07/10/2020 - 16:51

"اليمن تقرأ": مبادرة شبابية تشجع المطالعة في ظلّ الحرب

بادر الشباب اليمني إلى إطلاق حملة مطالعة سميت بـ"اليمن تقرأ"، والتي اعتمدت على تبرعات بسيطة لتوزيع أكشاك كتب في الأماكن العامة في صنعاء بالرغم من النزاعات والأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد.

مبادرة ليبية مشابهة، العام الماضي (أرشيفية)

بادر شبان يمنيون إلى إطلاق حملة مطالعة سميت بـ"اليمن تقرأ"، والتي اعتمدت على تبرعات بسيطة لتوزيع أكشاك كتب في الأماكن العامة في صنعاء بالرغم من النزاعات والأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد.

ووضع القائمون على مبادرة "اليمن تقرأ" خمسة أكشاك للمطالعة في أماكن عامة في صنعاء الخارجة منذ 2014 عن سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، ومن بينها مركز تجاري.

وتتمثل الفكرة في حثّ اليمنيين على قراءة الكتب التي يمكنهم استعارتها مجانا، ضمن مبادرة تعتمد على تبرّعات بسيطة ونادرة. وتعود فكرتها إلى عام 2013 قبل سنة من سيطرة الحوثيين على العاصمة، ولكن تم وقفها بعدما فر القائمون عليها من المدينة خوفا من الحرب.

لكن الشاب فوزي الغويدي (30 عاما) أعاد مع أربعة من أصدقائه إطلاق الفكرة في 2019، وحصلوا على إذن من السلطات الحاكمة في صنعاء، ويصف الغويدي الفكرة بأنها "شمعة في الظلام".

وقال الغويدي لوكالة "فرانس برس" إنه "عند توزيع أكشاك الكتب، نجعل الناس تشعر أنّ الحياة مستمرة في اليمن".

ويشهد البلد الفقير منذ أكثر من ست سنوات حربا بين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وتصاعدت الحرب مع تدخل تحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة في آذار/ مارس 2015.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص غالبيتهم من المدنيين، بينما غرقت البلاد وخصوصا العاصمة صنعاء في أزمات اقتصادية وصحية وتعليمية متتالية.

وفي السابق، كانت صنعاء بمثابة المركز الثقافي لليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، وقد اشتهرت بمدارسها وعلمائها.

وبحسب الشاب محمد مهدي (32 عاما)، فإن "رائحة البارود تعم أرجاء الوطن، وتأتي هذه الأكشاك لتعيد لنا الحياة"، مشيرا إلى أن الفكرة "جميلة في بلاد لم تعد القراءة فيها من أولويات المواطن".

وأوضح مهدي أن "الصدفة" قادته إلى أكشاك الكتب، وبدأ باستعارتها وإعادتها بعد الانتهاء من قراءتها.

وتمكنت الجمعية من تأمين نحو خمسة آلاف كتاب، وتتطلع إلى توفير عشرة أكشاك في العاصمة، بحسب الغويدي الذي يشير مع ذلك إلى أن المهمة ليست سهلة بسبب صعوبة جمع التبرعات خاصة مع الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها اليمن.

وتزايدت معدّلات الفقير في صنعاء في السنوات الأخيرة بسبب الحرب، ما ضاعف أعداد المتسولين والعائلات غير القادرة على العيش من دون مساعدة من إحدى المنظمات.

كذلك وضعت الحرب مئات المدارس خارج الخدمة وأبقت ملايين الأطفال من دون تعليم.

وقال الغويدي إنّ "المعوق الأساسي الذي واجهنا وهو الدعم. أينما تذهب وتطلب الدعم للكتب يقول لك الناس إن دعم الإغاثة افضل من دعم الثقافة لأن البلاد تواجه مجاعة".

وتتجنب الجمعية قبول الكتب الدينية والكتب السياسية لأنها وفقا للغويدي "تثير المشاكل في ظل الحرب التي تشهدها البلاد والحالة الاقتصادية التي تعيشها".

وتابع: "نراهن على أن القراءة هي للتنفس، للخروج من الحالة التي يعيشها المواطن" من حرب وغيرها.

غالبا ما تأتي الطالبة الجامعية فاطمة الكثيري (24 عاما) لاستعارة الكتب من الأكشاك.

وأوضحت الكثيري التي تدرس مادة الإعلام أن هذه "واحدة من أهم التجارب خلال السنة الأخيرة"، معتبرة ان الاكشاك "توفّر كتبا من الصعب الحصول عليها في المكتبات بسبب عدم وجودها أو ارتفاع أسعارها".

وترى الكثيري أنّ خزانات القراءة "تعطي الشخص إحساسا بأنه موجود في مكتبه الخاصة، وآلية الاستعارة غير معقدة"، مشددة على أن "القرأءة تساعد الشخص على تصفية ذهنه و توسيع مداركه" في زمن الحرب.

التعليقات