20/01/2016 - 22:56

هواتفكم الذكية مصنوعة بأيادي صغيرة مقابل دولار يوميا!

هواتف ذكية، لوحات رقمية، تلفزيونات موصولة وسيارات كهربائية ... تحقق أرباح كبرى الشركات العالمية ومتعددة الجنسيات كآبل، وسامسونغ وسوني وميكروسوفت لكنها مصنوعة بأيادي صغيرة لأطفال لم يتعد عمر بعضهم السبع سنوات

هواتفكم الذكية مصنوعة بأيادي صغيرة مقابل دولار يوميا!

أ.ف.ب

هواتف ذكية، لوحات رقمية، تلفزيونات موصولة وسيارات كهربائية ... تحقق أرباح كبرى الشركات العالمية ومتعددة الجنسيات كآبل، وسامسونغ وسوني وميكروسوفت لكنها مصنوعة بأيادي صغيرة لأطفال لم يتعد عمر بعضهم السبع سنوات، يعملون في مناجم استخراج المعادن بالكونغو الديمقراطية، مقابل دولار واحد يوميا.. هو ناقوس الخطر الذي دقته منظمة العفو الدولية مطالبة الجميع بتحمل مسؤولياتهم.

في تقرير نشر أمس، الثلاثاء، اتهمت منظمة العفو الدولية كبرى شركات تصنيع الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والسيارات الكهربائية.. بالتستر عن مصدر معدن الـ"كوبالت" الذي تستعمله في صناعة بطارياتها، غير مبالية بظروف عمل ملايين الأشخاص، خصوصا الأطفال منهم، داخل مناجم استخراج هذه المادة التي تعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية مصدرها الأول عالميا.

وإثر تحقيق أجرته المنظمة الحقوقية، شمل 16 شركة كبرى لتصنيع هذه التكنولوجيات الحديثة كآبل وسامسونغ وسوني ومايكروسوفت، خلصت العفو الدولية إلى أن غالبية هذه الشركات لا تعرف مصدر معدن "كوبالت" الأساسي الذي يستخدم في صناعة بطاريات هذه الأجهزة.

ونصف الإنتاج العالمي لمعدن "كوبالت" يأتي من جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها، حيث يعتمد على أطفال لاستخراجه من المناجم، بعضهم لم يتعدى عمره السبع سنوات. يعملون في ظروف مزرية وخطيرة، بأيادي عارية ودون قبعات واقية على الرأس، ولا أقنعة واقية تمنع استنشاق الغبار والمواد السامة التي تنبعث من عمليات الحفر المتواصلة والتي تؤدي في غالب الأحيان إلى أمراض تنفسية مميتة، حسبما أفادت المنظمة.

وحسب المنظمة أيضا، فإن الأطفال يحملون أكياسا غالبا ما يفوق وزنها، الذي يتراوح بين 20 و40 كلغ، وزن أجسامهم النحيفة، ويعملون 12 ساعة يوميا وأحيانا يبقون لـ24 ساعة متواصلة داخل المناجم دون رؤية أشعة الشمس، وهذا مقابل مبلغ مادي يتراوح ما بين 1 و2 دولار.

وطالبت المنظمة، التي كثيرا ما نددت بظروف العمل داخل مناجم استخراج المواد الخام والمعادن الثمينة في أفريقيا (المصدر الأول عالميا)، هذه الشركات بتحمل مسؤولياتها وإجراء عمليات مراقبة لضمان مراعاة حقوق الإنسان، لأنه حسب ما جاء في بيانها "إن كان ملايين الأشخاص في العالم يتمتعون بآخر التكنولوجيات الحديثة... فإنهم لا يدركون الظروف التي صنعت فيها".

كما ألحت المنظمة على ضرورة سن قوانين دولية لإجبار الشركات العالمية التي تعتمد على معدن "كوبالت"، بضرورة التصريح بمصدره والظروف التي استخرج فيها، ومنع شرائه من بلدان تعتمد على الأطفال في استخراجه.

وقدرت الأمم المتحدة في 2015، عدد الأطفال الذين يعملون عبر العالم بأكثر من 150 مليون طفل، يعاني 85 مليون منهم من ظروف عمل قاسية.

اقرأ أيضًا| أسرى نظام التعذيب: #خروجي_قبل_تفاوضكم

التعليقات