تحليل خاص: ملاحظات وانتقادات بعد مباراة فرنسا وأستراليا

قدَّمت أستراليا مباراة ممتازة، كانت تنقصها بعض التَّفاصيل الصَّغيرة لإنهاء المباراة على الأقل بتعادل و هذا بفضل رجالها فوق الميدان، كان أبرزهم موي الذي تحكَّم في وسط الميدان بشكل رائع.

تحليل خاص: ملاحظات وانتقادات بعد مباراة فرنسا وأستراليا

تخطى منتخب فرنسا أمس، السبت، عقبة أستراليا بصعوبة بعد الفوز عليه بنتيجة هدفين مقابل هدف، وسط أداء باهت للديوك أحد المرشحين للفوز بكأس العالم الحالية.

وسجَّل لفرنسا كل من أنطوان غريزمان في الدَّقيقة 58 من ضربة جزاء، وبول بوغبا عند الدَّقيقة 81، بينما أحرز هدف الأستراليّين الوحيد اللّاعب، ميلا يديناك، من ضربة جزاء عند الدَّقيقة 62. 

 

منتخب فرنسا

بدأ ديدييه ديشامب المباراة بخطَّة 4-3-3 تتحوَّل إلى 4-5-1 دفاعيًا. تشكيلة خلت من المفاجآت، حيث لعب هوغو لوريس في حراسة المرمى، بافارد، أومتيتي، فاران ولوكاس هيرنانديز في خطّ الدِّفاع، في خط الوسط لعب كل من بوغبا، كانتي وتوليسو، بينما في خط الهجوم لعب كل من ديمبيلي، غريزمان وامبابي.

 

منتخب أستراليا

بدأ المنتخب الأسترالي المباراة بتشكيلة 4-2-3-1 دفاعيَّة متأخِّرة، تضمَّنت محورين دفاعيَّين، وتضمنت هجوما يُساند الدِّفاع، وقد كانت على النَّحو التّالي:

الشَّوط الأوَّل:

رغم الفروق في مستوى القوى الفرديَّة بين الفريقين، إلّا أنَّ المنتخب الفرنسي خيَّب الآمال في الشَّوط الأوَّل ولم يقدِّم المستوى المطلوب لعدَّة أسباب، أهمّها التَّنظيم الدِّفاعي المميَّز لمنتخب أستراليا، وغياب الحلول في ظلّ المستوى الباهت لعدَّة لاعبين مثل غريزمان الذي لم نشاهد تحرُّكاته المعهودة، ولم نشعر بخطره أمام المرمى بالإضافة إلى فشل مبابي وديمبيلي في صناعة الفرص، والمبالغة في المحاولات الفرديَّة التي لم ينجحا بصناعتها.
أمّا بالنِّسبة للمنتخب الأسترالي، فقد فاجأنا بتماسكه الدِّفاعي بخطَّة 4-2-3-1، تقليص المساحات، ومحاصرة مفاتيح لعب فرنسا بمراقبة لصيقة لبوغبا ومبابي وديمبيلي. أمّا هجوميًا فحاولوا المباغتة بتحويل الخطة إلى 4-3-3 والاعتماد على الكرات العالية في عمق الدِّفاع، هذه المحاولات لم تُكَلَّل بالنَّجاح، لكنَّها شكَّلت خطورة على المنتخب الفرنسي في بعض الأحيان.
مشكلة فرنسا كانت في التَّشكيل الأساسي الذي اختاره ديشامب، وبالذّات في خط الوسط، حيث اعتمد على توليسو وكانتي وبوغبا معًا، إذ أنَّ هذا الثُّلاثي يملك خصائص دفاعيَّة كبيرة، وفي مباراةٍ أمام منتخبٍ مثل المنتخب الأسترالي، كان بإمكانه إقحام لاعب خط وسط يملك خصائص أكثر هجوميَّة مكان توليسو، أو تكليف بوغبا بوظائف هجوميَّة فقط، على رأسها بناء اللَّعب.
مشكلة فرنسا الثّانيَّة تمثَّلت في الثُّلاثي الهجومي، ثلاثي الهجوم للمنتخب الفرنسي يعتمد على اللّامركزيَّة، لكن عند الاعتماد على هذا الأسلوب يجب أن يكون اللّاعبون بكامل تركيزهم. فإذا نظرنا إلى خارطة تحرُّكات هذا الثُّلاثي نجد أنَّ تحرُّكاتهم كانت في نفس المنطقة تقريبًا، ما أدّى إلى بلبلة وعدم تفاهم بين مهاجمي منتخب فرنسا.

الشَّوط الثّاني

ظهر المنتخب الفرنسي في الشَّوط الثّاني أكثر نديَّة من الأوَّل، مع تقدُّم لاعبي الوسط قليلًا نحو الأمام لاستلام الكرة في مناطق الخصم، الأمر الذي أربك الدفاع الأسترالي قليلًا، سجلت على أثرها فرنسا هدف من ضربة جزاء مستحقَّة، تبعها خطأ كارثي من أومتيتي عدَّل على أثره المنتخب الأسترالي النَّتيجة.
بعد هدف التَّعادل الأسترالي، غابت القوَّة الذِّهنية لفرنسا، حيث لم يكن هناك رد فعل إيجابي بعد التَّعديل تبعتها عدَّة محاولات لأستراليا بنفس الأسلوب الهجومي للشَّوط الأوَّل، لكن سرعان ما تفطَّن ديشامب للأمر واتَّخذ قرار التَّغيير بدخول جيرو ونبيل فقير، ليحاول المنتخب الفرنسي الهجوم وبناء اللَّعب من العمق، الأمر الذي أعاد فرنسا للسَّيطرة مجددًا مع خلق الفرص، ونتيجة هذا التَّغيير سجَّلت فرنسا هدفها الثّاني وسيَّرت المباراة بعدها بذكاء لتفادي التَّعديل.
دخول ماتويدي حرَّر وسط منتخب فرنسا، فأصبح فقير يلعب كصانع ألعاب، وخلفه كانتي وبوغبا.

نقطة ضوء

أستراليا:
قدَّمت أستراليا مباراة ممتازة، كانت تنقصها بعض التَّفاصيل الصَّغيرة لإنهاء المباراة على الأقل بتعادل و هذا بفضل رجالها فوق الميدان، كان أبرزهم موي الذي تحكَّم في وسط الميدان بشكل رائع.

أصغر لاعب في البطولة:
سجَّل لارزاني، أصغر لاعب في البطولة حضوره في اللِّقاء بعد دخوله كبديل من جانب أستراليا.

نبيل فقير:

قلب اللِّقاء وزاد الضَّغط الهجومي لفرنسا، كان أفضل من ديمبيلي، وكان سببًا في فوز فرنسا باللِّقاء.

ملاحظات وانتقادات:

لم يتوقَّع أحد أن يدخل المنتخب الفرنسي المونديال بأداء باهت، ينتظر ديشامب الكثير من العمل إن أراد الفوز بالبطولة.

رجل المباراة:
دون منازع، ورغم الخسارة، فإنَّ رجل المباراة كان موي لاعب المنتخب الأسترالي، خلق التَّوازن بعض الشَّيء في خط وسط المنتخب الأسترالي، وساند الفريق دفاعيًا وهجوميًا.

وأخيرًا

الأمر الجيد لديشامب أّنها المباراة الأولى، وينتظره عمل كبير للوصول إلى المستوى الذي يمكِّنه من الوصول إلى اللَّقب، بما أنَّه يملك تشكيلة من أقوى التَّشكيلات في البطولة.

 

التعليقات