03/07/2015 - 22:24

التوجه للجامعة الأمريكية في جنين: تواصل وسياسة ودراسة

حصل ارتفاع ملحوظ في الأعوام الثلاثة الأخيرة في عدد الطلاب الملتحقين في الأمريكية، إذ بينما كان عدد الطلاب لا يتعدّى الـ 1200 طالب في العام 2012، وصل في هذا العام إلى حوالي 3000 طالب.

التوجه للجامعة الأمريكية في جنين: تواصل وسياسة ودراسة

صورة للحرم الجامعي

عام بعد عام، يزداد عدد الطلاب من القرى والمدن العربية في البلاد، المتوجّهين للجامعة العربية الأمريكية في جنين بهدف الدراسة، إذ وصل عدد الطلاب من قرى ومدن الداخل في الجامعة هذا العام إلى حوالي 3000 طالب وطالبة، يدرس غالبيتهم العلوم الطبيّة، وهو عدد ليس بالبسيط نسبياً لعدد الطلاب الملتحقين بالجامعات الإسرائيلية، إذ أن عدد الطلّاب العرب في الجامعة العبرية لا يتعدّى الـ 2000 طالب.

ويعود ارتفاع عدد الطلاب الملتحقين بالجامعة الأمريكية في جنين من قرى ومدن الداخل لأسباب عدّة، منها امتحان البسيخومتري الذي يصعّب القبول للجامعات الإسرائيلية ويعفى الطلّاب منه في الأمريكية والدول الأوروبية والأردن، بالإضافة إلى عامل الهوية العربية الفلسطينية والتواصل الذي يحظى فيه الطلّاب مع امتدادهم العربي الفلسطيني خلال تواجدهم في الجامعة الأمريكية، وتكلفة الدراسة المرتفعة في الأردن والدول الأوروبية نسبة إلى جنين.

توجّه 'عرب 48' لبعض الطلاب من البلاد الذين يدرسون في الجامعة العربية الأمريكية في جنين بهدف معرفة الدافع وراء توجّه الطلاب لها، وتأثير الجامعة على الطلاب وتأثيرهم عليها خاصة أن ارتفاعاً ملحوظاً حصل في الأعوام الثلاثة الأخيرة في عدد الطلاب الملتحقين بها، إذ بينما كان عدد الطلاب لا يتعدّى الـ 1200 طالب في العام 2012، وصل في هذا العام إلى حوالي 3000 طالب.

إغبارية: الجامعة استطاعت أن تقوم بما فشلت السياسية بتحقيقه على مدار سنوات

وقال الطالب في الجامعة ويدرس طب أسنان فيها منذ 4 سنوات، مجد إغبارية، لـ'عرب 48' إن 'عامل الهوية والتواصل مع الامتداد الفلسطيني العربي كان مشجعاً أساسياً لالتحاقي في الجامعة الأمريكية في جنين، وصلة القرابة والتعطّش للتواصل مع محيطنا الفلسطيني كان الدافع الأكبر وراء اختياري للجامعة تحديداً'.

وأضاف أن 'الجامعة استطاعت أن تقوم بما فشلت السياسة في القيام به على مدار سنوات عديدة، وهو كسر الحواجز بين أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والداخل وحتى الشباب، حيث أجد في الجامعة أيضاً طلابا فلسطينيين من الأردن والخليج العربي، وهو ما حرمنا منه على مدار سنوات طويلة في الجامعات الإسرائيلية واستطاعت الجامعة في جنين أن تمنحنا إياه ونتأثّر منه'.

وأكد أن 'هناك اليوم حالة من الفصل بين الطلاب من الداخل والطلاب من الضفة الغربية والدول العربية بسبب الاختلاف في نمط التفكير في بعض الأحيان والظروف، ولكن هذا الفصل الاجتماعي يتبدّد تدريجيًا'.

وليست الجامعة هي الوحيدة التي تؤثّر على الطلاب فيها، إذ قال إغبارية إن 'هناك اختلاف في الجو الذي نكبر فيه في الداخل، من ناحية التقاليد والعادات والمقبول وغير المقبول، ووجودنا فيها بهذه الأعداد الكبيرة أثّر علينا وعلى عاداتنا وأثّر على الجامعة ذاتها لتصبح أكثر انفتاحية وتوازنا وتتقبلنا كما نتقبّلها، وهذا مفيد أيضاً لكسر الأفكار المسبقة التي تواجدت عبر عشرات السنين بسبب سياسات الاحتلال، وبرأيي العنصرية المتفشيّة في المؤسسات الإسرائيلية هي سبب آخر يدفع الطلّاب العرب للتوجّه إلى جنين'.

ونصح إغبارية في ختام حديثه الطلّاب بالتوجّه للتعليم في الأمريكية، وقال 'أنصح بالتوجّه للدراسة خاصة الدراسات الطبيّة وطب الأسنان، حيث الجامعة في تطوّر واضح وملحوظ دائماً ومن المتوقّع أن تتطوّر أكثر كونها تقوم في هذه الأثناء ببناء مبنيين جديدين، وتساعد الطلاب المحتاجين اقتصادياً من خلال السكن والأقساط الجامعية'.

حلّاق: فضّلت أن أدرس اللغة العربية والإعلام في جامعة عربية وتدرّس باللغة العربية

أمّا الطالبة روى حلّاق، التي تدرس الإعلام واللغة العربية ومن المقرّر أن تتخرّج في هذا العام، فقالت لـ 'عرب 48' إن 'أسباب التحاقي بالجامعة الأمريكية في جنين كانت بين التعليمي والهوياتي، إذ أن فضّلت أن أدرس اللغة العربية والإعلام في جامعة عربية وتدرّس باللغة العربية، وهو ما وجدته في جنين، والسبب الثاني كان التواصل مع امتدادي وهويتي الفلسطينية، وهذا كان الدافع الأكبر وراء التحاقي بالجامعة الأمريكية'.

ولم تخيّب الجامعة الأمريكية في جنين آمال حلّاق، إذ قالت عن تجرتها إنها 'ناجحة على الصعيد الأكاديمي ومستوى التعليم العالي في الجامعة، وناجحة على مستوى تواصلي مع امتدادي العربي الفلسطيني خاصة قرب الجامعة من المخيّم الذي تواصلنا معه خلال سنوات التعليم بشكل دائم، بالإضافة إلى قرب الجامعة من بلدتي، الناصرة'.

وعن التأقلم مع الجو الجديد والعادات والتقاليد، قالت حلّاق إنه 'في البداية كانت هناك بعض الصعوبات في التأقلم، إلّا أننا استطعنا بناء توازن معيّن مع مرور الوقت، واستطعنا سوية التغلب على هذه الاختلافات وبناء علاقات ثقة، الشعب الفلسطيني هو شعبنا الواحد الذي لا نختلف عنه شيء ولكنني تغلبت على الحواجز التي وضعها الاحتلال وذوبت جميع الفروق، التي حاول الاحتلال صنعها".

محاميد: الوجود داخل جامعة فلسطينية قريبة من مخيّم جنين يمنح الطالب تجربة فريدة

وقال الطالب عدي محاميد، لـ'عرب 48' إن 'دافع التوجّه إلى جنين تحديدًا هو البسيخومتري بداية، والتواصل الفلسطيني ثانيًا، فالدراسة في جنين أثّرت علي شخصيًا وعلى الطلاب كما ألاحظ على الصعيد الاجتماعي الذي يفرض التعامل مع ثقافة تختلف قليلاً عن ثقافتنا، وعلى الصعيد السياسي هناك تأثير كبير جداً، إذ أن الوجود داخل جامعة فلسطينية قريبة من مخيّم جنين يمنح الطالب إمكانية رؤية أمور كثيرة لا يراها ولا يصادفها في قرانا ومدننا العربية، كالاجتياحات على سبيل المثال، والفصائل الفلسطينية التي لا تنشط في الداخل، كل هذا يعد تجربة غنيّة بالنسبة للطالب من الداخل في جنين'.

وأضاف محاميد أنه 'حالياً هناك ولادة لنشاط سياسي طلابي يشارك فيه الطلاب من الداخل في جنين جنباً إلى جنب مع الفصائل الفلسطينية المختلفة، وخاصة بعد النجاح الذي حقّقناه خلال دعم القائمة المشتركة وتسيير الحافلات إلى الداخل، ومن هنا ولد التصميم على بناء الحركة الطلابية التي تضم الطلاب من الداخل في الجامعة الأمريكية في جنين'.

وتابع أن 'هناك اختلاف في الظروف السياسية والخطاب السياسي بين الأحزاب العربية في الداخل والفصائل في الضفة وغزة، وهذا ما نعمل عليه حالياً للوصول إلى صيغة متوازنة تلائم الحراك الطلابي في الجامعة، وبنظري نجح الحراك الطلابي في فترة الانتخابات وبعدها في استقطاب الطالب إلى المعترك السياسي-الاجتماعي ضمن نشاطاته التي حظيت بحضور لا بأس به'.

وعن تأقلم الطلاب من الداخل مع العادات والتقاليد في مدينة جنين عموماً والجامعة خاصة، قال محاميد إنه 'دائماً ما كانت هناك مشكلة في هذا الموضوع، إلّا أننا نحاول خلق توازن، وفي بعض الأحيان نحتاج لفرض الأمور فرضاً على المجتمع والجامعة، وفي بعض الأحيان نقدّم تنازلات'.

عدوي: غياب للأماكن الترفيهية التي يحتاجها الطالب

وعلى الرغم من الشعور بالنجاح والتجربة الممتعة في الدراسة في الجامعة الأمريكية في جنين والتي عبّر عنها الطلاب، إلّا أنه وللطالبة مروى عدوي التي تدرس سنة أولى موضوع التمريض رأي آخر، فعبّرت عن عدم تأقلمها مع الجو العام في الجامعة والمدينة عموماً، إذ قالت إن 'الجو العام في المدينة لا يوفر العديد من الأماكن التي يستطيع فيها الطالب الترفيه عن ذاته، وتغيير الجو التعليمي الأكاديمي'.

وأضافت أن 'السبب الأساسي وراء توجّهي إلى جنين كان البسيخومتري، إلّا أنني لا أشعر بالأمان كثيراً في الجامعة بسبب المشاكل الكثيرة التي تحصل بين الحين والآخر في الحرم الجامعي، بالإضافة إلى الأفكار المسبقة عنّا كفلسطينيين من الداخل وتشكّل مصدر إزعاج لي وللجو العام في الجامعة'.

 

 

التعليقات