31/07/2019 - 13:28

قدرة: مخيم لحلم الطفولة المبتورة تحت حصار غزة

لم تحرمهم الإعاقة الجسدية وبتر أطرافهم من ممارسة حياتهم اليومية وهواياتهم المختلفة في اللعب واللهو والسباحة، كباقي الأطفال في المجتمع، رغم قلّة الإمكانيات والحصار المفروض على القطاع، منذ أكثر من اثني عشر عامًا.

قدرة: مخيم لحلم الطفولة المبتورة تحت حصار غزة

(وفا)

لم تحرمهم الإعاقة الجسدية وبتر أطرافهم من ممارسة حياتهم اليومية وهواياتهم المختلفة في اللعب واللهو والسباحة، كباقي الأطفال في المجتمع، رغم قلّة الإمكانيات والحصار المفروض على القطاع، منذ أكثر من اثني عشر عامًا.

ثلاثة وخمسون طفلا بترت أطرافهم بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة وبعضهم يعاني من تشوهات خلقية انضموا إلى مخيم صيفي ترفيهي، تحت عنوان "مخيم القدرة"، هو الأول على مستوى فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط، بمشاركة مدربين دوليين.

 منسق المخيم في جمعية إغاثة أطفال فلسطين، عبد العزيز عابد، يقول لـ"وفا": (مخيم القدرة) هو الأول في الشرق الأوسط لمبتوري الأطراف، ونحن في جمعية إغاثة أطفال فلسطين نفتخر أننا نفّذنا هذا المخيم في قطاع غزة، وهو عبارة عن أحد عشر يوماً يشارك فيه 53 طفلاً من مبتوري الأطراف نتيجة الحروب الثلاث التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، ونتيجة الإصابات في المسيرات السلمية على الحدود الشرقية للقطاع، ونتيجة لتشوهات خلقية، وبعض الأطفال نتيجة حوادث سير أو عرضية".

وأضاف عابد أن " في المخيم نشاطات متعددة أساسها نشاطات ترفيهية وعلاجية من خلال وجود وفود طبية ومستشارين دوليين في الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي، ولدينا خبير أمريكي في الأطراف الصناعية وناشط دولي، ريجي شاورز، وهو أحد مبتوري الأطراف وذلك لمشاركة تجربته ونجاحاته في أكثر من مسابقة دولية شارك بها حيث كانت منافسة مع أصحاء وليس مبتوري أطراف فقط وحصل على المرتبة الأولى خلالها".

وبيّن أن تسمية مخيم القدرة بهذا الاسم "لأننا مؤمنين بأن جميع الأطفال ومبتوري الأطراف لديهم القدرة الكاملة مثلهم مثل أي شخص عادي وأي طفل صحيح وكامل الأطراف".

وحول اختيار الأطفال، أكد أن المخيم عمل على تجميع الأطفال منذ عام كامل من مختلف مدن قطاع غزة والنسبة الكبرى من هؤلاء الأطفال الثلاثة والخمسين الذين تم اختيارهم للمشاركة في المخيم من مدينة غزة، مشيراً إلى أن المخيم هو شعلة انطلاق وستبقى مثل هذه المشاريع في المستقبل، قائلاً" في كل عام تقوم الجمعية بعمل وتنفيذ مخيم للأيتام والجرحى والمصابين، لكن هذا العام خصصنا المخيم لمبتوري الأطراف وحصلنا على جدول نشاطات معين، جدول دولي يتم تنفيذه من أجل إكساب الأطفال مهارات وقدرات كاملة لتحدي هذه الإصابات الموجودة لديهم، وسيكون عندنا تجربة أخرى العام القادم ثم العام الذي يليه بفضل وجهود مؤيدي جمعية إغاثة أطفال فلسطين".

ولفت إلى أن من أهم النشاطات في المخيم "فترة الإحماء الصباحي مع المدربين الرياضيين ونشاطات الرسم والفنون ونشاطات ترفيهية حرة، ثم النزول إلى السباحة وهي أكثر نشاط يحبه الأطفال في المخيم، والسباحة لها دور أساسي مثلها مثل العلاج الطبيعي، ونمنحهم ألعابا مائية ليبقوا في النشاط الأكثر رغبة عندهم، ويشاركنا أيضاً لاعبو كرة قدم أطفال من مبتوري الأطراف وتم دمجهم في المخيم".

ونبّه عابد، إلى أنه تم دمج فئة من المشاركين مع الأطفال من سن ستة أعوام إلى ثمانية عشر عاما، إضافة إلى دمج مجموعة صغيرة من ثمانية عشر عاما إلى اثنين وعشرين عاما مع الأطفال حتى لا يشعروا بأن لديهم نقصا، ولتحدي الإصابة والإعاقة".

الطفلة ميار صبيح (9 أعوام) من حي التفاح شرق مدينة غزة، مشاركة في مخيم القدرة للأطفال مبتوري الأطراف، تقول لـ"وفا": أنا مبسوطة كثير في المخيم وأمارس مختلف النشاطات الترفيهية وألعب وأفرح ".

صبيح مبتورة القدم اليمنى، تشير إلى أنها سعيدة جداً لوجودها في المخيم، وتضيف أنها لم تكن تتوقع أن تشارك في مخيم لأطفال مبتوري الأطراف مثلها، قائلة" نحن نلعب ونسبح، وأتمنى أن أشارك في مثل هذه المخيمات كل عام".

أما الطفلة وئام الأسطل (14 عاما) من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، قالت: أول مرة أشارك في هذا المخيم، ونقوم بعمل فنون ورسم وأعمال فردية وسباحة ورياضة، ونتفاعل مع المدربين في كل شيء باللعب".

الأسطل، التي أصيبت في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 وفقدت قدمها، أكدت بكل إرادة ومثابرة أنها تشارك في مخيم القدرة لتحدي الإعاقة وممارسة حياتها كطفلة، مضيفةً "أتمنى أن يكون كل سنة هذا المخيم ويكون أحلى وأحلى كمان".

أما الطفل أحمد أبو دقن من حي النصر شمال مدينة غزة، الذي تعرض لحادث سير أدى إلى بتر قدمه عام 2007، قال: أنا شعوري رائع بصراحة، لأن الكل موجود والكل فرحان في المخيم، لكن أنا لم أكن متوقع عمل مخيم إلنا نحن مبتوري الأطراف، كنت أتوقع أن يكون مخيما للأطفال الذين يعانون من ألإعاقة بشكل عام.

وتمنى أبو دقن أن تكون مخيمات للأطفال في المستقبل ويكون بها نشاطات أكثر، لاستيعاب عدد أكبر من الموجودين هنا في مخيم القدرة.

وتعمل أخصائية الأطراف الاصطناعية الأمريكية ريمونا برفقة أخصائية العلاج الطبيعي ليسا على تحسين الأطراف التي حصل عليها بعض الأطفال، إضافة إلى دراسة احتياجات البقية لتلبيتها من خلال الجمعية.

من جهتها، قالت منسقة المخيم دنيا سعيد من ولاية نيوجيرسي الأميركية، إن اختيار اسم المخيم (مخيم القدرة) جاء بعد دراسة جميع النشاطات العلاجية والترفيهية والاجتماعية المقدمة للأطفال، التي تهدف بشكل أساسي لمنح الأطفال مبتوري الأطراف الثقة بأنهم قادرون على إنجاز كل ما يفعله أي طفل آخر ودمجهم بالمجتمع المحلي.

ورغم الظروف الصعبة التي يعانيها قطاع غزة من حصار وأوضاع اقتصادية مزرية، إلا أن هذا المخيم أشعل بارقة أمل في نفوس الأطفال مبتوري الأطراف، وسلط الضوء عليهم وأكسبهم مهارات، معبرين عن أملهم أن تستمر هذه المخيمات الترفيهية.

 

التعليقات