02/05/2020 - 13:25

سيدات المنتخب الأميركي يطالبن بالمساواة بالأجر والمحكمة ترفض الدعوى

رفضت المحكمة الفدرالية في كاليفورنيا بلوس أنجلس أمس الجمعة، دعوى لمنتخب السيّدات الأميركي في كرة القدم العالمية، ضدّ الاتحاد المحلي للعبة للمساواة في الرواتب بين المنتخب النسائي ومنتخب الرجال، كانت السيدات قد تقدّمن بها في الثامن من آذار/ مارس الماضي.

سيدات المنتخب الأميركي يطالبن بالمساواة بالأجر والمحكمة ترفض الدعوى

سيّدات المنتخب الأميركي بعد فوزهن ببطولة العالم العام الماضي (أ ب)

رفضت المحكمة الفدرالية في كاليفورنيا بلوس أنجلس أمس الجمعة، دعوى لمنتخب السيّدات الأميركي في كرة القدم العالمية، ضدّ الاتحاد المحلي للعبة للمساواة في الرواتب بين المنتخب النسائي ومنتخب الرجال، كانت السيدات قد تقدّمن بها في الثامن من آذار/ مارس الماضي.

وفي قراره المؤلف من 32 صفحة، رفض القاضي غاري كلاوسنر حجّة المنتخب الحاصل على لقب بطل العالم أربع مرّات، منها اثنتان في النسختين الأخيرتين، معلنًا تأجيل النظر في مطالب اللاعبات بخصوص المعاملة غير المتساوية في الإقامة والسفر وغيرها من المجالات إلى وقت لاحق. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 16 حزيران/ يونيو

وبانتظار ذلك، يعتبر قرار القاضي بخصوص الرواتب ضربة موجعة جدا للاعبات المنتخب الأميركي بقيادة النجمة والناشطة النسوية ميغان رابينوي التي تكافح من أجل قضيتهن منذ سنوات عدة، والتي علّقت بجملة واحدة على قرار القاضي في تغريدة على حسابها في "تويتر" مؤكدة تصميمها "لن نتوقف أبدا عن القتال من أجل المساواة"؛ فيما قالت المتحدثة باسم اللاعبات مولي ليفنسون "سيستأنفن الحكم".

وأوضح القاضي، في حكمه، أن المشتكيات رفضن في الماضي اتفاقًا كان سيسمح لهن بتقاضي الرواتب بالتساوي مع لاعبي المنتخب الوطني للرجال. وقال إن "تاريخ المفاوضات بين الأطراف يظهر أن المنتخب النسائي رفض عرضا للحصول على نفس الرواتب التي يتقاضاها لاعبو منتخب الرجال، وأنه تخلى عن مكافآت كبيرة كامتيازات".

وخلص القاضي إلى أنه "نتيجة لذلك، لا تستطيع المشتكيات الآن أن تنظرن بأثر رجعي إلى أن اتفاقهن الجماعي أسوأ من منتخب الرجال، بالعودة إلى ظروف المكافآت التي رفضنها هن أنفسهن".

وتطالب لاعبات المنتخب الأميركي اللواتي تسيطرن على كرة القدم العالمية بتتويجهن باللقب العالمي اربع مرات أعوام 1991 و1999 و2015 و2019، بمتأخرات في الرواتب بقيمة 66 مليون دولار بموجب قانون المساواة في المكافآت. وحددت اللاعبات هذا المبلغ على أساس الفوارق بين المكافآت التي وزعتها الاتحاد الدولي (فيفا) خلال كأس العالم للرجال والسيدات.

وفي عام 2014، حصل الألمان على 35 مليون دولار لتتويجهم في بمونديال البرازيل، بينما حصل الفرنسيون على 38 مليون دولار بعد تتويجهم بالمونديال الروسي في عام 2018. في المقابل حصل المنتخب الأميركي للسيدات على ست ملايين دولار لفوزه ببطولتي العالم 2015 و2019، أي 12 مرة أقل مما حصل عليه الرجال.

وقالت ليغينسون في بيان "نحن مصدومات ومستاءات من قرار اليوم، لكننا لن نتخلى عن عملنا الشاق من أجل المساواة في الرواتب". وأضافت أنّ "لدينا ثقة في ملفنا ونحن حازمات في التزامنا بضمان عدم اعتبار الفتيات والنساء اللواتي يمارسن هذه الرياضة أقل أهمية بسبب جنسهن".

وتم رفع دعوى التمييز الجندري في ما يتعلق بعدم المساواة في الأجور وظروف العمل بين اللاعبات واللاعبين في 8 آذار/ مارس من قبل 28 لاعبة.

وتصدرت قضية المساواة في الأجور وظروف العمل العناوين خلال مونديال فرنسا 2019 الذي تألق فيه منتخب الولايات المتحدة وتوج بطلا للعالم للمرة الثانية تواليا والرابعة من أصل ثماني بطولات، وذلك بفوزه في النهائي على هولندا 2-صفر.

والمنتخب الأميركي يشكل مرجعا في كرة القدم النسائية، فهو الأفضل تاريخيا إن كان من حيث مشاركاته في كأس العالم (8 مرات، حل فيها وصيفا عام 2011 وثالثا في كل من أعوام 1995 و2003 و2007) أو الألعاب الأولمبية (6 مرات، 4 ذهبيات 1996 و2004 و2008 و2012 وفضية عام 2000).

وفي المقابل، يبقى الوصول إلى الدور ربع النهائي لمونديال 2002 أفضل نتيجة لمنتخب الرجال في كأس العالم إلى جانب وصوله إلى نصف النهائي في النسخة الأولى عام 1930.

واتخذ الإجراء القانوني منعطفا حادا منذ شهرين، عندما أبرز ملف قدمه محامو الاتحاد المحلي حجة أن اللعب في المنتخب الوطني للرجال يتطلب مستوى مهارة أعلى وسرعة وقوة وتحمل مسؤولية أكبر، إذ أثارت هذه الكلمات سخطا فوريا وواسعا من جانب اللاعبات، بينهن رابينوي التي اتهمت الاتحاد المحلي بـ"التحيز الجنسي الصارخ" في ملف المشتكيات والمسؤولين والشركات الراعية.

واضطر رئيس الاتحاد كارلوس كورديرو إلى الاستقالة وحلت محله نائبته سيندي بارلو كون، وهي لاعبة دولية سابقة، قامت بعد ذلك بسحب الحجة المزعجة، لتهدئة الموقف.

وعلقت كون على قرار القاضي قائلة "نتلهف إلى العمل مع الفريق النسائي الوطني للمضي قدما بطريقة إيجابية. نحن مصممون على مواصلة هذا العمل لضمان أن يظل منتخبنا الوطني هو الأفضل في العالم"، مشيرة إلى حرصها على تفادي الدعوى القضائية في 16 حزيران/ يونيو المقبل.

والتمييز في المعاملة لا ينحصر بالمكافآت والأجور بل يطال أيضا ظروف العمل، فبين عامي 2014 و2017، لعب منتخب السيدات 21 في المئة من مبارياته البيتية على العشب الاصطناعي، مقابل 2 في المئة فقط لمنتخب الرجال.

وتعتبر نجمة المنتخب أليكس مورغان أكثر اللاعبات انتقادا لسياسة الاتحاد المحلي للعبة، فقالت في حديث لمجلة "تايم" في العدد الذي ظهرت فيه على الغلاف قبيل مونديال فرنسا، "نحن الرياضيات، يجب أن نقدم المزيد وأن نكون مثالا يحتذى به من قبل الأجيال القادمة"، متسائلة "هل الرياضيون (الرجال) يفعلون ذلك؟، هل يفكرون في أي شيء آخر غير أنفسهم؟ لا أعلم. ما أعرفه هو أننا نفعل أكثر منهم لكننا نتقاضى أقل منهم".

التعليقات