06/09/2020 - 19:40

فقراء نيويورك يواجهون معضلة بسبب كورونا: العودة للمدرسة أو تضييع عام دراسي؟

يهدد فيروس كورونا مستقبل طلاب المدارس في نيويورك أولا بسبب الخوف من تعريضهم لخطر الإصابة بالفيروس ونقل العدوى لعائلة لا تحظى بأي تأمين صحي من جهة، وثانيا صعوبة قرار إبقا في المنزل من جهة أخرى وذلك بسبب صعوبة مواظبة الأهل على أعمالهم.

فقراء نيويورك يواجهون معضلة بسبب كورونا: العودة للمدرسة أو تضييع عام دراسي؟

مبادرة لتعليم الأطفال خارج الصفوف في نيويورك (أ ب)

تواجه عائلات متواضعة كثيرة في نيويورك معضلة تتمثل في ضرورة الاختيار بين إرسال الأبناء إلى المدرسة وتعريضهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد ونقل العدوى لعائلة لا تحظى بأي تأمين صحي، أو إبقائهم في المنزل لمتابعة الدروس إلكترونيا ما قد يمنع الأهل من العمل ويهدد مستقبلهم الدراسي في المدينة التي تُعدُّ الوحيدةَ بين المدن الأميركية الكبرى التي قررت اعتماد نظام تدريس هجين يتطلب حضور التلامذة جزئيا إلى المدارس خلال العام الدراسي المقبل، رغم استمرار تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ويتعذر على العائلات الأكثر فقرا، وبغالبيتها من المهاجرين والسود، تكبُّد تكاليف الاستعانة بمدرّسين لتقديم دروس خصوصية لمساعدة أبنائهم في حصص التعليم الإلكترونية، خلافا للعائلات الميسورة، كما لا يمكن للأهالي المتواضعي الحال، التعويل على اتّصال جيّد بشبكة الإنترنت أو مساعدة أطفالهم بأنفسهم، في ظل عدم درايتهم في المسائل التقنية ومستواهم التعليمي الضعيف والنقص في المهارات اللغوية الإنجليزية في أحيان كثيرة.

وكان رئيس بلدية المدينة، بيل دي بلازيو، قد أرجأ يوم الثلاثاء الماضي، إعادة فتح المدارس من العاشر من أيلول/سبتمبر إلى 21 منه، في مسعىً لإرضاء نقابة المعلّمين التي يطالب أعضاؤها بتدابير صحية إضافية.

وباتت العودة إلى المدارس في الولايات المتحدة التي سجلت رقما قياسيا في الوفيات، جراء الوباء، تجاوزَ 188 ألف حالة؛ محور معركة سياسية على مشارف الانتخابات الرئاسية المُقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر، في ظل دفع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في اتجاه إعادة فتح المؤسسات التربوية للمساهمة في إنعاش الاقتصاد.

واتبعت بعض الولايات التي يحكمها الجمهوريون، بينها ميسيسيبي وجورجيا وتينيسي وإنديانا، هذه التوصيات في بادئ الأمر، غير أن بعض المدارس اضطرت للتراجع بعد الارتفاع المتسارع في أعداد المصابينن فيما قررت المدن الأميركية الكبرى الأخرى، ومن بينها شيكاغو ولوس أنجليس وهيوستن وفيلادلفيا وميامي؛ إطلاق العام الدراسي الجديد بالنّسَق الإلكتروني حصرًا.

واختارت 37 % من العائلات في نيويورك عدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة، بما في ذلك أسر متواضعة من الفئة الأكثر تضررا بالوباء نسبيا بفعل الانتشار الأكبر للأمراض المزمنة لديهم وغياب التأمين الصحي، فيما سيتابع أكثر من ثلث التلامذة في نيويورك البالغ عددهم 1,1 مليون تعليمهم عبر الإنترنت فقط، وهو خيار أتاحته لهم البلدية.

وأوضحت عاملة منزلية مكسيكية، لم تُورد "فرانس برس" للأنباء، اسمها الحقيقيّ؛ أنها قررت إرسال طفليها البالغين من عمريهما 7 سنوات و14 إلى المدرسة رغم القلق الكبير لديها.

وتساءلت العاملة المنزلية والتي تبلغ 35 عاما من عمرها، خلال انتظارها في طابور للحصول على طعام مجاني في حي كوينز: "هل ستتوافر التجهيزات اللازمة لاستقبال الأطفال بصورة آمنة؟ في أي أيام سيرتادون المدرسة؟".

واعتمدت العاملة المكسيكية على ابنها البكر البالغ 14 عاما، في مساعدة شقيقه الصغير بعد إغلاق المدارس في آذار/ مارس والانتقال إلى التدريس الإلكتروني.

وقالت الطاهية العاطلة عن العمل حاليا، ماريسا ماتشادو، التي تربي وحدها ثلاثة أطفال في سن الدراسة، لـ"فرانس برس": "أدرك أنهم لن يحصوا على التعليم عينه في المنزل، لكن من الأفضل تضييع عام عليهم والحفاظ على صحتهم".

من جانبها، ذكرت طبيبة الأطفال وأستاذة الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، ناومي بارداك، أن "تضييع سنة دراسية له تبعات مباشرة على صعيد إيرادات" الأشخاص عندما يصبحون بالغين، والأكثر تضررا هم التلامذة الأكثر فقرا.

وقالت إن "التبعات السلبية مثبتة على الصعيدين المالي والصحي".

وقال ميغيل هرنانديز وهو موظف متحدر من أصل مكسيكي وعاطل عن العمل حاليا: "الخوف موجود، الأطفال أيضا خائفون. يجب علينا التغلب" على الوباء، لافتا إلى أنه قرر كذلك عدم إرسال أطفاله الثلاثة إلى المدرسة.

التعليقات