"لأجل العنكبوت"/ رأفت شعبان

هي سفينةٌ، تنطلق من شواطئ روما الجنوبيَّة نحو شواطئ برلين الشَّماليَّة، لتعود إلى إيطاليا مرصَّعةً بالذَّهب. في طريق عودتها تغرق في قاع محيط "السّيريا بي". بعد تسعة أشهر من الحمل الصَّعب، وبعمليَّةٍ قيصريَّةٍ تعود السَّفينة

الحارس الإيطالي جيانلويجي بوفون (أ ف ب)

هي سفينةٌ، تنطلق من شواطئ روما الجنوبيَّة نحو شواطئ برلين الشَّماليَّة، لتعود إلى إيطاليا مرصَّعةً بالذَّهب. في طريق عودتها تغرق في قاع محيط "السّيريا بي". بعد تسعة أشهر من الحمل الصَّعب، وبعمليَّةٍ قيصريَّةٍ تعود السَّفينة إلى سطح بحر "السّيريا آيه".

برحلةٍ مليئةٍ بالمصاعب والمصائب يحاول الجنود وقادة السَّفينة النُّزول عن متنها وتسلُّق جبال الألب ليصلوا إلى قمَّتها. حلَّقوا جوًا عائدين إلى برلين مرَّةً أخرى ومنها إلى كارديف، ليتحقَّق الحلم، "لأجل العنكبوت".

الطَّريق إلى الذَّهب

سفينةٌ حربيَّةٌ، صُبِغت جدرانها بالسَّواد والبياض، لم تستطع كبار العواصف تحدّي أشرعتها، حملت على متنها الخائن والوفي، الصّالح والطّالح، القائد والمقاتل، انطلقت من شواطئ تورينو الشَّرقيَّة باتِّجاه شواطئ روما الجنوبيَّة قاصدةً شواطئ برلين الشَّماليَّة. على متنها ثلاثة عشر جنديًا ينقسمون إلى كتائب، خمسة جنود في الكتيبة الإيطاليَّة، ثلاثةٌ في الفرنسيَّة، وواحدًا في كلٍ من التّشيكيَّة، البرازيليَّة، الغانيَّة والكرواتيَّة لتغنّي كل كتيبهٍ على ليلاها وتنتهي الحرب بانتصار الإيطاليَّة وتعود إلى موطنها حاملةً الذَّهب تحت شعار "كلّ الطُّرق تؤدّي إلى روما".

الفاجعة

أبحرت السَّفينة قاصدة العودة إلى ايطاليا لتستيقظ في اليوم التّالي على أكبر عمليَّة سطو في تاريخ كرة القدم بقرار تعسُّفي جائر يقضي بإغراقها في قاع محيط "السّيريا بي"، سحب لقبين منها ومنحهما لمن لا يستحقَّهما وخصم 19 نقطة في بداية الموسم بحجَّة ما سمّوه فضيحة "الكالشيو بولي"، لتبدأ عمليّات الطَّعن بالظَّهر، الخيانة ومحاولة تمزيق شراع السَّفينة وإغراقها إلى الأبد.

وقف الجميع على متنها محاولين اصطياد ما يمكن اصطياده، فذاك اصطاد قائد الكتيبة السُّويديَّة، آخرًا أُعجب بالجنديّ البرازيلي وثالثًا قرَّر الاستيلاء على قائد الكتيبة الايطاليَّة...

معالم الرِّحلة بدأت تتَّضح شيئًا فشيئًا وشراع سفينتنا يتمزَّق خلسةً، فما كان من السَّفينة إلّا أن تتمايل غرقًا خوفًا من المجهول.

تصحيح المسار ومحاولة العودة

خمسة مقاتلين، انضمَّ إليهم قبطان فرنسي كتب تاريخ سفينتنا المتهالكة بأنامله، أبوا إلًا أن يكونوا شراعًا لهذه السَّفينة الغارقة، يحمونها من الطّوفان القادم، والرِّياح الآتية عكس اتِّجاه سيرهم.

خمسة جنودٍ وقائدهم، بدأوا بوضع أساس جديد لسفينتهم، استبدلوا كل قطعةٍ بَلَت من شراسة الحرب بأُخرى صلبةً إلى أن عادوا بها إلى الشّاطئ، عادوا بها إلى مكانها الطَّبيعي، عادوا بها إلى مصافِ "السّيريا آيه" مجدَّدًا بعمليَّةٍ قيصريَّةٍ بعد تسعة أشهر من الحمل الصَّعب، تطلَّبت منهم كلّ التَّضحية والانتماء والوفاء.  

خمسةٌ تقدَّمهم ملك هذا الزَّمان، بطل العالم المخلص القائد الوفي أليسّاندرو دل بييرو رفقة أفضل حارسٍ في تاريخ كرة القدم العنكبوت، بطل العالم جيجي بوفون، ومعهم بطل العالم المحارب ماورو كامورانيزي، السَّهم الأشقر الزِّئبقي التّشيكي بافل نيدفيد ومرعب الحرّاس، مفتك شيفرات خطوط الدِّفاع المهاجم القنّاص الفرنسي دافيد تريزيغيه، وجميعهم تحت قيادة الوفي، المولود من رحم أمجاد تلك السَّفينة، القبطان، القائد المدرِّب الفرنسي ديدييه ديشامب.

العام الأوَّل بعد العودة

عدنا، وبعد بضعة أيّامٍ منها يقدِّم قبطان السَّفينة، ديشامب، استقالته، لتعيِّن الإدارة الايطالي العجوز، كلاوديو رانييري، خلفًا له ليقود السَّفينة رفقة الأبطال الخمسة في ظل شحّ قدرات الكادر الذي يملكه.

إذًا، سنبحر من جديد، الإبحار لن يكون سهلًا في ظل كلّ الظُّروف الجوِّيَّة والفنِّيَّة، فريح صرصرٍ تدقُّ الطُّبول، هي معركة الحياة أو الموت، لا خير بها في وسط الحلول.

رجال العجوز كانوا في الموعد، ينهون  موسمهم الأوَّل بعد العودة في المركز الثّاني، بعد أداء رجولي، ويتأهلوا إلى دوري أبطال أوروبا، ها قد عادوا الكبار بعد موسم واحد فقط من العودة.

اعتزال السَّهم الأشقر وإقالة العجوز

في بداية موسم 2008-2009، أعلن السَّهم الأشقر اعتزاله اللَّعب مع نهايته، إنها الفرصة الأخيرة لذات الأُذنين أن تحمل شرف تتويجها بالزِّئبقي.

موسمُ لم يكن أقل بطوليَةً من سابقه، أنهى فيه الفريق موسمه في المركز الثّاني، ليصل بعدها إلى ثمن نهائي دوري الأبطال ويُقصى على يد تشيلسي الانجليزي بعدما فاز على ريال مدريد في دور المجموعات ذهابًا وإيابًا.

اعتزل التّشيكي دون أن يكون لذات الأُذنين شرفًا في أن يحملها، واستعصت أن يُتَوَّج بها، بعدها وبشكل "شبه مفاجئ" أعلنت الإدارة إقالة العجوز من قيادة السَّفينة وعينت الإيطالي الشّاب "شيرو فيرارا" خلفًا له قبل جولتين فقط على نهاية الموسم.

التَّعثُّر من جديد، خروج القنّاص والمقاتل ورئاسة انييلي لإدارة النّادي

موسم 2009-2010، "فيرارا" قبطانًا للسَّفينة، موسم كارثيّ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نتائج الفريق كانت مخيِّبة للآمال، كان اليوفي لقمةً سائغةً في فم الضَّعيف قبل القوي، خروج مذل في دوري الأبطال من مرحلة المجموعات بعد هزيمة قاسية أمام النّادي البافاري في تورينو.

أقيل "شيرو" وعُيَّن مكانه "ألبيرتو زاكيروني" قبطانًا، الفريق فقد شخصيَّته محليًا وأوروبيًا لينهي موسمه في المركز السّابع. في أيّار/مايو من العام 2010 يُعيَّن "اندريا انييلي" رئيسًا للنّادي خلفًا للفرنسي "جان كلود بلان"، وفي نهاية الموسم يُقال زاكيروني ويُعيَّن مكانه "لويجي ديلنيري" على أمل إحداث التَّغيير.

تغيير! لا جديد يُذكَر وكل قديمٍ يُعاد

ينهي الفريق موسمه في المركز السّابع مرَّةً أُخرى وسط أداء كارثي وفقدان للشخصيَّة على الإطلاق، تبعه  إعلان تريزيغيه وكامورانيزي رحيلهما عن النّادي نهاية الموسم.

تنطلق المظاهرات في شوارع مدينة تورينو احتجاجًا على الوضع الذي آل إليه الفريق، على أمل...

الثَّورة، كونتي، يوفنتوس ستاديوم والعودة إلى منصّات التَّتويج

إذًا، عادت السَّفينة إلى وضعيَّة التَّوهان والغرق، لا بدّ من حل يُخرجنا من المأزق الذي نعيشه، رئاسة النّادي في يد "عائلة انييلي"، من هنا يمكننا لملمة الجراح وتصحيح المسار.
-مهلًا، من أجل النُّهوض لا بدُ من ثورة شبيهة بالثَّورة الصِّناعيَّة، ليس على الصَّعيد الفنّي فحسب، بل على الصَعيد الاداري أيضًا.
-إذًا؟ ثورة؟ فليكن!!

"يوفنتوس ستاديوم" جاهزٌ لافتتاح موسمنا الجديد ليصبح فيما بعد مقبرةً للخصوم.

تبحر السّفينة شمالًا باتّجاه مدينة جنوة وعلى متنها اندريا وجيجي واليكس، يجتمعون ببيبي ماروتا وفابيو باراتيشي، يقنعوهم بمشروعهم الجديد، فيُعيَّن بيبي مديرًا عامًا للنّادي وفابيو رئيسًا للكشّافة.
- نحن الآن بحاجة وقبل كلّ شيء الى مديرًا فنيًا يقود الفريق في غرفة الملابس وملعب التَّدريبات.
- الفريق يعاني بالدَّرجة الاولى على صعيد الشَّخصيَّة قبل الفنِّيَّة، نحن بحاجة لمدرِّب يعرف قيمة النّادي قبل كلّ شيء.
- مهلًا، هو حاضرًا، ومن غيره ابن النّادي، ملك الجرينتا انطونيو كونتي يعرف قيمة النادي ويمكنه تحمُّل مسؤوليَّة كهذه؟
تبحر السَّفينة باتِّجاه مدينة سيينا، يجتمعون مع "انطونيو"، والأخير بدون تردُّد يوافق على تولّي المهمَّة.
يمرّ الفريق بأزمةٍ ماليَّة بعد السَّنوات العجاف التي ابتعد فيها عن منصّات التَّتويج، ما يحتَّم على الإدارة إيجاد الحلول المناسبة دون صرف مبالغ كبيرة في سوق الانتقالات.

استغلَّت الإدارة أزمة بيرلو مع ميلان الذي اعتقد أنَّ اللاعب منتهي وتعاقدت معه بالمجان، تحرَّك كشافة الفريق بشكل رائع فتعاقدوا مع كل من فيدال من ليفركوزن، بيبي وكوالياريلا من اودينيزي، ماتري من كالياري، واستعادوا اللّاعبين الملائمين لخطَّة كونتي من الاعارة لتستغل الإدارة القرض الذي تحصَّلت عليه من شركة ايكسور المالكة للحصَّة الأكبر من النادي بالشَّكل المثالي.

اللَّقب الأوَّل بعد العودة

بإمكان السَّفينة الإبحار نحو المجد بقيادة كونتي، مع ملعب جديد وإدارة حكيمة جديدة. وهذا ما كان، حيث ينهي الفريق موسم 2011-2012 متصدِّرًا وبطلًا للدَّوري الإيطالي دون أي خسارة طوال الموسم، ونعود مرَّةً أُخرى الى اورويّا من بوّابة دوري الأبطال.

رحيل الملك

يوم الأحد، الثّالث عشر من شهر أيّار/مايو من العام 2012، في تمام السّاعة 16:12 عصرًا بتوقيت إيطاليا، مباراة يوفنتوس وأتالانتا، ضمن الجولة الأخيرة للدَّوري الايطالي في "يوفنتوس ستاديوم" وفي تمام الدَّقيقة 56:51 بالتَّحديد، وقف كل من في الملعب على أقدامهم المرتجفة، دموعهم تنهمر من عيونهم كشلّالات "الكاسكات"، إنَّه موعد نهاية قصَة حب دامت تسعة عشر عامًا، الآن سيخرج الملك من المباراة، مباراته الأخيرة.

أليسّاندرو ديل بييرو، عنوان لقصَّة حب أبديَّة، قصَّة سجينٍ مدلَّل، قصَّة عاشقٍ متيَّم، قصَّة محبٍ مخلصٍ ووفي، قضى سنوات حياته الاحترافيَّة في تورينو.

ذلك الصَّغير اليافع، بدأ جنديًا، فمقاتل، فقائد، فملك فأسطورة، له من الماضي كلمة، ومن الحاضر هيبة، ومن المستقبل تاريخ يُحكى عنه لقادم الأجيال...

وتنتهي قصَّة ملكٍ كان بطلًا للعالم، فضَّل اللَّعب مع فريقه في دوري الدَّرجة الثّانية وكان ممَّن خلعوا ملابسهم ليرقِّعوا بها شراع السَّفينة المتمزِّق.

الثالث عشر من أيّار/مايو من العام الثاني عشر للألفيَّة الثّانية، تاريخٌ لا يمكن لأي بيانكونيريٌ نسيانه، تاريخٌ للتّاريخ.

استفزَتهم إيطاليا فسيطروا عليها، عودة الزِّئبقي والقنّاص ورحيل كونتي

الآن بقي "جيجي" وحده من الأوفياء الخمسة على متن السَّفينة، في بداية موسم 2012-2013 يتعاقد الفريق مع الفرنسي بول بوغبا قادمًا من مانشستر يونايتد الانجليزي بالمجان.

بعد فوز اليوفي باللَّقب الأوَّل بعد العودة، راهن الجميع على عدم استمراريَّة البانكونيري واعتلاءهم منصّات التَّتويج، خاب ظن الجميع، تُوِّجت السَّيِّدة العجوز بثلاثة مواسم متتالية بلقب الدَّوري الايطالي في عهد كونتي قابله إخفاق أوروبي بعض الشَّيء حيث أُقصي الفريق من الدور ثمن النِّهائي بعد الخسارة ذهابًا وايابًا على يد بايرن ميونخ موسم 2012-2013، بعدها أُقصي من دور المجموعات في الموسم الذي تلاه بعد لعب المباراة أمام غلطة سراي على أرضيَّة ملعب لا تصلح لرعي البعير- أجلَّكم الله.

مع نهاية الموسم أعلن كونتي رحيله عن النّادي ليتولّى تدريب المنتخب الإيطالي، ويُعَيَّن الإيطالي ماسيمليانو أليغري خلفًا له.

في بداية موسم 2014-2015، يعود السَّهم الأشقر نيدفيد والقنّاص تريزيغيه لليوفي، الأوَّل رئيسًا تنفيذيًا ليصبح فيما بعد نائبًا لأنييلي، والثّاني سفيرًا للفريق في مكاتب الاتِّحاد الاوروبي وكشّافًا للمواهب في أميركا الجنوبيَّة.

عهد ماكس، تألُّق محلّي مستمر، العودة لبرلين ورحيل بيرلو وفيدال وتيفيز

عهد أليغري لم يكن أقل لمعانًا من عهد كونتي محليًا، فحقَّق الثُّنائيَّة بتتويجه بلقب الدَّوري الايطالي والكأس في موسمه الأوَّل مع الفريق.

نقطة التَّحوُّل لم تكن محليًا بل كانت أوروبيًا، حيث تأهَّل إلى نهائي دوري الأبطال ليضرب موعدًا مع برشلونة في برلين.

برلين؟!، نعم سنعود الى برلين حيث كان موعدنا مع الذَّهب هناك قبل تسعة أعوام، سنبحر إلى برلين ثانيةً، معالم الرِّحلة تبدو مختلفة، جيجي هو الوحيد الموجود على متن السَّفينة ممَّن كانوا عليها قبل تسعة أعوام.

هذه المرَّة لم تعد الكتيبة من برلين متوَّجةً،  فقد خسر النِّهائي أمام برشلونة الفريق الذي لا يُقهَر حينها، لكن كان كافيًا لبوفون ورفاقه شرف المحاولة بعد أداء بطولي، وعلى الأقل لن يعودوا هذه المرَّة إلى إيطاليا غارقين.

في نهاية الموسم الأوَّل لأليغري قرِّر بيرلو وفيدال الرَّحيل، وكان لهما ما أرادا، فالأوَّل عاد إلى ألمانيا من بوّابة النادي البافاري "ليفوز بالبطولات"، على حدّ قوله، والآخر رحل للاحتراف في الدَّوري الأميركي من بوّابة نيو يورك سيتي.

تحدٍ جديد لماكس ورحيل بوغبا

بعد رحيل بيرلو وفيدال وتيفيز كان هناك تحدٍ كبير أمام اليغري الذي فقد أهم ركائز خط الوسط في الفريق لتعوضهم الإدارة بسامي خضيرة من ريال مدريد بصفقة انتقال حر، وستورارو من جنوى وديبالا من باليرمو.

بداية الموسم كانت كارثيَّة ولم تبشِّر بالخير، فبعد الجولة السّابعة كان الفريق في المركز الرابع عشر بانتصار واحد فقط وخمسة هزائم.

على أليغري وكتيبته الآن تدارك الأمر، حيث نزلوا من على متن السَّفينة وبدأوا يتسلَّقون جبال الألب، كانت رحلةً مليئةً بالمصاعب والعثرات، لكن رجال أليغري كانوا أهلًا لهذا التَّحدّي، صنعوا التّاريخ مجدَّدًا وأنهوا موسمهم في المركز الأوَّل أبطالًا للدوري للمرَّة الخامسة على التَّوالي، وتُوِّجوا بلقب كأس ايطاليا للموسم الثاني على التَّوالي.

مع نهاية الموسم قرَّر بوغبا الرَّحيل والعودة لمانشستر، بعد شدٍ وجذب انتقل إليهم بصفقة قياسيَّة قُدِّرت بـ105 مليون يورو بعد أن استقطبه الفريق بالمجان عام 2012.

سوق انتقالات مثمر، هيمنة إيطاليَّة مستمرَّة ونهائي ثان خلال ثلاث سنوات

"من الصَعب بلوغ القمم لكن الأصعب المحافظة عليها"، هذه المقولة لم تثبت صحَّتها مع أليغري واليوفي، فالفريق يحسم لقبه السّادس على التَّوالي بالدَّوري الايطالي، ويضرب موعدًا مرتقبًا مع لاتسيو في نهائي كأس ايطاليا للمرَّة الثّالثة على التَّوالي، ويصل مجدَّدًا إلى نهائي دوري الأبطال ليضرب موعدًا لقمَّة مرتقبة مع ريال مدريد في كارديف، ليصبح الرَّقم الصَّعب في أوروبا والفريق الوحيد الذي يلعب من أجل الثُّلاثيَّة هذا الموسم.

سوق الانتقالات المثمر الذي قامت به إدارة السَيِّدة العجوز هذا الموسم باستقطاب كلًا من هيغوين من نابولي بعد دفع الشَّرط الجزائي المقدَّر بـ90 مليون يورو، بيانيتش من روما وألفيس من برشلونة بالمجان بالإضافة إلى إعادة اكتشاف أليغري لماريو ماندزوكيتش بتغيير مركزه، وتألُّق بوفون وخط دفاعه الذين استقبلوا ثلاثة أهداف فقط هذا الموسم في دوري الأبطال، كانوا كفيلات بإيصال اليوفي إلى ما وصلوا إليه هذا الموسم.

ها هو الفريق الذي نزل عن سفينته الموسم الماضي يصل إلى أعلى قمَّة من قمم جبال الألب، ليطيروا من هناك إلى كارديف باحثين عن التَّتويج بذات الأذنين.

وماذا بعد؟

عندما نتحدَّث عن اليوفي فإنَّنا نتحدَّث عن مشروعٍ بعينه، مشروعُ لعشرات بل لمئات السِّنين، مشروع لا يفنى ولا يزول، إنَّما يتجدَّد، دومًا بتجدَّد من حالةٍ الى أخرى.

هذا المشروع يجب أن يُدَرَّس في جامعات أوروبّا، مسيرةٌ يجب أن تعرضها شركة الأفلام العالميَّة هوليوود من خلال أفلامها.

ليس مفهوم ضمنًا لناد كان قبل عشر سنوات في الدَّرجة الثّانية، أن يصل مرَّتين خلال ثلاثة أعوام إلى نهائي دوري الأبطال.

فلأجل هذا كلُّه، لأجل من رحل ليفوز بالألقاب، لأجل من هرب من السَّفينة خوفًا من الغرق، لأجل الأوفياء الخمسة، لأجل أفضل حارسٍ في التّاريخ، لأجل من لعب في "السّيريا بي" وهو في قمَّة مستواه، لأجل من تمنَّعت عنه ذات الاذنين، لأجل كل ذلك، إفعلوها يا رجال البيانكونيري العظيم، إفعلوها نرجوكم، "لأجل العنكبوت".  

التعليقات