21/11/2020 - 08:45

ما الذي يدفع النيجيريين لاستخدام مستحضرات تبيّض البشرة؟

من رحم خرافات شعبية تمجد اللون الأبيض وتحقر الأسود، تلقى منتجات تبييض البشرة رواجًا وإقبالًا من النساء والرجال على السواء في نيجيريا.

ما الذي يدفع النيجيريين لاستخدام مستحضرات تبيّض البشرة؟

توضيحية (Pixabay)

من رحم خرافات شعبية تمجد اللون الأبيض وتحقر الأسود، تلقى منتجات تبييض البشرة رواجًا وإقبالًا من النساء والرجال على السواء في نيجيريا.

ورغم تحذيرات الطب وخبراء الصحة، من خطورة استخدام تلك المنتجات الكيميائية على الجلد، غير أن "هوس التبييض" يظل كامنًا في البلد الأكثر سكانًا في إفريقيا.

ووفق مراقبين، يهتم الرجال مثل النساء بتبييض البشرة في نيجيريا، ويستعيضون عن الاحتياجات الأساسية بشراء تلك المنتجات التجميلية الخطيرة، إلى حد استخدام النساء الحوامل العقاقير لإنجاب أطفال بيض، ورفع دعاوى طلاق لرفض الأزواج شراء منتجات تبييض لزوجاتهم.

ويعود جزء من الهوس بلون البشرة في نيجيريا، إلى خرافات شعبية تقول إن اللون الأبيض هو إرادة الله، أما اللون الأسود هو رغبة الشيطان، واعتقادات أخرى بأن أصحاب البشرة البيضاء أرقى من أصحاب البشرة الملونة.

وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية عام 2011، فإن 77.3 بالمئة من النساء النيجيريات يستخدمن منتجات كيميائية لتبييض الجلد بانتظام.

تحذيرات بلا جدوى

وقالت خبيرة الأمراض الجلدية النيجيرية، هاجيا بيلكيسو أبوباكار، إنه برغم التحذيرات بخصوص خطورة منتجات التبييض على الجلد فإن عدد مستخدميها في زيادة مستمرة. وأضافت أبوباكار أن هناك زيادة في أعداد الأشخاص الذين أصيبوا بمضاعفات ومشاكل صحية خطيرة بسبب منتجات وعمليات تبييض الجلد.

وأوضحت أن استخدام طرق التبييض قد لا تبدو آثارها الخطيرة على الجلد في البداية غير أن نتائجها الخطيرة والمخيفة تظهر بعد سنوات .وتابعت: "أبرز المشكلات الصحية التي يسببها استخدام المنتجات العضوية والكيميائية للتقشير والتبييض هي الالتهابات الخطيرة وارتفاع معدل السكر في الدم والإضرار بالكلى وزيادة احتمالات الإصابة بسرطان الجلد".

وتقول إيمانويل غلوريا (23 عامًا) للأناضول إن أصحاب البشرة البيضاء أكثر جاذبية من نظرائهم أصحاب البشرة السمراء، ولذلك بدأت في استخدام تلك المنتجات. وتضيف جلوريا: "في السابق كانت بشرتي سوداء قاتمة وكنت افتقد الثقة بنفسي لكن بعد استخدام هذه المنتجات شعرت أنني في حال أفضل".

وتستكمل: "أصحاب البشرة الفاتحة يعتبرون الأكثر جمالًا ووسامة. كان لدى أصدقاء ذوي بشرة فاتحة وكانوا يلفتون الأنظار في كل مكان. وأنا أيضًا بدأت في استخدام تلك المنتجات كي أصبح أكثر جمالًا".

مساع للتوعية

ولاستعادة الثقة المفقودة، تقول رئيسة اتحاد التغيير الاجتماعي لنساء الشمال في نيجيريا، زينب محمد ساتاهو، إن الاتحاد أطلق حملة باسم "ثق في نفسك وافتخر" لمكافحة طرق تبييض الجلد.

وتضيف ساتاهو للأناضول: "المتطوعون في هذه الحملة يقومون بزيارة الجامعات والمدارس الثانوية للتوعية بخطورة طرق تبييض البشرة. كما قاموا بإذاعة مسرحية بالراديو لتوعية الشباب بالتأثيرات الخطيرة لهذه المنتجات والعمليات".

وتؤكد أن معظم النساء في نيجيريا يفتقدن الثقة بالنفس بسبب لون البشرة، ولذلك ينفق الشعب النيجيري حوالي 50 مليون دولار سنويًا على منتجات ومستحضرات تبييض البشرة. وتابعت مندهشة: "حتى النساء اللواتي يعانين من الفقر قد يصرفن ما تبقى لديهن من نقود لشراء كريمات تبييض البشرة".

بدوره قال يونس إبراهيم، مالك أحد محلات مستحضرات التجميل للأناضول، إن منتجات تبييض البشرة هي الأكثر مبيعا في نيجيريا. ويضيف: "الرجال يقبلون على شراء تلك المنتجات أيضا لكن نسبة إقبال النساء تظل هي الأعلى".

ويختتم قائلا: "تتباين أسعار تلك المنتجات والمستحضرات وفقا لجودتها وبلد المنشأ لكن أغلبها يتجاوز الـ200 دولار أميركي".

التعليقات