06/11/2017 - 14:04

العنصرية في الجامعات... مرآة المجتمع الإسرائيلي

كشفت حادثة طرد محاضر في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة "بار إيلان"، قبل أسبوعين، طالبة عربية بعد أن رفضت الانصياع لطلبه بخلع الحجاب خلال محاضرته، وجه العنصرية وحالة العداء التي تتغلغل في الجامعات ومؤسسات التعليم والمجتمع الإسرائيلي.

العنصرية في الجامعات... مرآة المجتمع الإسرائيلي

(عرب 48)

كشفت حادثة طرد محاضر في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة "بار إيلان"، قبل أسبوعين، طالبة عربية بعد أن رفضت الانصياع لطلبه بخلع الحجاب خلال محاضرته، وجه العنصرية وحالة العداء التي تتغلغل في الجامعات ومؤسسات التعليم والمجتمع الإسرائيلي.

وأثارت الحادثة العنصرية ردود فعل غاضبة ومستنكرة رغم أن المحاضر قام بالاعتذار للطالبة وتم توبيخه من قبل إدارة الجامعة التي تعرضت لإحراج كبير، ودعته لجلسة استماع في لجنة الطاعة، في وقت انتقد محاضرون زميلهم بسبب هذا التصرف العنصري.

قال بعض الطلاب العرب في الجامعة إن 'الطالبة المذكورة كانت العربية الوحيدة في القاعة، حيث أنها اختارت هذا المساق الاختياري في علوم الشرق الأوسط، غير أن المحاضر عند قراءة الأسماء حين قرأ اسمها رفعت يدها فرآها تضع الحجاب على رأسها، وجه لها حديثه قائلا إن "هذه جامعة يهودية، وهذا اللباس (مشيرا إلى حجابها) غير لائق هنا، وإذا كان حديثي لا يعجبك عليك الخروج من المحاضرة"، فخرجت الطالبة من المحاضرة باكية دون أن تنبس ببنت شفة، وتوجهت إلى الجهات المسؤولة، في حين لم يتحرك أحد الطلاب الحاضرين ولم يعترض على أقوال المحاضر".

الطلاب العرب في "بار إيلان"

يدرس عدد كبير من الطلاب العرب في الجامعة المذكورة ويزداد عددهم من سنة لأخرى. يبلغ عددهم 1350 طالبا، فقد سَجل للجامعة هذا العام 220 طالبا لدراسة المواضيع المختلفة، يتعلمون اللغة الإنجليزية اللغة العربية والبصريات وتصوير الأشعة وغيرها.

في وجه العنصرية

شيرين عساف

قالت الطالبة شيرين عساف لـ"عرب 48" إن "الطلاب العرب كلهم مع الطالبة المذكورة. نعي كطالبات وخاصة المحجبات منا الإساءة التي تعرضت لها الطالبة من قبل المحاضر، وتبعاتها وانعكاساتها. نحترم قرارها بعدم نشر اسمها لأسبابها الشخصية، ونحن نؤكد أننا معها قلبا وقالبا".

وأكدت أن "ما حصل هو أمر تعسفي، بكل ما تعنيه الكلمة، الطالبة تعرضت لاعتداءين، الأول لأنها محجبة وملتزمة دينيا، والثاني لأنها عربية، وهذا التصرف العنصري غير مقبول تماما. كان على المحاضر ألا يسمح لنفسه بهذا التصرف، وبدلا منه أن يشجع تعدد الثقافات والأديان والحضارات، لكنه اختار طريق العنصرية".

وختمت عساف بالقول إن "ردود فعل كثيرة بدت واضحة في الجامعة من قبل الطلاب وإدارة الجامعة، إلا أن رد فعل الأغلبية كان الاستنكار والشجب لما حصل، كما أننا نثمن قرار الجامعة التي استنكرت وأرغمت المحاضر على الاعتذار فورا وأكدت أنها سوف تتخذ إجراءات ضده".

انتهاك حرية الإنسان

وقالت الطالبة إيمان عبد القادر لـ"عرب 48" إن "هذه الحادثة العنصرية تعتبر انتهاكا للحريات الإنسانية قبل الدينية، ومن المفترض كبشر أن نحترم آراء بعضنا البعض وإن اختلفنا بها".

إيمان عبد القادر

وأضافت أن "هذا الحدث لم يمس فقط الطالبة نفسها، إنما مس جميع الطلاب العرب في الجامعة والمواطنين العرب في البلاد بشكل عام. نظرتي للجامعة لم تتغير بعد الحادثة، لأنه كان استنكارا ورفضا شديدا من قبل الإدارة، وهذا هدأ روع الطلاب العرب، وما أقدم عليه المحاضر يعتبر عملا فرديا لا يمثل سوى المحاضر نفسه".

وختمت عبد القادر بالقول إن "الطلاب العرب في الجامعة سوف يعملون كل ما بوسعهم كي لا تتكرر هذه الحوادث مرة أخرى".

لأنها عربية

وقالت الطالبة ليلى سليمان لـ"عرب 48" إن "هذه الحادثة العنصرية كان من الممكن أن تحدث مع أي طالبة عربية أخرى، حتى ولو لم تكن متدينة، فقط يكفي أنها عربية لتواجه هذه التفوهات العنصرية".

وأعربت عن تضامنها مع الطالبة المذكورة، وتوجهت لها وللطلاب العرب بالقولل: "أتوجه من هنا للطالبة ولكل الطلاب العرب بأننا معهم في هذه القضية ونساندهم فيها لأنها قضيتنا جميعا".

ليلى سليمان

وختمت سليمان بالقول إن "أهلي تواصلوا معي بعد هذه الحادثة خوفا منهم علي، علما أني محجبة أيضا وظنوا أن الحادثة حصلت معي، وهذا أمر طبيعي أن يخاف الأهل بعد هذه الحادثة، لكن الأهم من ذلك هو أننا نعلم كيف نتصرف إذا تعرضنا لحادثة كهذه، ولو أن هذه الحادثة حصلت معي شخصيا لما كنت سكتت على هذا التصرف".

وقال الطالب باسل محاجنة لـ"عرب 48" إن "هذه الحادثة مست بي كطالب عربي لأن الحجاب يمثل الإسلام. هذا العمل ساذج ومستنكر، وأعتقد أنه عمل فردي ولم أصادف أي حادثة عنصرية في الجامعة منذ بدأت درستي بهذه الجامعة.

باسل  محاجنة

وأشار إلى أن "هذا العمل أثر سلبا على الجامعة التي تسعى منذ سنوات من أجل استقطاب الطلاب العرب، لكن بعد هذه الحادثة سيتردد الكثير من الطلاب العرب بالدراسة فيها".

وعن معاناة الطلاب، قال محاجنة إن "الطلاب العرب يعانون أكثر منذ دخولهم الجامعة من أمرين هما اللغة العبرية الجامعية في المحاضرات، والمسؤولية في الحياة الجامعية".

المطالبة بإقالة المحاضر

وقال الطالب علي حجازي لـ"عرب 48" إنه "بداية لم أصدق أن هذه الحادثة العنصرية حصلت في جامعتنا، حتى بدأ الخبر ينتشر كالنار في الهشيم. لم أصدق أن الجامعة التي تحترم حرية الدين والعبادة وتشمل مصلّييْن يحدث فيها هذا، لأنه يتناقض مع مبادئها، وأعتقد أن هذا العمل كان فرديا".

وأضاف أنه "توجهت إلى المركز لمناهضة العنصرية وأصدرنا بيانَ استنكار في هذا السياق، ووجهنا رسالة باسم طلاب عرب ويهود أيضا، مطالبين الجامعة بإقالة المحاضر بشكل واضح وصريح دون تأتأة".

علي حجازي

وختم حجازي بالقول إن "الطلاب العرب في الجامعة يعانون من انعدام إطارٍ يرعى قضاياهم طيلة الوقت، ومن هنا نعزم على إقامة اتحاد طلبة في الوقت القريب".

وقال عميد الطلبة في الجامعة، رفعت سويدان، لـ"عرب 48" إن "هذا العمل الذي قام به المحاضر، دون شك، مخز ومسيء جدا للطالبة. الجامعة بدأت بتقصي الأمور تجاه المحاضر منها تقديمه للجنة الطاعة وتوجيه شكوى ضده في مكان خصص لعمله، غير أنه أجبر على الاعتذار للطالبة، وفي الأيام القريبة سوف يتم البت بعمله أو إقالته من الجامعة".

وأضاف أن "الصورة العامة للجامعة تضررت كثيرا بعد الحادثة، كون الجامعة تحظى بنظرة احترام من قبل المواطنين، عمل 5 أعوام لتغيير النظرة تجاه الجامعة ذهب سدى بسبب عمل فردي".

وختم سويدان بالقول إنه "على المدارس العربية تقع مسؤولية كبيرة من خلال عدم جاهزية طلابها للجامعات، إذ يعاني الطلاب العرب بعدم تأقلمهم خاصة في العام الأول لهم، لكننا في الجامعة واتحاد طلبة نقدم دائما المساعدات للطلاب في شتى المجالات من خلال المواصلات وإيجاد سكن لهم، ودروس تقوية وغيرها".

التعليقات