10/09/2017 - 11:30

فنانون يلتفون حول "المنشر": لدعم الاستقلال الثقافي في الداخل

قُبل الفيلم الفلسطيني "قرويّون" من إنتاج وافي بلال وإخراج نضال بدارنة، للمشاركة في ثلاثة مهرجانات دوليّة، هي "مهرجان نظرة للأفلام الفلسطينية القصيرة" (إيطاليا) و"مهرجان الفيلم العربي" (مينيسوتا، الولايات المتّحدة الأميركيّة) و "مهرجان الأفلام والفنون الفلسطينية" (واشنطن دي سي، الولايات المتّحدة

فنانون يلتفون حول

قُبل الفيلم الفلسطيني "قرويّون" من إنتاج وافي بلال وإخراج نضال بدارنة، للمشاركة في ثلاثة مهرجانات دوليّة، هي "مهرجان نظرة للأفلام الفلسطينية القصيرة" (إيطاليا) و"مهرجان الفيلم العربي" (مينيسوتا، الولايات المتّحدة الأميركيّة) و "مهرجان الأفلام والفنون الفلسطينية" (واشنطن دي سي، الولايات المتّحدة الأميركيّة).

ويتزامن قبول الفيلم في المهرجان مع حملة أطلقها بلال لدعم مسيرته التعليمية لبدء دراسة الماجستير بجامعة لندن للفنون المرموقة في العاصمة البريطانيّة.

وحققّت الحملة، وفق ما قاله بلال، اليوم الأحد، مبلغ 8000 دولار خلال أيّام.

وفي رسالة له، داخل موقع التبّرّعات عرّف بلال عن نفسه قائلًا: "اسمي وافي بلال، مُنتج فني من الداخل الفلسطيني، من مواليد مدينة الناصرة".

جرد حساب

وقدّم بلال عرضًا لما قدّمه "المنشر" خلال 3 سنوات هي عمره الفنّيّ "هنا، وبين الناس في وادي النّسناس، السّوق القديم في حيفا، أسستُ قبل ثلاث سنوات مشروع "المنشر للإنتاج الفنّي"، وأنتجتُ، حتى الآن، عشرات الأعمال الفنّية في مجالات المسرح والسينما والفيديو والستاند أب كوميدي، وجميعها تميّزت، ليس بجودتها الفنية وحسب، بل، أيضًا، بطرحها النقدي والتقدمي الملتزم".

وأضاف "لقناعتي المبنيّة على التّجربة بأنّ الثقافة والفنون هي عنصر أساس في تشكيل الهوية، ولخُصوصية وجودنا في الداخل الفلسطيني، فإنّ تجربتنا كانت سبّاقة ونادرة من عدّة نواحٍ، أهمّها أنّنا نعتزُّ بأنّ إنتاجات "المنشر" اعتمدت بشكل واعٍ على دعم المجتمع العربي المحلي، من مدخول التذاكر، وراعين محليين، وطالبي الخدمات".

وأكمل "ممتلئًا بالشغف والإدراك، ومكتفيًا بالأدوات والخبرة البسيطة، كنت بدأت المشوار، وخلاله قدمتُ مئات العروض في قرى ومدن فلسطينية مختلفة، لاقت رواجًا كبيرًا وإقبالًا يعكس الشعبية المتزايدة لـ"المنشر". كما عمل معنا العشرات من أهمّ الفنانين والمهنيين والمختصّين في المجالات الفنية والثقافية المختلفة، وهو أمر نفتخرُ به.

لقد كانت المعوقات كثيرة، واجهناها ونواجهها بعقلانية وإرادة وانتماء لرسالة "المنشر".

استنفدنا أدواتنا المهنّية

كما جاء في رسالته "ما زال مشوار الإنتاج الفني وتطويره في الداخل الفلسطيني طويلاً. ولكن، اليوم، وبعد أكثر من ثلاث سنوات، وبكل تواضع، أستطيع القول إننا استنفذنا أدواتنا المهنية البسيطة والمحدودة، وأصبحنا بحاجة إلى الانكشاف على التجارب والخبرات العالمية لتطوير تجاربنا المحلية وإغنائها. ولهذا التحدي أتوجه إليكم بطلب دعمكم ودعمكن في المرحلة الهامة القادمة في مسيرتي".

الخطوات المقبلة

أمّا عنه خطواته المقبلة، كتب بلال "خُطوتي القادمة ستكون التحاقي العام المقبل ببرنامج ماجستير في "إدارة الابتكار" في University of the Arts London، إحدى أهم جامعات الفنّ في العالم، ولمدة عامين. ستغنيني هذه التجربة على المستوى الشخصي وفي مجال عملي في الإنتاج الفني المُستقلّ، ما سيُتيح لي المُساهمة بشكل أعمق وأهم وأكثر تأثيرًا في مجال الإنتاج الفُّني الفلسطيني المُستقلّ في الداخل. حيث يجمع هذا المساق ما بين الإدارة الثقافية والفنية الإبداعية من جهة وتطوير نموذج تجاري علميّ مستقلّ في مجال الفنون، بالإضافة إلى الانكشاف على التجارب العربية والعالمية في لندن كملتقى ثقافي هام ومميز".

وأضاف "وبما أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الثالثة استعمالًا بالنسبة لنا في الداخل الفلسطيني (بعد العربية والعبرية)، فإنها تعتبر لغة ثانوية في مدارسنا وحياتنا اليومية. ولذلك أنا بحاجة إلى فترة دراسة تحضيرية إضافية في الجامعة، لتجاوز تحدي اللغة، والانطلاق في هذه المرحلة الجديدة. لهذا أتوجه إليكم وإليكن للمساهمة في تغطية تكلفة تحقيق هذا الحلم من خلال التحاقي بالبرنامج".

وقد لاقت دعوة بلال دعمًا كبيرًا من المتبرعين الذين تبرّعوا حتى الآن بأكثر من 8000 دولار لكن طريق السبعين ألف دولار، هي تكاليف البرنامج، تبدو وكأنها طويلة.

فنيًا، تجنّد عدد من الفنانين والفنانين الفلسطينيين في لمساندته ضمن حملته، منهم الممثّل المسرحيّ والسينمائيّ، صالح بكري، الذي كتب عن "المنشر" أنه "مشروع صغير، لكنّه يطمح للحضور وبقوة مقابل مشروع صهيوني عنصري مدجج بالسلاح لمحو أي نوع من الاستقلال الثقافي/ السياسي الفلسطيني في الداخل، إن انطلاق هذا المشروع بمبادرة وافي بلال ونخبة من الشباب الرافض للقبول بالأمر الواقع والذي يطمح للتغيير المجتمعي من خلال الفن والثقافة يجب أن يستمر كقوة مضادّة ومؤثّرة ضد كل أشكال التمييز العنصري. ومن هنا فإن دعم وافي بلال هو دعم لاستمرارية المشروع وتطوره، وبالتالي تقوية ودعم خطه السياسي والإنساني الكوني، خصوصًا في هذه الفترة العصيبة والدموية في حاضرنا المحلي والإقليمي".

أمّا رئيس قسم السينما والإعلام الجديد في جامعة نيويورك-أبو ظبي، المخرج إسكندر قبطي، فكتب أن مبادرة "المنشر" تعكس جانبًا من قدرات وافي بلال الإداريّة والإبداعيّة، وأضاف "أنها نجحت في خلق منصة رائعة لأهم الإنتاجات الفنية المستقلة والتي عرضت في الكثير من المدن والقرى العربية ولاقت استحسان الجمهور. لا شك أن وافي و"المنشر" يلعبان حاليًا دورًا هامًا جدًا في صقل المواهب المحلية وفتح المجال أمام الكثير من الفنانين الفلسطينيين. وأنا واثق أن هذه هي أولى خطوات وافي، وسينجح في ترك بصمة كبيرة في عالم الفنّ والإبداع".

وفي السياق ذاته، كتبت المخرجة والكاتبة سهى عرّاف، إن "الاستقلالية في الفن هي جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الهوية الفلسطينية في الداخل الفلسطيني، وتجربة "المنشر" في الصراع المستميت لخلق بدائل للتمويل الإسرائيلي تثير الإعجاب ويجب أن تدعم. خصوصًا أن موقع مكاتب "المنشر" اختير في حي وادي النسناس في حيفا أحد معالم المدينة الذي حافظ على عروبته على الرغم من المحاولات الإسرائيلية البائسة لطمس معالم وعروبة المدينة".

وداعمًا وافي، كتب المخرج الفني لفرقة المسرح "شبر حر"، أمير نزار زعبي، "لقد كان وافي قوة حقيقية في خلق مشهد ثقافي للمجتمع العربي في فلسطين والأقلية الفلسطينية في ما تعرف الآن كإسرائيل. في الوقت الذي عرفت وافي به، كان مشاركا في الكثير من المشاريع الثقافية وقد أسس نفسه كأحد قادة النشاط الثقافي في البلاد، من خلال الإنتاج الفني مع المنشر. وافي أنتج العديد من الأعمال المسرحية، الستاند أب الكوميدي، والعروض الموسيقية. قد سعدت بلقاء وافي والعمل معه على الصعيد العملي والشخصي، ومن معرفتي له في هذين الصعيدين فإني أوصي به بشدة لأي موقع أو فرصة، حيث أنه من الأشخاص الذين سوف يستغلون أي فرصة كانت لمساعدة وتطوير نفسه ومجتمعه والاتجاه بهم لما هو أفضل".

لدعم وافي بلال و"المنشر"، اضغط هنا

التعليقات