30/03/2017 - 11:47

جمعية الثقافة تنظم ندوة مع الكاتب أبو عقصة

نظّمت جمعية الثقافة العربية، أمس الأربعاء، ندوة وحوارا حول "الحداثة العربية من منظور نقديّ: تاريخانية المفهوم السياسي للحرية في الفكر العربي في القرن التاسع عشر"، قدّمها د. وائل أبو عقصة، مؤلف كتاب "مفهوم الحرية في العالم العربي"

جمعية الثقافة تنظم ندوة مع الكاتب أبو عقصة

نظّمت جمعيّة الثقافة العربيّة، أمس الأربعاء، ندوة وحوارًا حول "الحداثة العربيّة من منظور نقديّ: تاريخانيّة المفهوم السياسيّ للحرّيّة في الفكر العربيّ في القرن التاسع عشر"، قدّمها د. وائل أبو عقصة، مؤلّف كتاب "مفهوم الحرّيّة في العالم العربيّ: أفكار وأيديولوجيا في الفكر العربيّ في القرن التاسع عشر".

خاض وخاض الكاتب في غمار تطوّر مفهوم الحرّيّة في العالم العربيّ في القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت، تاريخيًًّا، تكوّين الفكر الحديث، والمعروفة عربيًّايًا بالنهضة، وذلك عبر معاينته لغة الحرّيّة كما كانت معتمدة في القرن التاسع عشر.، كما اقتفى الكاتب آثار التحوّلات التي مرّت بها رموز هذا المفهوم اللغويّة، بدءًا من استخدامات غير سياسيّة وانتهاءً باستخدامات أشارت إلى تطوّر منظومات فكريّة تتمحور حول فكرة الحرّيّة، جاعلة منها قيمة سياسيّة جوهريّة. يركّز الكتاب على التوتّر الداخليّ الذي لازمَّ تَشَكُّلّ مفهوم الحرّيّة في السياق العربيّ - الإسلاميّ وتأثيره فيعلى التفكير في المجتمع والدولة، وبشكل خاصّ في على نشأة أفكار حديثة مثل الليبراليّة، والدستوريّة، والوطنيّة، والديمقراطيّة.

يجادل الكتاب، على المستوى النظريّ، خطابيْن طغيا على دراسة الشرق الأوسط؛  وهما خطاب الاستشراق وخطاب الاستشراق - المضادّ. تعامل هذان الخطابان مع إرث "النهضة" على أنّه إرث "مستعار من الغرب" تارة،ً، و"تقليد" أو "محاكاة للغرب" تارة ةً أخرى. ففي الحالتين، أعتُبر عُدّ الإرث العقلانيّ للنهضة العربيّة إرثًا غريبًا، أي عنصر دخيل على الحضارة "الأصلانيّة". عبر بحث فيلولوجيّ للرموز اللغويّة وشبكاتها الدلاليّة، التي من خلالها تخيّل أبناء القرن التاسع عشر معنى الحداثة، يسلّط هذا الكتاب الحالي ضوءًا جديدًا على هذا المفهوم، من خلالب تتبعه تاريخ تطوّر مصطلح "تمدّدُّن"، الذي انتشر مع نشأة الفلسفة العربيّة وتيّار الأنسنة الإسلاميّة في القرن العاشر، واندثاره وعودته ثانية ةً إلى الاستعمال المكثّف في لغة القرن التاسع عشر. يتوقّف الكتاب عند سياق إعادة تأهيل مصطلح تمدّن والاستخدام المتجدّد لهمصطلح تمدُّن، ويعزيه ويعزوه إلى التفكير بمعنى الدولة، والجماعة السياسيّة، والعلاقات الاجتماعيّة، والقانون في سياق الإصلاحات العثمانيّة المعروفة بالتنظيمات (1839-1876).

يُظهر هذا التحليل، وبشكل نقديّ، التعقيد الشديد والطبقات المتعدّدة لمفهوم الحداثة العربيّة ومصطلحات أخرى منبثقة عنه، مثل "العلمانيّة" و"التقدّم" و"العدل" و"المواطنة" وغيرها، متخطّيًا بهذا الخطاب الماهويّ/ الجوهرانيّ الطاغي نظريًًّا في فهم ثنائيّة الغرب والإسلام. يقترح الكتاب، عبر استخدامه أدوات تحليليّة، الابتعاد عن مناقشة مفهوم الحداثة استنادًا إلى توجّهات نظريّة فوق - تاريخيّة سائدة، واستبدالها بمسوّغات نظريّة تعتمد على مفهوم زمانيّة المصطلح وتاريخانيّته، كعاملًا حيويًّا لتشكّل الفكر وتوطين المفهوم.

على الرغم من تحديد موضوع بحث الكتاب، الذي يتناول مفهوم الحرّيّة في الفكر العربيّ في القرن التاسع عشر، فإنّه يطمح إلى إثارة متجدّدة للنقاش النقديّ، النظريّ والتاريخيّ، حول الأسس الحداثيّة للفكر العربيّ المعاصر، لا سيّماخصوصًا في ضوء المأزق الفكريّ و والانهيارات النظريّة التي مرّت بها المالمنظومات الفكريّة للحداثة في العقود الماضية.

أدار الندوة رئيس الهيئة الإداريّة لجمعيّة الثقافة العربيّة، د. محمود محارب، الذي أشار إلى أنّ هذه الندوة تأتي في إطار المنتدى الثقافيّ الشهريّ الذي تنظّمه الجمعيّة، على أن يكون موضوع اللقاء القادم عن مساهمة الدكتور عزمي بشارة في تطوير الفكر القوميّ العربيّ في العصر الحديث، ورؤيته لدور المثقّف،. لمناسبة مرور 10 أعوام على خروجه للمنفى القسريّ، وسيقدّم محارب محاضرة بعنوان "الفكر القوميّ في العصر الحديث ودور عزمي بشارة في تطويره مقارنةً ةً بروّاد الفكر القوميّ العربيّ، أمثال ساطع الحصري وقسطنطين زريق".

التعليقات