13/04/2016 - 23:29

صمود 2: المخيّم التطوعي الأضخم في النقب

اختتم اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي (شبيبة حزب التجمّع الوطني الديمقراطي)، والحركة الطلابيّة في التجمّع، السبت الماضي، معسكرَ "صمود 2" التطوّعي، في قريّة السرّة مسلوبة الاعتراف، شماليّ النقب، وسط إقبال شبابيّ وطلابيّ واسع

صمود 2: المخيّم التطوعي الأضخم في النقب

اختتم اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي (شبيبة حزب التجمّع الوطني الديمقراطي)، والحركة الطلابيّة في التجمّع، السبت الماضي، معسكرَ 'صمود 2' التطوّعي، في قريّة السرّة مسلوبة الاعتراف، شماليّ النقب، وسط إقبال شبابيّ وطلابيّ واسع، إذ قدّر عدد المشاركين بـأكثر من 450 مشاركًا، هم 350 منتسبًا وطالبًا من أعضاء أكثر من 20 فرعَ اتحاد شباب في مختلف البلاد وستّة كوادر طلابيّة في مختلف الجامعات، بالإضافة إلى أكثر من مئة شابٍ وطفل من أهالي السرّة.

وشارك في المعسكر النائب جمال زحالقة، وأعضاء المكتب السياسي في التجمّع الوطني الديمقراطي: نيفين أبو رحمون، جمعة الزبارقة، هبة يزبك ورياض محاميد، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة المركزيّة: مركّز منطقة الناصرة، يوسف طاطور وموسى ذياب وعز الدين بدران.

افتتح المعسكر وقوفًا إجلالًا للنشيد الوطني الفلسطينيّ، موطني، ومن ثم الوقوف دقيقة صمت، حدادًا على والد مركّز اتحاد الشباب، نمر عنبتاوي، الذي وافته المنيّة قبل المعسكر بيوم.

بعدَها، تطرّق النائب زحالقة إلى أهميّة تنظيم معسكرات في النقب، حيث يخوض الأهالي معركة التشبّث بالأرض بكل معانيها، مواجهينَ سياسة ممنهجة من قبل الدولة لاقتلاع الأراضي وتمييزًا طالهم في مختلف جوانب الحياة، من شحٍّ في المياه وانقطاع دائم للتيّار الكهربائي وغياب تمام لمرافق الحياة الضروريّة.

ومن ثم رحبّ ابن القريّة الناشط، خليل العمور، بشبيبة التجمّع وقياداته، عارضًا ما تمر به القرية من أوضاع مأساوية، متطرقًا للمشاريع التي سيقوم اتحاد الشباب بتدشينها، إذ قال إنه 'بفضل اتحاد الشباب، سيتم تحويل حظيرة مواشي إلى مركزٍ ثقافي، لم يسبق له مثيل في القريّة، خادمًا كل أهالي قرية السرّة، التي عاشت خمسين عامًا (منذ النكبة عام 1948 حتى العام 1998) دون مياه جارية،حيث ربطت شبكة المياه بمساعدة أهل القرية والخير عام 1998 فقط، هذا لم تفعله دولة إسرائيل، الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وفق ادعاءاتهم، بنا'.

وأضاف أن 'البيوت موصولة بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسيّة، كما تَرَون، نظرًا لامتناع الحكومة الإسرائيلية عن إمداد القريّة بالكهرباء وباقي الخدمات'.

ملاحقات وتحدّيات

ويأتي المعسكر هذا العام، في ظل التحريض الإسرائيلي غير المسبوق ضد التجمّع الوطني الديمقر اطي ونوّابه وتحديدًا بعد يومين من التصويت، بالقراءة الأولى، على قانون الإبعاد في الكنيست، الذي يستهدف إبعاد نوّاب التجمّع عن الحياة البرلمانيّة، عقابًا لهم على زيارتهم لذوي شهداء القدس، بداية العام الجاري، وتزامنًا مع الذكرى التاسعة للنفي القسري للمفكر د. عزمي بشارة عن فلسطين.

وتعقيبًا على ذلك، قال عضو المكتب السياسيّ ومسؤول ملف الشباب، مراد حدّاد: 'نحيي معسكر صمود الثاني، تزامنًا مع أكثر من مناسبة، أولهما ذكرى التغييب القسري التاسعة لمؤسس التحمّع الوطني الديمقراطي، الدكتور عزمي بشارة، وهي رسالة أن التجمعَ لا زال موجودًا بقوّة، وينفّذ مشاريعَ كبيرةٍ على الأرض، فحين استهدفوا الدكتور عزمي بشارة أرادوا أن يضربوا الرأس، معتقدين أن الجسد سيموت بعدها، لكنّنا بهذا المعسكر وبهذه الأعداد الكبيرة التي شاركت، والأجيال التي معظم أعمارها أصغر من عمر التجمّع الوطني الديمقراطي، نوجّه رسالة للمؤسسة الإسرائيليّة: خسئتم، وخاب فألكم، موجودون هنا، طالما وجدت الأرض'.

واعتبر حدّاد أن معسكر صمود مثال على 'الإحياء غير التقليديّ ليوم الأرض، وتجاوبًا مع الأصوات التي علت مؤخرًا بضرورة استحداث أساليب نضاليّة جديدة، أكثر نفعًا من الإضرابات التي يراها البعض بأنها لم تعد تجدي نفعًا، فأينما وجد الإبداع في الأساليب النضاليّة، وُجِدَ التجمّع'.

وشرح حدّاد ظروف التحضير للمعسكر، قائلًا إن 'والد مركّز اتحاد الشباب، خالد عنبتاوي، توفّاه الله، فجأة، قبل معسكر اتحاد الشباب بيومٍ واحدٍ، وحينها استبسل أعضاء اتحّاد الشباب وعملوا عملًا مكثفًا من أجل إنجاح المعسكر، وتعويض مكان خالد، متحدين ظروفًا ليسّت بالهيّنة، أهمها الحزن على مصاب خالد والبعد الجغرافي لمكان المعسكر عن شفاعمرو، مكان الجنازة، موجهين رسالة تعزيّة للرفيق خالد بمصابه الأليم، راجين اللهَ أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة'.

من جهتها، قالت عضو المكتب السياسيّ في التجمع، نيفين أبو رحمون 'لأننا لا نستمدّ شرعية الاعتراف بوجودنا على هذه الأرض من المؤسسة الإسرائيليّة، وعلى شرف يوم الأرض الخالد، جئنا إلى السرّة مسلوبة الاعتراف، لنؤكد على تشبّثنا بأرضنا، وأن الأرض تشكّل مركبًا أساسيًا في هويّتنا الوطنيّة، رغم كل التضييقات، حيث أن ما قامت به المؤسسة في السبعينيّات، لا زالت تقوم به اليوم بأبشع الصور في النقب'.

وأردفت 'يأتي هذا المعسكر للسنة الثانية على التوالي ليؤكد أن يومَ الأرض يومٌ للاستمرار في نضالنا بل وتعزيزه، حيث يدرك اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي أهميّة هذا المعسكر للشباب، رغم التضييق عليهم وعلى اخراطهم في العمل الوطني والسياسيّ، لذلك، فإننا نؤكّد، من جديد، أن معادلة الوعي والتمسّك بالهويّة لجيل الشباب، هي التي ستنتصر وستفشل، عندها، كلُ مخطّطات إبعاد الشباب عن الهمّ الوطني ومشاريعُ الأسرلة'.

في حين تطرّق عضو اللجنة المركزيّة في التجمّع، يوسف طاطور إلى أهميّة دعم النضال في النقب، قائلًا: 'لقد اتخذنا قرارا استراتيجيا ضمن المؤتمر العام في الحزب بإيلاء اهتمام خاص للنقب ضمن رؤية ترى فيه بؤرة للصراع مع المؤسسة الإسرائيلية'.

 واستطرد قائلًا 'إن إقامة معسكر تطوعي للعام الثاني على التوالي هي محاولة منا للتأكيد على ثبات وصمود الناس في قراهم كما أنها فرصة للتواصل وتعزيز أواصر الصلة بين شبابنا والنقب فقصة السرة سيتم تناول تفاصيلها اليوم في مئات البيوت العربية في الداخل'.

من جهته، قال مركّز الحركة الطلابيّة في التجمع الوطني، قصي أبو فول 'ننظم للعام الثاني على التوالي يوم تطوع في القرى مسلوبة الاعتراف في مناطق النقب المعرّضة للتهجير بشكل يوميّ، مشروع صمود هو مشروع يهدف لكسر كل الحواجز والمخططات التي تضعها دولة الاحتلال بوجه شعبنا، وبالأخص في القرى مسلوبة الاعتراف، إن تجمّع نشطاء ومتطوعين من جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى ترسّخ العمل الوطني وتجسّده على أرض الواقع، ببناء وإحياء المرافق الحياتيّة والثقافية الأساسيّة في هذه القرى، والتي تتعمد دولة الاحتلال نزعها من الحيّز العام، كجزء من محاولات طمس الهويّة والحياة فيها'.

أما عضو لجنة الشباب في التجمع الوطني الديمقراطي، نداء نصّار، فقد قالت إن 'السياقات التي نظّم فيها المعسكر ليست بالجديدة، وإنْ تصاعَدَتْ ممارسات المؤسسة الإسرائيليّة المتفرعة عنها وأخذت أشكالًا أكثر مباشرة وشمولية. فالسياق الأساس يعتمد على استلاب الأرض، بما تعنيه من بعد مادي وجودي مباشر للإنسان الفلسطيني، وبما تعنيه من مكانة سياسية، أيضًا، كحيز مكاني لأصحاب بلاد أصليين. إن هذا السياق هو السياق العام للعديد من التحركات الشعبية والمؤسساتية المرتبطة بالقضية، ولكن التجديد الأهم، في هذا النوع من التشاط، يعتمد على ثلاثة أبعاد أساسية.

واستطردت نصّار شارحةً 'يرتبط البعد الأول في نقل قضية الأرض من الرمزية إلى التفاعل المباشر، المتمثل بالعمل والبناء، وهي نقلة تؤسس لنوع آخر من الوعي ومن النشاط- وعي يراكم نفسه ولا يقف عند حده فقط، فيتحول لمشروع يتقدم باتجاه إحراز الإنجازات لا الوقوف عند حد بسط الوعي والخطاب فقط.

أما البعد الثاني، وفقًا لنصّار، فمرتبط 'ببناء الاعتمادية الذاتية والتعاضد الاجتماعي والسياسي في المجتمع الفلسطيني، وهي اعتمادية تريد تنظيم المجتمع واستنهاض المكنون الكامن فيه كقاعدة وحراك قد يفرز نفسه في ما بعد، وإن تم تمتينه وتوجيهه بالشكل السليم، في إطر ومؤسسات وطنية ديمقراطية تمثيلية للشعب الفلسطيني.

في حين أن البعد الثالث، كما قالت نصّار فمرتبط 'ببناء المجتمع، وبناء الحس الجماعي السياسي بأننا شعب واحد في الجليل والضفه وغزة والنقب، وهو أمر ليس بناجز، بل وعي يحتاج إلى رفده بمقومات الثبات والاستدامة'.

طاقات هائلة ومشاريع عدّة:

بناء ملعب السرّة

استطاع المتطوعون خلال ساعات معدودة، تجهيزَ ملعب مؤهّل بالشكل الكامل لخدمة أهالي قريّة السرّة والقرى المحيطة، بطول 16 مترًا وعرض 25 مترًا أي بمساحة كليّة 400 مترٍ مربّع، مزروعة بالكامل بالنجيل، ومحاطة بسياج حديدي لحماية الملعب، رغم أنه قبل تجهيز الملعب، كانت الأرض المخصّصة له قاحلة جرداء، لكن، بعد الاستعانة بمعدّات تجهيز خاصّة وسيّارات تعبيد، وتحضير الباطون بأيدي المشاركين في المكان، استطاع المتطوّعون بهمّة ونشاط إنجاز الملعب بالكامل.

وتعقيبًا على ذلك، قال عضو لجنة الشباب، مسؤول مشروع الملعب، أحمد طاطور، إن 'المعسكر الشبابيّ في النقب يبعث برسالة للسلطات أننا لسنا بحاجة مشاريع الخدمة المدنيّة كي نتطوّع في مشفى هنا أو مؤسّسة هناك، بل إننا نقوم بالتطوّع الفعلي، وبتشييد منشآت فعليّة تقدّم خدمة حقيقيّة لمحتاجيها، ذلك أن إنجازاتنا تنبع من دوافع وطنيّة بحتة، من ارتباطنا بأرضنا وأهلها وعدم التفريط بهما، من معرفتنا بهذه الأرض، لا  العمل تحت ستارة مشبوهة تدعى الخدمة المدنيّة'.

وأكمل طاطور 'ما يميّز اتحاد الشباب أنه لا يقوم بتأطير الشباب في إطار وطنيّ جامع فسحب، إنما يقوم بتنظيمهم فكريًا، عن طريق محاضرات قيّمة، وعن طريق ورشات وأوراق عمل؛ وتنظيميًا، من خلال المعسكرات الشبابيّة: معسكرات الشباب الكشفيّة نصف السنويّة، المعسكر الشبابي السنوي، ومعسكر ات النقب التطوّعيّة'.

ورشة المطبخ

من جهته، مسؤول مشروع المطبخ، عمار أبو قنديل، 'جئنا إلى المعسكر، للعام التالي على التوالي، نحمل رسالة تحدٍ وصمود، رسالة عزٍ وشموخ، إذ كانت الورشات ضحمة جدًا، ومتنوعة، وباشترك أكثر من 300 متطوعة ومتطوّع، إلى جانب عدد كبير من أهالي القرية  وأطفالها، ما حوّل ورشة تحضير الطعام إلى أكثر الورشات صعوبة وأهميّةً وحاجة إلى الدقّة'.

وأكمل أبو قنديل بالقول إنه 'تم تحضير وجبتي فطور وغذاء، حيث تم، بالمجمل،تحضير قرابة 1400 وجبة، هذا العدد تطلّب تظافرًا للجهود وصبرًا وتفانيًا، لكن، بجهود 25 متطوع ومتطوعة، استطعنا تحضير هذا العدد الضخم من الطعام، بأكبر جودة ممكنة'.

واختتم بالقول إن 'هذا النوع من التعاون الجبّار بما يحمله من أهمية العمل الجماعي، وروح التطوع والجلادة، وتحمّل الضغط إلى جانب حب المساعدة، كلّها قيم إنسانيّة ووطنيّة، سعت فكرة المعسكر إلى ترسيخها في نفوس الشبيبة'.

ترميم باحات ومنافع المسجد

ومن قبل الأمور التي أولاها اتحاد الشباب رعايةً خاصّة: ترميم المسجد الوحيد في القريّة، الذي يعاني، كسائر بيوت القريّة ومرافقها، التهميش والافتقاد لأدنى مقوّمات المباني السليمة، حيث عملت الشبيبة على ترميم منافع المسجد بالكامل، إذ استبدلوا البلاط الجديد بالقديم متآكل الموجود في المسجد، بالإضافة إلى تشجير باحات المسجد، عن طريق زرع أنواع مختلفة من أشجار الحمضيّات والظل.

وتعقيبًا على هذا المنجز، توّجه المسؤول عن مشروع المسجد، علي سعيد، بالشكر الخالص للشباب الذين عملوا على  إنجاح الورشة خلال وقت قصير للغاية، مقدّمًا شكرَهُ الكبير جدًا للدعم السخيّ الذي تقدّم به أهل الخير من أجل النقب وأهالي النقب من أشتال أشجار متنوّعة ومختلفة، حتى النجيل المستخدم في ورشة الملعب، تقدّم به أهل الخير، قائلًا إن 'دعم أهل الخير لم يقتصر على الأمور العينيّة فقط، كأشتال الأشجار والنخيل، إنما تجاوز ذلك إلى ما هو أبعد بكثير، إلى إنجاح يوم تطوعيّ يواجه الخدمة المدنيّة وتأثيراتها على الشباب ويدعم صمود أهل النقب في منازلهم وأرضهم وقراهم التي توارثوها أبًا عن أب'.

ترميم البئر

أما مسؤول مشروع البئر، عمّار طه فقد قال من جهته إن 'صمود ٢- ليس معسكرًا لإنجاز ورشات عينية فحسب، بل أرى به مشروعًا ثقافيًا وتربويًا وطنيًا من الطراز الأول. وهنا لا بد من الإشادة باتحاد الشباب التجمعي على اتخاذ هذا المعسكر كمشروع دوري، لما يحمله من قيم يتم بثها للشباب، وخاصة كون المعسكر قائمًا بالنقب المهدد بالتهويد. أما على الصعيد العيني، فقد أخذت على عاتقي ورشة البئر بقرية السرة هذا العام، وكنت قد اخترت هذه الورشة عن غيرها، كون البئر معلمًا لبلداننا الفلسطينية، وخير دليل على تاريخية المكان وبرهانًا حيًا للحياة، فالحفاظ على برهان كالبئر يصدق ملكيتنا للأرض ويرسخ ويدعم حقنا. كنت والرفيق مخلص برغال، وثلة من الشباب، قد تكاتفنا واجتهدنا بقدر الإمكان لإبراز هذا المعلم ونأمل أن نكون قد أنجزنا هدفنا الوطني السامي والمنشود'.

النادي الثقافي

في حين قال مسؤول مشروع النادي الثقافي، التي عملت الشبيبة فيها على تحويل حظيرة حيوانات إلى نادٍ يضمّ مكتبة كبيرة (تبرّع كل مشارك بكتاب لقاءَ مشاركته في المعسكر)، محمّد خضر، إنه ' لقد شارك اتحاد الشباب للسنة الثانية على التوالي في معسكر صمود التطوعي، ومنذ اللحظه الأولى، وما أن وطأت أقدامنا أرض المعسكر، حتى انتابتني القشعريرة جرّاء الحضور المهيمن من شريحة الشباب الفاعلة والمعطاءَة لشعبنا وللأرض؛ لذلك بدأنا الصباح بطاقه عالية بعد نشيد موطني'.

وأكمل خضر 'كنت مسؤولًا عن العمل، مع الشباب، في ترميم حظيرة أغنام لجعلها مركزًا ثقافيًا وهو عمل يحتاج مجهودًا وطاقةً ومهنيةَ عملٍ عاليةٍ جدًا، لذلك، اجتهدنا كل الجهد في تغطية المكان وطلائه بالدهان وفي توفير احتياجات أخرى، من كهرباء وتلبيس الأرضيّة بالعشب الاصطناعي، وتركيب رفوف مع إحضار كتب من جميع الشباب المشاركة'.

واختتم بالقول 'بشكل عام، كان المعسكر رائعًا من عدة جوانب، والأهم كان في حضور الكم الهائل والمشاركه الفعالة التي أثلجت صدور كل من حضر، ويبقى أملنا في ابتسامة أطفال البلدة مسلوبة الاعتراف، أتوجه بالشكر للجميع، وأولهم رفيقي الذي كان حاضرًا بروحه العالية وغائبًا، قسرًا، لوفاة لوالده التي آلمتنا جميعًا، مرّكز الاتحاد، خالد عنبتاوي'.

اليوم الترفيهي

ولم يقتصر منجز الشبيبة على تشييد المباني وترميمها فقط، إنما اهتم المرشدون بالحالة النفسيّة لأطفال النقب وإخراجهم من بؤس التهميش والاضطهاد وإساره، إلى أجواء تعاونيّة تطوعيّة جديدة، تضمّنت يومًا ترفيهيًا، استجلب اتحاد الشباب فيه ألعابَ نفخٍ خاصّة، بالإضافة إلى الرسم على وجوههم.

وتعقيبًا على ذلك، قال مسؤول اليوم الترفيهي، عبد الله داهود إن 'الجانب الأهم في يوم التطوع، هو العامل النفسي، ومنح الأطفال شعورًا خاصًا بالاهتمام والرعاية، خصوصًا أنهم جيل المستقبل، الذي ترعرع في ظل خطر التهديد والتهجير، وهو الجيل الذي تحاول المؤسسة، أيضًا، العمل على تجنيده في مشاريع التجنيد المدنيّ والعسكري، كي لا نعود بعد عشرين عامًا، كما في رواية عائد إلى حيفا، لغسان كنفاني، وقد أضحوا جنودًا في الجيش الإسرائيلي'.

وفي النهاية، كما ابتدأ اليوم التطوعي بالوقوف على أنغام موطني اختتم بشدو نشيد 'اشمخي يا هام'، مهدين اليوم لروح والد مركّز اتحاد الشباب، خالد عنبتاوي.

التعليقات