10/08/2018 - 19:29

عواد: الفن رسالة سامية أين منها المجالس المحليّة؟

منذ نعومة أظفاره، بدأ الفنان الشاب عوّاد عوّاد من قرية إعبلين هاويا بممارسة الفن التشكيلي، ووجد طريقه، لاحقًا، إلى عالم الاحتراف، التي دعّمَها بالدراسة الأكاديمية، للارتقاء بموهبته نحو الإبداع.

عواد: الفن رسالة سامية أين منها المجالس المحليّة؟

من رسومات عواد عواد ("عرب ٤٨")

منذ نعومة أظفاره، بدأ الفنان الشاب عوّاد عوّاد من قرية إعبلين هاويا بممارسة الفن التشكيلي، ووجد طريقه، لاحقًا، إلى عالم الاحتراف، التي دعّمَها بالدراسة الأكاديمية، للارتقاء بموهبته نحو الإبداع.

إلى جانب متعته، يعتبر عوّاد الفنّ رسالةً سامية للمساهمة في المكوّن الثقافي والجمالي الإنساني لصورة بلده ومجتمعه، اللذين يعانيان من آفات مجتمعيّة عميقة.

تعزيز الجبهة الثقافية

في حديثه لـ"عرب 48"، استعرض الفنان عوّاد مسيرته الفنيّة، وقال: لم يكن من اليسير أن تخوض غمار معترك ثقافي في حقل لا يحظى باهتمام ووعي كافيين، كما الكثير من مجالات الفنون، مثل الرسم والموسيقى والمسرح، هذا ناهيك عن أن هذا المجال ليس هو الأفضل من الناحية المعيشية الربحيّة، على غرار بعض مجالات الفنون الأخرى. لكن، رغم كل ذلك، فإن شغفي وتصميمي لصقل وتطوير مهاراتي في ميدان الفنون الجميلة، جعلاني أكرّس جهدا كبيرا لمواصلة مشواري، كون الفنّ، أيضًا، رسالة ثقافية وجمالية نحتاجها أكثر في ظل وضع ثقافي مجتمعي متراجع ومتردٍـ خاصّة مع تفشي مظاهر العنف والعلاقات داخل المجتمع.

وأضاف عوّاد: أنا متيقن من أنّ هناك حاجة ماسّة لإيلاء الجبهة الثقافية، ومن ضمنها مختلف مجالات الفنون المرئية والمسموعة والمكتوبة، الاهتمام الذي يفرضه واقعنا القاسي أكثر من أيّ وقت مضى، كي يكون له أثر بالغ داخل المجتمع، وخاصّة أبناء الشبيبة، التي تعاني فراغا يغلب عليه التفكير والسلوك السلبي.

الانطلاقة

وتابع عوّاد حديثه من انطلاقه إلى احترافه وتطوير أدواته بنفسه، بالقول: بدأت مشواري بالرسم بطريقة الرصاص والفحم، أي الأبيض والأسود، ولا شك أنّه فنّ جميل ولكنّه محدود، لكونه يفتقر للألوان، كذلك مساحته محدودة، على اختلاف الرسم الذي احترفه اليوم، أي طريقة ألوان "الأكريلي".

وأضاف: صحيح أنني أستخدم الألوان والريشة، ولكن ما يميّز أكثر هذا النوع من الفن هو أنه يتم من خلال الرشّ (أي الفرشاة الهوائية)، وهذا بدوره يعطينا مساحة أكبر للرسم على الكثير من الأماكن، ومنها الجداريّات وفي رياض الأطفال والمصحّات وغيرها من المؤسسات، التي يساهم هذا الفنّ في تجميلها وخلق أجواء مريحة نفسيًا، وهي تتحف العين وتبعث الهدوء، خاصّة أنّها تتم على مساحات كبيرة.

وحول انتشار هذا الفن، تابع أنّ هناك طلبا كبيرا في المنطقة، لأنّه عدا عن أنه فن جميل، فهو غير مكلف مقارنةً بفنون أخرى، ولا يستغرق إنجازه وقتًا، ولا شك أنّ هذا الإنجاز يعطينا شعورًا بالرضا، لأن وظيفتنا أن نجمّل المشهد ونخلق أجواء نفسية مريحة لرواد المؤسسة وللزبائن بشكل عام.

ولفت عواد إلى أنّ هذا الفن لا زال في بداياته، وهو منتشر أكثر في الوسط اليهودي، لكنّي أعتقد أنه الأمر يحتاج إلى توعية ودعم أكبر.

مؤسساتنا غير داعمة

وحول الاهتمام العام ودور المؤسسات والاحتضان للمواهب والمهارات، شدّد عواد أنّ سلطاتنا المحلية، التي تملك الميزانيات والإمكانيات، للأسف، لا تولي الحياة الثقافية مقومات النهوض الحقيقية، أي إنتاج حالة ثقافية مثل رعاية المواهب والمهارات في مجالات الأدب والمسرح والموسيقى، بمعنى السعي إلى إنتاج حالة إبداعية تثري ثقافة المجتمع من خلال تخريج أجيال مبدعة ومواكبتها.

بالمقابل فهي تهتم بمشاريع البنى التحتية من شوارع وجدران، وفي أحسن الأحوال إقامة بنايات، والقضية هنا ليست قضية موارد وميزانيات بل أعتقد أنّ السبب هو انعدام الرؤية العميقة والبعيدة للحالة الثقافية، وفي الغالب انعدام المهنية، إمّا بما يتعلق ببناء الإنسان والاهتمام بأبناء الشبيبة من خلال طرح مشاريع تربوية ثقافية، وفي حال وجودها، فإنها هشّة وسطحية وتفتقر للمهنية والمنهجية في العمل ولا تولي الميدان الثقافي بمفهومه المهني والإبداعي الاهتمام الذي يستحق.

وتابع: أعتقد أنّ قصور السلطات المحلية في مثل هذه الخدمات والمشاريع نابع من طبيعة القوائم الانتخابية، التي تتم على أسس عائلية وحزبية متراجعة مع كل ما يرافقها من صفقات انتخابية، تتضمن توزيع مناصب ومكاسب يتقاسمها المنتفعون دون مراعاة لأدنى شروط المهنية والمؤهلات الكفيلة بالانطلاق نحو إحداث التغيير المنشود، لذلك نحن لا زلنا نراوح مكاننا، بل في تراجع كبير رغم كل ما يمتلك مجتمعنا من موارد وإبداعات فردية وطاقات يتم هدرها.

التعليقات