بسبب كورونا: المطالبة بإعفاء الطلاب الأكاديميين من رسوم التعليم والسكن

*المحامي نزار وتد: لماذا ندفع رسوم السكن الجامعي وأولادنا في البيوت؟ لماذا يدفع الطلاب أقسام التعليم كاملة على الرغم أنهم يتعلمون عن بعد؟

* تعويض الطلاب والطالبات الذين تركوا عملهم أو خرجوا لإجازة غير مدفوعة الثمن

*منح الطلاب والطالبات فرصة الحصول على قروض بدون فوائد يقومون بتسديدها بعد تخرجهم

* المبالغ التي يدفعها الطالب للجامعات والكليات والتكاليف والخسائر لكل طالب خلال فترة كورونا تتراوح بين 10 آلاف إلى 12 ألفا

* سامي أبو شحادة: الجامعات والكليات تتعامل مع موضوع جباية الرسوم والأقساط وروسم أجرة المساكن بشكل مختلف

* لا يوجد أي مبرر أن تواصل الجامعات والكليات جباية رسوم كاملة عن فترة التعليم والسكن خلال أزمة كورونا

انضم أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة من الجامعيين العرب إلى المبادرة التي أطلقها المحامي نزار محمد وتد من قرية جت المثلث، التي تطالب إدارة الجامعات والكليات ومؤسسات التعليم العالي في البلاد، إعفاء الطلاب والطالبات الذين يسكنون في سكن الكليات والجامعات من دفع أجرة الغرف طالما تواجدوا في بيوت ذويهم، وخفض قسط التعليم الدراسي بسبب التعليم عن بعد.

وانضم إلى المبادرة التي انتشرت بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي وبين الحركات الطلابية في الجامعات والكليات، إلى مطلب عام بانضمام شرائح واسعة من الطلاب والطالبات إلى الحملة التي استقطبت كذلك العديد من الطلاب الذي يدرسون في الجامعات والكليات الفلسطينية وفي الأردن وفي أوروبا.

وبالتوازي مع هذا الالتفاف الطلابي الداعم للمبادرة التي قد تتحول لمطلب عام لجميع الطلاب عربا ويهودا، بعث المحامي وتد رسائل بموضوع إعفاء الطلاب والطالبات إلى إدارات الجامعات والكليات ورؤساء السلطات المحلية والمجالس الإقليمية ومجلس التعليم العالي، وحظيت المبادرة باهتمام ومتابعة من قبل أعضاء الكنيست والنواب العرب عن القائمة المشتركة.

لماذا ندفع رسوم التعليم والسكن الجامعي بظل كورونا؟

واستعرض المحامي نزار محمد وتد في حديثه لـ"عرب 48" كيفية تطور المبادرة التي أتت في أعقاب منشور كتبه على حسابه على "فيسبوك"، عندما طالبه ابنه الذي يدرس في جامعة تل أبيب مبلغ 2500 شيكل لدفعها كرسوم عن السكن بالجامعة لشهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، علما أن نجله أسوة بعشرات آلاف الطلاب والطالبات العرب يدرسون عن بعد من بيوتهم ولا يتواجدون بمساكن الطلبة التابعة للجامعات والكليات.

وتساءل المحامي وتد، لماذا ندفع رسوم السكن الجامعي وأولادنا في البيوت؟ لماذا يدفع الطلاب أقسام التعليم كاملة على الرغم أنهم يتعلمون عن بعد؟، إذ حظيت هذه التساؤلات باهتمام آلاف الطلاب والطالبات العرب في الكليات والجامعات في البلاد، حيث تحولت الأسئلة إلى عريضة ومراسلات تابعها المحامي وتد.

وشملت الرسائل 64 رؤساء الجامعات والكليات في البلاد، و92 من رؤساء المجالس المحلية والإقليمية والبلديات والمدن المختلطة، ولجنة كورونا بالكنيست ممثلة برئيسها عضو الكنيست عوفر شيلح، والنواب إمطانس شحادة، وأسامة السعدي، وتمار زندبرغ، ووزارة المالية، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس التعليم العالي، وأعضاء لجنة المالية سامي أبو شحادة، وأحمد الطيبي، وهبة يزبك ورئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة.

المبادرة تحظى باهتمام وتفاعل على مستوى البلاد

واستعرض المحامي وتد من خلال العريضة والمراسلات مع الجهات المعنية المطالب الأساسية للطلاب والطالبات التي أكدت أنه لا يوجد أي مبرر أن يدفع الطلاب رسوم السكن عن الفترة التي يتعلمون عن بعد من منازلهم، علما أن الجامعة أو الكلية توفر الكثير من الأموال مقابل الكهرباء، والصيانة، والنظافة، بعدم استعمال المساكن خلال فترة كورونا.

كما أنه من خلال التعليم عن بعد للطلاب والطالبات، فإن الجامعات والكليات توفر الكثير من المصاريف في غرف التدريس والكهرباء وعدم استعمال المنشآت والمختبرات والقاعات والمراحيض، وعليه لا بد من تقديم المنح للطلاب الذين يسكنون خارج الجامعة بقيمة المبالغ التي يضطرون لدفعها خلال هذه الفترة.

وتقترح المبادرة التي تحظى باهتمام وتفاعل على مستوى البلاد وتعكس مطالب الطلاب عربا ويهودا، تعويض الطلاب والطالبات الذين تركوا عملهم أو خرجوا لإجازة غير مدفوعة الثمن ولا يستحقون دفعات من التأمين الوطني بسبب جيلهم (أقل من 20 عاما)، وأيضا منح الطلاب والطالبات فرصة الحصول على قروض بدون فوائد يقومون بتسديدها بعد تخرجهم.

وأوضح المحامي وتد أنه من خلال المتابعة، فإن المبالغ التي يدفعها الطالب للجامعات والكليات والتكاليف والخسائر لكل طالب خلال فترة كورونا تتراوح بين 10 آلاف إلى 12 ألفا، مبينا أن كلية دار المعلمين العرب في حيفا منحت الإعفاء الكامل للطلاب والطالبات عن رسوم التعليم بظل أزمة كورونا، كما أن مجلس محلي حورة سيخصص منحة بقيمة 10 آلاف شيكل لكل طالب، علما أن في القرية يتواجد 200 طالب أكاديمي.

53 ألف طالب عربي في كليات وجامعات البلاد

ومع تعالي الأصوات المطالبة بالإعفاء عن رسوم السكن الجامعي وبخفض رسوم التعليم وتقديم المنح للطلاب الذين يسكنون خارج الجامعة، وأيضا تعويض الطلاب الذي فقدوا عملهم بسبب أزمة كورونا، تناقش لجنة المالية البرلمانية يوم الأحد، وبمشاركة إدارة الجامعات والكليات والوزارات الحكومية ذات الصلة ومجلس التعليم العالي، الإعفاءات عن قسط التعليم وأجرة السكن والتعويضات لطلاب الجامعات والكليات مثلما ورد بنص المبادرة التي أطلقها المحامي وتد.

وقال عضو اللجنة المالية البرلمانية النائب سامي أبو شحادة، إن الجامعات والكليات تتعامل مع موضوع جباية الرسوم والأقساط وروسم أجرة المساكن بشكل مختلف، بحيث أن كل مؤسسة تعمل بموجب قرارات صادرة عنها ودون قرار شامل وموحد يلزم جميع المؤسسات التعليمية والأكاديمية في البلاد، مؤكدا أنه سيتم من خلال لجنة المالية تحديد هذه المطالب للطلاب والطالبات بالإعفاء عن دفع رسوم التعليم وأجرة السكن خلال أزمة كورونا ما دام الطالب يتعلم عن بعد من منزله.

وأوضح أبو شحادة لـ"عرب 48" أن الحديث يدور عن 53 ألف طالب عربي في كليات وجامعات البلاد، إلى جانب مئات آلاف الطلاب اليهود الذين تطالبهم الجامعات والكليات دفع جميع رسوم الدراسة رغم التعليم عن بعد، وأيضا دفع أجرة السكن الجامعي، رغم التواجد في الطلاب في منازل عائلاتهم ببلدانهم، مبينا أن جامعة بئر السبع أعفت الطلاب من رسوم أجرة السكن الجامعي، بينما الجامعة العبرية بالقدس تلزم الطالب الذي يريد ترك السكن دفع شهر إضافي.

وأكد أبو شحادة أنه لا يوجد أي مبرر أن تواصل الجامعات والكليات جباية رسوم كاملة عن فترة التعليم عن بعد خلال أزمة كورونا، مبينا أن المؤسسات التعليمية ومن خلال منظومة التعليم عن بعد وفرت الكثير من المصاريف في الخدمات والقاعات والمختبرات والمواد التعليمية والبحثية، وبالتالي لا يوجد أي مبرر لأن يدفع الطالب الرسوم كاملة، كما أن الطالب المتواجد في منزل عائلته ليس ملزما بدفع رسوم أجرة السكن الجامعي.