20/10/2018 - 20:33

"لنا أحلامنا الكبرى": عروض فنية لفلسطينيين ولدوا في الشتات

قدّم 15 فلسطينيا وفلسطينية ولدوا في الشتات، عرضا مسرحيا بعنوان "لنا أحلامنا الكبرى"، في دار النمر للثقافة والفنون في بيروت، مساء أمس الجمعة.

(فيسبوك)

قدّم 15 فلسطينيا وفلسطينية ولدوا في الشتات، عرضا مسرحيا بعنوان "لنا أحلامنا الكبرى"، في دار النمر للثقافة والفنون في بيروت، مساء أمس الجمعة.

وسرد العرض حكايات الشبان الذاتية ويومياتهم مع اللجوء بين لبنان وسوريا، وطموحاتهم وحقوقهم في ممارسة الحرية في التعليم والعمل والتنقل والاستمتاع بهوياتهم، وهي قضايا جسدوها بمشاهد تمثيلية لكن من وحي الواقع.

وينحدر الشباب من مخيم عين الحلوة والبص ومناطق متفرقة من صيدا بجنوب لبنان، وتدربوا مدة ثلاثة أشهر على النص المليء أملًا، رغم الصعوبات التي يعيشونها.

وينقسم العرض إلى سبعة مشاهد، تتوزع بين أروقة وطوابق دار النمر، وذلك بالتزامن مع عرض صور التقطها الفرنسي من أصل تشيكي جوزيف كوديلكا للجدار العازل في فلسطين المحتلة.

واعتمد العرض على ”المشاهد المتحركة للإشارة إلى الشتات والتنقل الدائم الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني والسوري“ وفق ما قاله مدرب الشباب ومخرج العرض جاد حكواتي.

وبدأ العرض من خشبة المسرح التقليدية، وألقي أحد الشباب محاضرة مسرحية حول شيوع صورة نمطية واحدة للأمور وأشكال البشر وأفكارهم المسبقة وكيفية السعي لكسر هذه الصورة، ممثلّا ذلك برقعة الشطرنج.

بعدها توزع الحضور إلى مجموعات تجولّت بين الأروقة والطوابق، وشاهدوا عروضا منفصلة متصلة حول معاناة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، وعند الحواجز العسكرية والتفتيش والتضييق عليهم، خصوصا عند أي اهتزاز أمني في المخيم الذي يعيشون فيه.

وقَصّ شاب وصبية كيف يتأخران على الجامعة وتمرينات كرة القدم والامتحانات والندوات الشعرية بسبب هويتهما الفلسطينية ومكان إقامتهما داخل المخيم.

وسردت صبية أخرى حكايات طفولتها الآمنة وذكرياتها في سوريا حيث عاشت وترعرعت قبل أن تبدأ الحرب قبل أكثر من سبع سنوات، وتهدم بيتها وتهجرها وأهلها مرة أخرى إلى لبنان.

ثم وصل العرض إلى البحر، الذي ارتبط بالنزوح وقوارب الموت والذي تخيلته إحدى المشاركات في العرض أنه بلدها الذي لا يابسة فيه. وسردت حلما رأته في المنام بأنها تسلمت جائزة أدبية مرموقة على سطح البحر وقالت "هذا المكان الرومانسي الذي حمل أسرارنا وهمومنا وفيه زرقة تفاؤل، فهو ليس مكانا لنموت فيه فقط".

وبعد أن عرض الشباب مواهبهم في الشعر والأدب وكرة القدم، أتت مواهب الدبكة والراب إذ قدم المغني مالك العلي من فرقة "لاجئ" وصلة غنائية عن معاناته وطموحاته وخذلان القضية الفلسطينية.

وبعدها شرح أصغر راقص دبكة فلسطينية محترف بلال قاسم، عن أنواع الدبكة في بلاد الزيتون والليمون، أي فلسطين، وطرح قضية تزوير هوية التراث الفلسطيني ونسبه إلى الغير.

وفي أحد مشاهد العرض ارتكز الشبان على مقدمة ابن خلدون في علم الاجتماع لفتح نافذة على القوانين التي يجب صونها من أجل بناء دولة مستقلة ومزدهرة، تحترم حقوقهم كبشر وتمنحهم العيش بكرامة وسلام.

وفي الختام قُدمت تحية إلى روح الشهيدة المسعفة رزان نجار من خان يونس، التي استشهدت برصاص قناصة إسرائيلي مع أداء جماعي لأغنية "يا حلوة وداعا" على لحن الأغنية الإيطالية "بيلا تشاو".

وقالت مديرة برنامج "صبا" المشرف على العرض والمدعوم من مؤسسة القطان وصندوق الأمير الهولندي كلاوس، رؤى بزيغ،  إن الهدف الأساسي من هذه التدريبات هو "بناء قدرات مسرحية للفئات الشبابية تم توجيهها وتسييرها وإدارتها من قبل فرقة منوال المسرحية".

وتقول رشا مرعي المشاركة في العمل "هذا المشروع علمني كيف أعبر عن نفسي وأعطاني حافزا لأكتشف ذاتي وكيف أستخدم المسرح لخدمة القضايا الإنسانية".

أما نتالي حوراني فقالت إن "هذه التمرينات أعطتنا ثقة بأنفسنا خصوصا أننا لم نمثل نصا مكتوبا سلفا، بل كل ما رأيتموه هي حكاياتنا وهواياتنا الحقيقية".

وأضاف مالك العلي "كنت أغني الراب من زمان لكنني تعلمت هنا كيفية توظيف مهاراتي الصوتية بشكل صحيح يخدم أدائي ويعبر عما أقوله".

التعليقات