" (watch iT)، وهو تطبيق أطلقته مجموعة "إعلام المصريين" المملوكة للمخابرات بهدف احتكار دراما رمضان على المنصات الإلكترونية نظير مقابل مادي.

وعبّر المستخدمون عن استيائهم الشديد من محاولة النظام المصري السيطرة على القطاع الترفيهي، لكنه سخروا أيضا من خبر تعرضه للقرصنة أمس الثلاثاء.

وكتب الصحافي ماجد عاطف: "اللي بيحصل في مسلسلات رمضان ده، نموذج مصغر لتغول الجنرلات وسيطرتهم على كل حاجه في مصر، غيرش بس هو عشان تحت الانظار فباين بوضوح

احنا نحط ايدنا على كل المواقع، وبعدين مش كفاية، فنحط ايدنا على كل القنوات، لا مش كفايه، احنا ننتج احنا كل المسلسلات، لا مش كفايه احنا حتى النت مش حنسيبه، فنعمل منصه المفروض يعني انها حتذيع مسلسلتتا اللي احنا انتجناها واحنا عرضناها واحنا حنرفعها على منصتنا .
وهنشغل اللي عاوزينه، ونقعد اللي مش عاجبنا، فالشركات المنافسه تركن، والفنيين والمتخصصين يهجوا، والمسلسلات تطلع زي ما انت شايف كده، كلها مختومه بختم النسر، فالصناعه تبوظ....وكله في الاخر يخسر.

ده حصل في كل قطاع قرر الجنرالات يستحوذوا عليه، ولو استمرنا كده، (وغالبا حيستمر) كلها كام سنه وتيجي ع الارض، بس مين يقرا ومين يسمع". 

وشرح الكاتب ومصمم الغرافيك والكوميدي، محمد أنديل، لماذا يعتبر منصة كـ"واتش إت"، التي كان من الممكن أن تكون إضافة نوعية لسوق الدراما والسينما المصرية، مشروعا فاشلا، حيث كتب على صفحته في "فيسبوك": 

"موضوع Watch iT ده مثال آخر على انه ليه مفيش دين أم أي حاجة هاتنجح في البلد دي طول ما هي بتُدار بعقلية محلك أجعد انتباه دي...."

وكتب الناشط مصطفى السيد حسن عن تجربته مع تطبيق المخابرات: "الواحد قال يدخل يجرب الاسبوع المجاني بتاع موقع المخابرات اللي هيتعرض عليه مسلسلات رمضان ويشوف يمكن يعجبه ويلغي اشتراك نتفلكس ولا حاجة، بس بقالي ساعات بحاول ادخل علي الموقع ومش عارف، وفى وسط كل هذا لقيت جروبات المطبلين للنظام بيحتفلوا ان الموقع وقع من كتر الاقبال عليه، وشايفين انه علامة علي ان الموقع عظيم وكده انه وقع من كتر الزوار، فانا قلت اهي فرصة احكي فيها عن احد اهم اختراعات نتفليكس وهو اختراع الاوبن كونيكت ، المسئول عن ان موقع نتفلكس مش بيقع اطلاقًا حتى لو داخل عليه الكوكب كله...."

وعبر أحمد ماهر العكيدي عن شماتته لاختراق تطبيق المخابرات:

 

التعليقات