17/05/2020 - 17:05

"الروزنا" تنظّم ندوة عن سياسة الاحتلال في إهمال القطاع الصحي للفلسطينيين

نظّمت مجموعة الروزنا الشبابية في الدوحة محاضرة من ضمن سلسلة محاضراتها عن القضية الفلسطينية عن بُعد، بعنوان "جائحة كورونا في زمن الفصل العنصري الإسرائيلي"، وذلك جرى يوم أمس السبت، نقلتها مباشرة عبر صفحتها على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

الخليل (أ ب أ)

نظّمت مجموعة الروزنا الشبابية في الدوحة محاضرة من ضمن سلسلة محاضراتها عن القضية الفلسطينية عن بُعد، بعنوان "جائحة كورونا في زمن الفصل العنصري الإسرائيلي"، وذلك جرى يوم أمس السبت، نقلتها مباشرة عبر صفحتها على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وناقشت المحاضرة أثر الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وسياساته على هشاشة المنظومة الصحيّة الفلسطينيّة التي كشفتها جائحة كورونا، وسُبل تحسين القطاع الصحّي في فلسطين مستقبلًا، وتحدّث فيها طبيب الأطفال أسامة طنّوس المقيم في مدينة حيفا، وطالب ماجستير صحة جماهيرية، ويسّرت الجلسة مريم هواري طالبة ماجستير في معهد الدوحة للدراسات العليا.

أكد طنّوس في البداية أن "السبب الرئيس لهشاشة منظومة الصحّة الفلسطينيّة هو الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الاستعماريّة، فهو المسؤول عن قصف المستشفيات، وتدمير البنى التحتيّة للقطاع الصحّي كما هو الحال في كافة القطاعات الزراعيّة والصناعيّة والاقتصاديّة الأخرى".

وأشار الطبيب طنوس إلى أن "عرقلة ومنع الفلسطينيين من تخطيط وتطوير قطاعهم الصحي، نظرًا لانعدام السّيادة الفلسطينيّة كشف عن الواقع المتردي للمنظومة الصحية للفلسطينيين"، ويرى طنوس أنّ "الاحتلال الإسرائيلي بوصفه استعمار لا يشبه الاستعمارات التقليديّة يعدُ مسببًا رئيسًا لذلك".

ويرى طنوس بأنه في الوقت الذي يهدف الاستعمار التقليدي إلى نهب ثروات البلاد المستعمَرة فقط، يهدف الاستعمار الإسرائيلي - إضافة إلى نهب الثروات- إلى تأسيس سيادة جديدة خاصّة على أرض فلسطين، ولذلك لطالما كانت البنية الصحيّة جزءًا مهمًا من الرؤية الصهيونيّة لخدمة الشعب اليهودي، وهذه الرؤية كانت وما تزال على حساب تدمير البنية الصحيّة للشعب الفلسطيني.

من المحاضرة

وقال طنوس إنه "في النكبة عام 1948 سرق الاحتلال الإسرائيلي سيادة الفلسطينيّين على أراضيهم وأملاكهم وثرواتهم فأصبحوا فلاحين بلا أراضٍ، وهذا أدى إلى تدهور الفلسطينيين نفسيًا وصحيًا".

وأضاف أنه "ومن ثم مارس الاحتلال حكمًا عسكريًا على الشعب الفلسطيني فالحواجز في كل مكان، وحصار، وتضييق، وشعب مهجّر، وفوضى في الخدمات الصحيّة".

وأشار طنّوس إلى أنّه قبل اتفاقية أوسلو (1993)، ووفقًا لاتفاقية جنيف كان الاحتلال هو المسؤول عن تقديم الرعاية الصحيّة للشعب الفلسطيني، وفي هذا تناقض كبير، لأنّ الاحتلال ليس قلِقًا على حياة الفلسطينيين، وبالتالي لن يكون لديه رؤية صحيّة لخدمتهم.

واستطرد طنوس بشرح الظرف الصحّي الفلسطيني بعد أوسلو بقوله إن "السلطة أصبحت وكيلة إسرائيل لتقديم الرعاية الصحيّة للفلسطينيين، فأسّست منظومة صحيّة فلسطينيّة ولكن منقوصة السيادة، فلا يمكنها إعداد خطط تنمويّة ولا تطوير القطاع".

ولفت طنّوس النظر إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة "قصّرت بالاستثمار في القطاع الصحّي، فقد كان قليلًا جدًا"، وقال إن "السلطة تستثمر بأمور شكليّة ليس لها فائدة مثل جهاز الأمن الذي لا يخدم الفلسطينيين".

وشدّد على أنّ "استمرار السياسات الاستعماريّة التنكيليّة في ظل جائحة كورونا التي يعاني منها العالم أمر مُتوقّع، فهذا احتلال ولا يهمه إن عاش الفلسطيني أو مات".

وقال طنوس إنّ "قلق إسرائيل نابع فقط من طبيعة انتشار المرض، لذلك عند إعلان الحالات الأولى في بيت لحم، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينت، عن عزل بيت لحم بشكل كامل.

وقال إن "بينيت هو نفس الشخص الذي صرّح أنّه قتل الكثير من الفلسطينيّين، ولذلك هو لم يكن قلقًا حينها على حياة الفلسطيني ولكنّه كان قلقًا من انتشار المرض ووصوله إلى المستوطنات وإلى الداخل المُحتل"، وأضاف أنّ "التوتّر الاستعماري من الأوبئة حالة معروفة وقديمة".

وأكّد طنّوس على أنّه "على الرغم من صعوبة الحالة الفلسطينيّة، ومحدوديّة الموارد والسّيادة إلّا أنّ الوضع كان من الممكن أن يكون أفضل"، وقال إنّه "لا يوجد رؤية صحيّة صادقة عند السلطة الفلسطينية لخدمة الشعب الفلسطيني"، وشدّد على أن "الصحة يجب أن تكون أولوية للسلطة الفلسطينيّة في المستقبل".

وأشاد طنّوس في الختام بجهود المجتمع المدني الفلسطيني الذي يعمل بمعزل عن السلطة وقال إنه "لطالما كان المجتمع المدني الفلسطيني نموذجًا تاريخيًا لمبادرات صحيّة وزراعيّة واقتصاديّة ناجحة". وقال إنّ "هذه المبادرات أعدّت جيلًا كاملًا من الأطباء الأكفّاء".

وشدّد الطبيب طنوس على أهمية الدور الذي تلعبه اللّجان الشعبيّة في أزمات مثل التي نشهدها الآن، فهذه اللجان "تدور وتفحص وتقوم بعمليات مسح"، ولكن كما كان لأوسلو أثر على كل تفاصيل المجتمع الفلسطيني، كان له أثر على هذه المبادرات".

وأوضح طنّوس هذه النقطة بقوله إن "بعد أوسلو تغيّر شكل المجتمع الفلسطيني، وأصبح الهدف إغراق فلسطين بالتمويل الأوروبي، ولذلك يكون ولاء هذه المبادرات للصناديق المُموّلة وليس للشعب، وهذا عكس المبادرات التي كانت تعمل بصدق وبولاء لخدمة الشعب قبل أوسلو".

وأعطى طنّوس مثالًا على سياسات الفصل العنصري التي يمارسها الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي خلال جائحة كورونا بتخصيص نقاط الفحص للبلدات اليهوديّة دون العربيّة في القدس وفي الداخل المُحتل، وقال إنّ "الاحتلال تأخّر كثيرًا في تقديم خدمات الفحص للعرب في الأراضي المحتلّة عام 1948 وقد حدث ذلك بعد ضغوط كبيرة عليه".

وفي حديثه عن القدس أشار طنوس إلى أنّ "الحالة معقدة وقال أنّها لعبة صراع على السيادة فإسرائيل لا تقدّم خدمات الفحص للبلدات العربيّة في القدس، وعندما أنشأت السلطة عيادات لتقديم الخدمات الصحيّة لأهالي القدس المُهمَلين قام الاحتلال بتدميرها فقط للمحافظة على سيادته عليها، ولكنّه لا يقدّم رعاية صحيّة للفلسطينيين ولا يسمح للسلطة بتقديم هذه الرعاية".

ويذكر أن الروزنا هي مجموعة شبابية تطوعية مستقلة، أسسها مجموعة من الناشطين والباحثين الشباب في مدينة الدوحة في العام 2015، وهي تعمل على إثبات حضورها في المشهد الفلسطيني خارج الأرض المحتلة، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية بغرض المحافظة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية.

التعليقات