06/01/2019 - 21:42

قصة سعودية تهرب من العنف الأسري لتحتجز في تايلاند

عبّرت المواطنة السعودية رهف محمد القنون البالغة من العمر 18 عاما والتي تم توقيفها في مطار بانكوك الدولي، عن خوفها على حياتها في حال رحّلتها أجهزة الهجرة في تايلاند التي صرّحت أنها منعت دخول الشابة إلى البلاد

قصة سعودية تهرب من العنف الأسري لتحتجز في تايلاند

صورة رهف محمد من حسابها في "تويتر"

عبّرت المواطنة السعودية رهف محمد القنون البالغة من العمر 18 عاما والتي تم توقيفها في مطار بانكوك الدولي، عن خوفها على حياتها في حال رحّلتها أجهزة الهجرة في تايلاند التي صرّحت أنها منعت دخول الشابة إلى البلاد لدى وصولها من الكويت.

وقالت القنون لوكالة "فرانس برس" إن مسؤولين سعوديين وكويتيين أوقفوها في مطار سوفارنابومي واحتجزوا جواز سفرها، وهو ما أكدته منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية.

وصرّحت لفرانس برس "أخذوا جواز سفري"، وأضافت أن أهلها أبلغوا أنها سافرت "من دون إذنهم".

وقالت رهف إنها حاولت الهرب من معاملة أهلها السيئة، وتابعت "عائلتي متشددة واحتجزتني داخل غرفة لمدة ستة أشهر لمجرد أنني قصصت شعري"، مؤكدة أنه سيتمّ سجنها إذا تم ترحيلها إلى بلادها.

وقالت "أنا متأكدة مئة في المئة أنهم سيقتلونني لدى خروجي من سجن سعودي"، مؤكدة أنها "خائفة" و"فاقدة للأمل".

وصرّح مدير الهجرة في تايلاند سوراشات هاكبارن لـ"فرانس برس" أن رهف محمد القنون أوقفت يوم الأحد لدى وصولها على متن طائرة من الكويت.

وأعلن أن الشابة موجودة حاليا في فندق في المطار ويُفترض أن يتمّ ترحيلها إلى السعودية بحلول صباح غدًا الإثنين، وبحسب هاكبارن، لم تكن لديها "لا تذكرة عودة ولا مال".

وأضاف "فرت من عائلتها لتجنب الزواج وهي قلقة من احتمال تعرضها لمتاعب في حال عودتها إلى السعودية. لقد أرسلنا مسؤولين للاعتناء بها".

وأوضح هاكبارن أن السلطات التايلاندية تواصلت "مع السفارة السعودية من أجل التنسيق" معهم، وأشار إلى أنها "مشكلة عائلية" فقط.

لكن الشابة السعودية أنكرت هذه الرواية، وقالت إنها توقفت في تايلاند كراكبة ترانزيت للذهاب إلى أستراليا وتقديم طلب لجوء هناك. وذكرت أن لديها تأشيرة دخول إلى أستراليا.

وبحسب قولها، اعترضها ممثلون من السفارتين السعودية والكويتية لدى وصولها إلى مطار سوفارنابومي.

واستخدمت القنون حسابا باسمها على موقع "تويتر" أنشئ منذ أقلّ من 24 ساعة،ونشرت فيه صورة لجواز سفرها للتأكيد على هويتها. وممّا كتبته على الحساب "أبي والسفارة السعودية يحاولون اتهامي بأنني مريضة نفسيا... حتى أنهم زوّروا ملفًا صحياً لي في الطب النفسي".

وأضافت "تم تهديدي من قبل الأشخاص الذين تم توكيلهم من السفارة السعودية والخطوط الكويتية".

وقالت في مقطع فيديو بثته مباشرة عبر "تويتر" من دون أن يظهر فيه وجهها، "أنا في الفندق داخل المطار وليس بإمكاني أن أخرج ولا أن أقوم بأي شيء وأنا مرغمة على العودة إلى الكويت غدا".

وانتقد مساعد مدير هيومن رايتس ووتش في آسيا فيل روبرتسون السلطات التايلاندية، وسأل "أي دولة تسمح لدبلوماسيين بالتنزه في منطقة مغلقة من المطار وبمصادرة جوازات سفر مسافرين؟". وانتقد وجود ما أسماه "إفلاتا من العقاب" في السعودية بالنسبة إلى حالات إساءة معاملة النساء.

ولم يكن في الإمكان الحصول على تعليق من السفارة السعودية في تايلاند أو المسؤولين السعوديين في الرياض على تعليق.

وفي حادثة سابقة بشهر نيسان/ أبريل عام 2017، تم توقيف دينا علي لسلوم خلال مرورها من الفيليبين، وكانت تحاول الهرب من عائلتها أيضًا.

وقال مسؤول أمني في شركة خطوط جوية لناشطين في حينه إنه سمع لسلوم "تصرخ وتتوسل من أجل المساعدة"، بينما كان رجال يحملونها في المطار، في حين وُضع "شريط لاصق على فمها وقدميها ويديها".

وقال ناشط سعودي لـ"فرانس برس" آنذاك أن لسلوم التي عاشت في الكويت "أعيدت بالقوة إلى الرياض"، وأوقفت بعد ذلك.

وذكرت السفارة السعودية في الفيليبين حول قضية سلوم أن الحادثة قضية عائلية، وأن "المواطنة عادت الآن إلى الوطن مع عائلتها".

ويأتي هذا الحدث في خضم استمرار تداعيات قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر، والتي أساءت إلى صورة محمد بن سلمان وأجهزته الأمنية، على الرغم من تأكيد الرياض أن عملية القتل نفذتها مجموعة من دون علم السلطات.

التعليقات