دوري الأبطال: السيتي "المضطرب" يستأنف البحث عن اللقب الضائع

لم يفز السيتي، المملوك إماراتيا، بلقب دوري أبطال أوروبا إطلاقا، كما أن غوارديولا تحديدا المتوّج مرتين كمدرب لبرشلونة، لم يفعل ذلك منذ 2011 في موسمه قبل الأخير في كامب نو. كان قاب قوسين أو أدنى من إحراز

دوري الأبطال: السيتي

(Gettyimages)

يستأنف مانشستر سيتي الإنجليزي سعيه نحو إحراز باكورة ألقابه في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما تحلّ كتيبة المدرب الإسباني بيب غوارديولا على لايبزيغ الألماني في ذهاب ثمن النهائي الأربعاء، لكن الأمور لا تسير على ما يرام في صفوف "سيتيزنس" على أرض الملعب أو خارجه.

وبدا أن السيتي وجّه رسالة في الدوري المحلّي عندما هزم آرسنال 3-1 في عقر دار الأخير منتزعا منه الصدارة الأسبوع الماضي، قبل أن يتخلّى عنها بعد أربعة أيام بسقوطه في فخ التعادل مع نوتنغهام فوريست 1-1.

كما يخوض الفريق مبارياته في مختلف المسابقات وسط غيوم ملبّدة، بعد اتهام النادي بأكثر من 100 خرق للقواعد المالية والتي تعود إلى موسم 2009-2010.

ووصف المدافع كايل ووكر تنازل فريقه عن صدارة الدوري الإنجليزي بأنه "غير مقبول" وقال في هذا الصدد "في بعض الأحيان يكون الأمر يتعلق بكرة القدم وفي بعض الأحيان بالعاطفة". وتابع "كل مباراة يجب أن يتم مقاربتها بالطريقة ذاتها مثل نهائي الكأس".

قد يتحوّل فارق النقطتين الذي يفصل آرسنال عن سيتي إلى 5، في حال فوز آرسنال على إيفرتون في مباراة مؤجلة.

وتعاني كتيبة غوارديولا من عدم استقرار في المستوى الفني، قبل خوض غمار المسابقة التي يلهث وراءها في السنوات الأخيرة.

لم يفز السيتي، المملوك إماراتيا، بلقب دوري أبطال أوروبا إطلاقا، كما أن غوارديولا تحديدا المتوّج مرتين كمدرب لبرشلونة، لم يفعل ذلك منذ 2011 في موسمه قبل الأخير في كامب نو. كان قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب القاري عندما بلغ النهائي، لكنه خسر أمام جاره تشيلسي بهدف عام 2021.

كان من المتوقع أن يكون التعاقد مع الهداف النرويجي إيرلينغ هالاند القطعة الأخيرة لبلوغ قمة الهرم الأوروبي. صحيحٌ بأن النرويجي سجل الأهداف المتوقعة منه بدليل امتلاكه 32 هدفا في مختلف المسابقات هذا الموسم حتى الآن، لكن البعض يعتقد بأن تواجده يفسر في مكان ما تراجع اللعب الجماعي في سيتي.

وفي مقارنة بين الموسم الحالي والماضي، خسر حامل اللقب 20 نقطة في 24 مباراة مقارنة بـ21 نقطة في موسم 2021/22 بأكمله.

على الرغم من غلة هالاند المرتفعة من الأهداف، فقد سجل السيتي عددا أكبر من الأهداف في هذه المرحلة من الموسم الماضي.

أما من الناحية الدفاعية، فيبدو الفريق أكثر عرضة للهجمات المرتدة وهي مشكلة لم يساعدها قرار غوارديولا بالسماح للظهير البرتغالي جواو كانسيلو بالانضمام إلى بايرن ميونخ الألماني على سبيل الإعارة في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة، ما تركه بدون ظهير أيسر طبيعي. وبالتالي تمت الاستعانة بأربعة لاعبين لشغل هذا المركز وهم الهولندي نايثن آكيه، الإسباني إيمريك لابورت، اليافع ريكو لويس وحتى صانع الألعاب الرائع البرتغالي برناردو سيلفا في المباريات الأخيرة.

وأعرب غوارديولا عن رضاه من أداء فريقه ضد نوتنغهام فوريست رغم افتقاد فريقه إلى غريزة قاتلة كلّفته نقطتين. لكنه في المقابل لم يتردّد في توجيه انتقادات مبطنة إلى لاعبيه بعد نهاية كأس العالم، لعدم إظهارهم الرغبة في البقاء على قمة الدوري الإنجليزي، وهو نهج لا يلجأ إليه المدرب الكاتالوني عادة.

لا يمكن أن يكون إيجاد الحافز لدوري الأبطال أمرا صعبا. ويقول حارس سيتي البرازيلي إيدرسون عن سعي سيتي للفوز بدوري الأبطال "نحن نلاحقها. أعتقد أننا مجموعة رائعة وهذا يظهر مدى تطور النادي على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية مع ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز والألقاب في كأس الرابطة وكأس إنجلترا ودرع المجتمع".

وأضاف "لذا فإن هذا اللقب هو ما يحتاجه النادي. إنه ما نحتاجه نحن اللاعبون وغوارديولا هنا في النادي أيضا. هذا العام، سنحاول تحقيق اللقب".

ثمة حافز إضافي للاعبي السيتي بالتتويج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه، ويكمن في عدم معرفة متى قد يحصل السيتي على فرصة لخوض غمار دوري أبطال أوروبا بسبب الكم الهائل من المخالفات المالية. إذا ثبتت إدانة السيتي، فإن عقوبة كبيرة بالنقاط أو حتى الهبوط يمكن أن تلحق ضررا كبيرا بالنادي الذي خاض غمار البطولة القارية الأهم في المواسم الـ12 الأخيرة.

التعليقات