25/06/2015 - 10:47

حيفا: إنما الأعمال بالتعاونيات

تطرّق عيد لتجربة التعاونيات خلال الانهيار الاقتصادي الذي حصل في العام 2008، وقال إن "التعاونيات، هي الوحيدة التي استطاعت أن تحافظ على وجودها وكيانها واستمراريتها مقابل انهيار شبه كامل للشركات الكبيرة".

حيفا: إنما الأعمال بالتعاونيات

قدّم المحاضر والباحث في العلوم الإنسانية أمس الأربعاء، د. رامز عيد، في مقهى تعاونية 'المحطّة' في مدينة حيفا، محاضرة تحت عنوان 'إنما الأعمال بالتعاونيات'، لتسليط الضوء على تجربة التعاونيات في العالم، إيجابياتها، وشرح عام حول مفهوم التعاونيات.

وافتتحت عضو تعاونية المحطّة، يارا سعدي، الندوة بسرد بسيط لتاريخ 'المحطة' وأهدافها وسبب إقامتها كتعاونية. وافتتح بعدها د. عيد المحاضرة قائلاً إن 'فكرة التعاونيات موجودة منذ أكثر من 150 عاماً في أماكن عديدة في العام، والسبب الأساسي لتنظيم التعاونيات هو كونها وسيلة جيدة للحفاظ على الاقتصاد المحليّ'.

وتطرّق عيد بعدها لمفهوم التعاونية وقال إنها 'ليست للربح، وليست جمعية خيرية، إنما للخدمة وتخضع لملكية الأعضاء فيها، أمّت بالنسبة للأرباح، وفي حال وُجدت، فتوزّع بين أعضاء التعاونية'.

وتطرّق بعدها عيد لتجربة التعاونيات خلال الانهيار الاقتصادي الذي حصل في العام 2008، وقال إن 'التعاونيات، هي الوحيدة التي استطاعت أن تحافظ على وجودها وكيانها واستمراريتها مقابل انهيار شبه كامل للشركات الكبيرة'.

وأضاف أنه 'بعد الانهيار الاقتصادي في العام 2008، حصل ارتفاع ملحوظ في أعداد التعاونيات في العالم، حتى أن العديد من الحكومات منها البريطانية أخذت تشجّع على إقامة تعاونيات، وكان نائب رئيس الحكومة البريطانية قدّم اقتراحاً أن يكون لكل عامل الحق أن يملك جزءا في الشركة كحق وليست إمكانية، وهذا يعد تبنّي لمبدأ التعاونيات وخطوة ثورية في عالم الشركات'.

وتطرّق عيد لحال التعاونيات في العالم اليوم، وقال إن '61% من قطاع البنوك في فرنسا اليوم مبني على أساس تعاونيات، وفي الولايات المتحدّة هناك حوالي 30 ألف تعاونية توفّر أكثر من 2 مليون وظيفة، وفي الأعوام العشر الأخيرة فقط تم بناء أكثر من 650 مدرسة تعاونية في بريطانيا'.

وعن الضفة وغزة تحديدًا، قال عيد إن '47% من النشاط الزراعي في الضفة وغزة مبنية على أساس تعاونيات، وهذا أدّى إلى تحسين في الإنتاج والأسعار والجودة'.

وتطرّق عيد لمفهوم مشاع الأراضي في فلسطين قائلاً إنه في الأساس مبني كتعاونيات، وقال إن 'المشاعات كانت موجودة في فلسطين حتى سنوات الـ 50 تقريباً، إذ كانت إدارة الأراضي تتبع للبلدة وليست ملكية خاصة، وبدأت الظاهرة بالاختفاء بعد نكبة فلسطين والاحتلال حتى اختفت تقريباً في سنوات الـ 70'.

وقال عيد إن 'اتحاد جمعيات عصر الزيتون في الضفة الغربية ما زال ناجحًا ومبنياً على أساس تعاوني، حيث هناك 24 تعاونية عصر زيتون لـ 4200 مشترك في الاتحاد'.

وتطرّق عيد في ختام محاضرته، لإسهامات التعاونيات في بناء المجتمعات، وقال إن 'من مميزات التعاونيات أنها تشجّع على الديمقراطية، حيث لكل فرد في التعاونية الحق والصوت بحسب نسبة ملكيته في التعاونية، وما يثبت هذا هو استمرار نظام الديمقراطية المباشرة في مناطق الألب في سويسرا، حيث تدار الأراضي والموارد والمواشي من خلال نظام تعاوني يجمع بين 3-4 قرى مجاورة'.

وأضاف أن 'التعاونية تساهم في ترسيخ قيم الديمقراطية، بالإضافة إلى أنها تعزّز الشعور بالتضامن وتكاتف المجموعة التي يتحمّل فيها كل عضو مسؤولية اتخاذ القرار، وتستطيع التعاونية الوصل بين مفهوم الملكية الخاصة والملكية العامة'.

ود. رامز عيد، حائز على الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة بيرن في سويسرا، ويعمل محاضر في معهد التخنيون وكلية سخنين.

 

التعليقات