كل الأوصاف كل الحروف والكلمات رغم بلاغتها وحسن صياغتها ظلت عاجزة عن كتابة سطور مقال يعطي البطل العالمي للكراتيه يحيى سرحان من نحف حقه، وضعت مجهري للتنقيب عن سيرته الرياضية، فأدركت أن نجاحاته تسطع كنور الشمس الثاقب في عالم الرياضة، منذ أن كان في التاسعة من عمره انضم لتدرب رياضة الكارتيه بدعم من عائلته وخاصة من أبيه.
'القوى البدنية والعقلية هي هبة من الله تعالى علينا أن جعلها دائما في مستوى هذه الهبة المقدسة'، بهذه الكلمات بدأ بطل الكارتيه يحيى حديثه لمراسلة 'عرب48'، وقال:' بدأت رياضة الكاريته لأجعل من جسدي النحيل سلاح قوي كبير، فقمت بالدمج بين التمرينات الرياضية والنظام الغذائي والتدريب على رفع الأثقال والتأمل، الى أن تفوقت في موهبتي وشاركت بالبطولات المحلية ، وحصلت على بطولة البلاد في العام 2010 و 2011 و2012 وشاركت ببطولات محلية في معهد 'فينجيت'، وجامعة تل أبيب وبطولات أخرى مع منتخب الدولة في ، وأبرز المباريات التي تركت أثراً كبيرا في حياتي، في اللقاء الذي شارك به 250 لاعبا كارتيه محلي وعالمي والتي تم تنظيمها في نحف، واليوم أنا حاصل على الحزام الأسود 'دان2' المعترف به عالميا'.
' إبحث عن أفضل ما يناسبك ولا تقيد طبيعتك'
يتحدث بطل الكارتيه سرحان عن فنون القتال بلهفة ويقول:' ثمة العديد من فنون القتال التي تتناسب مع احتياجات مختلف الأفراد، إذا أردت شحذ تنسيقك وأن تصبح مرنا وسريعا، فعليك بتدريبات 'القبضة الطويلة'، ولكن إن كنت تبغي الاسترخاء والقوة الذهنية فليس لك إلا 'تايجي تشوان'، أي ملاكمة الظل، وعليك أن تعرف بدنك، حدوده وقدراته، فقد ابتكرت نظم تدريب مختلفة لتتناسب مع مختلف الأشكال، بحيث إذا حدث عدم توافق لا يكون بوسعك إجادة الفن أيا كانت جهودك في التدريب، فقد يبدو الأمر متعنتا إلى حد ما ولكن إبحث عن أفضل ما يناسبك ولا تقيد طبيعتك'.
تُصُنف رياضة الكارتيه التي يمارسها يحيى سرحان بـ'الكارتيه التنافسية' وهي مصنفة كرياضة ذات منازلات حرة يخوض بها المتنافسان النزال دون اتباع أساليب فنية معدة مسبقا، وهي مبنية على السرعة في الحركة وردة الفعل، وترتكز على عدم التسبب بأذى للمنازع ذلك أنها الرياضة الوحيدة التي لا يلبس بها المتنافسان أية قناع للحماية من الضربات، يحيى والذي يمارس رياضة المشي يوميا 12 كم صباحا، ويتدرب خمسة أيام بالاسبوع يؤكد لـــ'عرب 48' بأنه 'عندما يضع الانسان خطة لحياته ومستقبله بحياته سيلقى النجاح، وسيتجاوز كل الصعاب والعراقيل بل سيحقق الدرجات العليا من النجاح'.
عشرة بطولات عالمية
يحيى والذي حاز على عشرة بطولات عالمية في رياضة الكارتيه منها بطولة دولية في تركيا، الشوتكان وكرواتيا، هنغاريا، ايطاليا، وأبرز مباراة دولية كانت في تشيكيا، بحيث تمكن البطل سرحان من مبارزة خمسة لاعبين خلال مباريات متواصلة وتغلب على ثلاثة لاعبين وأبطال دوليين ومسيرة الإنجازات والبطولات مستمرة، يحلم بأن ينضم لمنتخب عربي يستطيع من خلاله خوض تجربة رياضة الكراتية عربياً من الخليج وحتى أفريقيا'.
البطل يحيا سرحان يعتقد بأنه 'وبالرغم من أن حدود النجاح للعربي في مناطق 48 محصورة في بقعة صغيرة ،إلا أنه يعتبر السماء هي الحدود لحلمه، وأتمنى أن يفسح لنا المجال لخوض تجارب رياضية مع منتخبات عربية ، فانا ما يهمني هو رفع اسم المجتمع العربي في الداخل ومسقط رأسي قرية نحف، وتحقيق آمالي على الصعيد الرياضي، هذه الأحلام تجعلني أقف شامخا أمام منافسي على أرضية المباريات، وأثناء المباراة لا افكر سوى بالفوز وتسجيل أعلى النقاط،وهذا ما يجعلني أتألق دون تردد في جميع المباريات'.
وعن الصعوبات التي تواجه يحيى سرحان قال:' هنالك الكثير من الصعوبات ولا بد من التنويه عنها دون أية تردد، الصعوبة الاولى عدم توفير دعم مادي للرياضيين العرب في البلاد، وهناك تقصير كبير بحقنا من هذا الجانب، مع الأسف أنا أتحمل كل تكاليف السفر والإقامة ومصاريف المشاركات في البطولات العالمية ولم أحصل على دعم مادي، السؤال لو كان البطل في رياضة الكارتيه ليس بعربي هل كان سيحصل على تجاهل وعدم الاكتراث لدعمه، من جانب آخر أؤكد بأنني حصلت على دعم من رئيس المجلس المحلي في نحف عمر اسماعيل ومدير قسم الرياضة جمال عبد الكريم وعضو المجلس سميح ايوب، وهم داعمين أساسيين، ولكن لماذا لا تتقاسم المؤسسات المسؤولة أعباء الأمور المادية'.
من المستحيل للاعب كراتيه أن يعتزل الرياضة
وتابع:' للأسف يتوجه اليّ الكثيرون لينصحوني بإعتزال عالم الرياضة لأنهم يفكرون فقط بالجانب المادي، ويتتساءلون عن مصيري والأموال التي قد أجنيها من وراء ممارستي لرياضة الكارتيه، ولكن اجيب يكفي أن ابني لبلدي ولشعبي المجد من خلال هذه الرياضة'.
وعن تأثير الأوضاع السياسية على المسار الرياضي قال يحيى سرحان: 'علينا أن نضع سوراً واقياً أمام القضايا السياسية والرياضية وأن نكون معتدلين بكل الامور وأن نجعل الرياضة مساراً للسلام والتعاون، ونحن في المجتمع العربي نعاني من نقص كبير بالميزانيات الأمر الذي تسبب بفجوات بين المجتمعين اليهودي والعربي واتساع الفجوة كبير على الصعيد الرياضي، وقد أغلقت الكثير من المراكز الرياضية لتعليم الكارتيه بسبب عدم توفر ميزانيات لإبقائها، وهناك رياضات غير معروفة لمجتمعنا العربي مثل رياضة الجودو ورياضة التيكواندو المعروفة بكل العالم، فانا اشعر بان هنالك تغاضي مقصود عن عدم دعم لتلك الرياضات من قبل المؤسسات الرسمية، الأمر الذي يتسبب بدخول نسبة قليلة من شبابنا لعالم الرياضة وخاصة في مجالات الكراتية والجودو'.
واختتم بطل الكارتيه يحيى سرحان حديثه برسالة للمسؤولين في السلطات المحلية وممثلي الجمهور في جميع المؤسسات جلب ميزانيات للرياضة في مجتمعنا العربي وعدم الإنتظار حتى تأتي الميزانيات لصناديق السلطات المحلية فهي إن وصلت تبقى شحيحة، ولا بد من الثناء على مدربي الحكم الدولي جمال سعدة ولعائلتي وخاصة والدي جمال سرحان الذي رافقني في كل خطواتي في عالم الرياضة'.
التعليقات